جانتس يغضب شركاءه السياسيين بالتحالف مع نتنياهو
تسبب زعيم حزب "مناعة لإسرائيل" بيني جانتس بعاصفة ردود فعل غاضبة في أوساط شركاء الأمس بعد تحالفه المفاجئ مع رئيس الوزراء الإسرائيلي وزعيم حزب "الليكود" بنيامين نتنياهو. وأدت أنباء عن اتفاق غير معلن لتشكيل حكومة وحدة مع "الليكود" إلى تفكك تحالف "أزرق أبيض" الذي ضم في الانتخابات إضافة إلى حزب "مناعة لإسرائيل" كلا من حزب "هناك مستقبل" برئاسة يائير لابيد و"تيلم" برئاسة موشيه يعلون. وطلب "هناك مستقبل" و"تيلم" رسميا الانفكاك عن تحالف "أزرق أبيض" ما ترك جانتس وحيدا في تحالفه الجديد مع نتنياهو.
وكان جانتس أعلن في أكثر من مناسبة رفضه الانضمام أو تشكيل حكومة تضم رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي يواجه اتهامات بالفساد، ما جعل تحالفه غير المعلن مع نتنياهو مفاجئا للساحة السياسية الإسرائيلية وبخاصة شركاؤه. ووجه قادة "هناك مستقبل" و"تيلم" وأيضا تحالف "العمل-ميرتس" الوسطي والقائمة المشتركة، وهي ائتلاف 4 أحزاب عربية" انتقادات حادة إلى جانتس. وقال زعيم حزب "تيلم" موشيه يعلون، وهو قيادي سابق في حزب " الليكود" ووزير دفاع أسبق: " للأسف، قرر عضو الكنيست بيني جانتس الزحف إلى حكومة بنيامين نتنياهو، التي ترمز إلى كل شيء نعارضه وننتقده". وأضاف يعلون في تغريدة على "تويتر": "لذلك، ليس لدي أي خيار سوى إعلان مسيرة مشتركة كفصيل سيحارب كل هذه الظواهر السلبية من صفوف المعارضة". أما زعيم حزب "هناك مستقبل" يائير لابيد، وهو وزير أسبق للمالية، فقال: "أردنا إحداث التغيير، وجلب الأمل، والبدء بطريق آخر، ما يتم إنشاؤه اليوم ليس حكومة وحدة ولا حكومة طوارئ، هذه حكومة نتنياهو أخرى، لقد استسلم بيني جانتس اليوم دون قتال، وزحف إلى حكومة نتنياهو وانضم إلى الكتلة اليمينية المتطرفة". وأضاف في تغريدة على "تويتر": "لقد ركضنا معًا لأن بيني جانتس نظر في عيني وقال إنه لن يجلس في هذه الحكومة الشريرة.. أكثر من مليون ناخب صوتوا لـ"أزرق أبيض". إسرائيليون صالحون. إنهم يشعرون بالخيانة اليوم وهم محقون في ذلك، لقد سرقت أصواتهم وقدمت كهدية لنتنياهو". كما أدانت القائمة المشتركة قرار جانتس معتبرة في بيان إن "جانتس نقض وعده لشركائه في "أزرق أبيض" ولكافة المواطنين أيضًا" وأضافت: "جانتس بخطوته ساهم في استمرار نتنياهو في الحكم". وشدّدت القائمة المشتركة على أنها "صوت المعارضة الأقوى ضد حكومة جانتس ونتنياهو القادمة، التي من الواضح أنها ستكون ذات سياسات توسعية بكل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية عمومًا، وهي بشخوصها وبأحزابها وبتوجهاتها السياسية استمرار لحكومات نتنياهو السابقة". غير أن جانتس رد على كل الانتقادات بتغريدة كتب فيها: "أعتقد أنه لا ينبغي جر إسرائيل إلى انتخابات رابعة في مثل هذه الفترة الصعبة عندما تواجه البلاد أزمة كورونا وتداعياتها. إسرائيل أولاً". وأضاف جانتس: "في هذا اليوم أصبحت أكمل من أي وقت مضى.. أنا كامل لأنني فعلت ما يحتاجه شعبي". وكان جانتس نجح أمس في رئاسة الكنيست الإسرائيلي بحصوله على أصوات 74 عضوا بعد دعم اليمين الإسرائيلي له. ويرجح أن حكومة الوحدة التي سيشكلها نتنياهو وجانتس ستحظى على ذات الأصوات ما سيجعلها الحكومة الأكثر قوة منذ فترة طويلة. وقالت محطات تلفزة إسرائيلية إن نتنياهو وجانتس سيتناوبان على رئاسة الحكومة الجديدة، حيث يترأس نتنياهو الحكومة حتى شهر أيلول/سبتمبر 2021 وخلالها يتولى جانتس منصب نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية في حين يتولى جابي اشكنازي وزارة الدفاع، وفي الفترة الثانية من الحكومة يترأس جانتس رئاستها ويكون نتنياهو نائبا له.