سيريا ستار تايمز - وكالة إخبارية عالمية


ملائكة الرحمة في جحيم المستشفيات الإيطالية!


يعاني الأطباء الإيطاليون والكوادر الطبية المساعدة في المناطق الموبوءة بالفيروس التاجي من أوضاع قاسية استثنائية، ما استدعى وجود أطباء نفسيين إلى جانبهم في "الخطوط الأمامية". ويقول الطبيب النفسي داميانو ريزي في هذا الشأن: "هذه هي الطريقة التي نساعد بها الأطباء الذين يحاربون الفيروس". وأوضح أن "الخوف من المرض وهواجسه، والصعوبات في إيجاد متسع للاستراحة هما من المشاكل الرئيسة للأطباء وموظفي الرعاية الصحية الذين يعملون في المستشفيات المتضررة من طوارئ الفيروس". ويعمل هذا الطبيب السريري منذ 10 مارس إلى جانب تسعة زملاء آخرين من منظمة "فوندازيوني سوليتير" غير الحكومية، في مستشفى سان ماتيو بمدينة بافيا بإقليم لومبارديا شمال البلاد، لتقديم الدعم النفسي للمرضى وأفراد أسرهم، والعاملين المشاركين بشكل يومي في ظروف حالة الطوارئ بسبب "كوفيد- 19"، في العناية المركزة والإسعافات الأولية والأمراض المعدية.
ويلفت الاختصاصي الإيطالي إلى أن "الأطباء في هذه الأيام المأساوية، يعانون من عزلة مزدوجة في المستشفى، حيث يكافحون الفيروس في ظروف قاسية لمدة اثنتي عشرة ساعة، وفي المنزل، حيث يتعين عليهم عزل أنفسهم عن الأسرة. وضع نفسي صعب للغاية". ويختتم انطباعته المأساوية بسرد أصعب موقف تعرض له خلال هذه الأسابيع العصيبة، مشيرا أن ذلك حدث حين "أخبر مريضة شابة تأكدت إصابتها بكوفيد - 19، أن الفيروس أخذ أمها ووالدها قبل بضع ساعات".
أما إيرينا شليشكوفا، طبيبة الإنعاش الروسية التي تعمل منذ سنوات في المستشفيات الإيطالية فتقول في شهادة مؤثرة: "الآن الوضع صعب للغاية. هذا مخيف جدا. أتكلم كأم. وضع ترى فيه مثل هذه الأرتال التي حملت توابيت ولا يوجد مكان لتدفن فيه، لأنه في دائرة نصف قطرها 300 كيلومتر، لا يوجد متسع، سواء في المقبرة أو في محرقة الجثث. ولذلك يتم نقلها بعيدا عن حدود هذه المدن لحرقها".

وتتابع الطبيبة الروسية مشيرة إلى أن ذوي الضحايا ليس بإمكانهم إلقاء "نظرة الوداع الأخيرة على أحبتهم، ولا يمكنهم حضور جنازات أقاربهم. يسمح لهم فقط بالتوديع عن بعد، ثم تغلق التوابيت". وما يزيد الوضع الحرج سوداوية أن الأطباء لا يعانون الأمرين بسبب الأعداد الكبيرة من المصابين والمتوفين ونفص المعدات والإرهاق القاتل، بل ومن الفيروس المهلك ذاته، حيث سجل حتى الآن مصرع 51 شخصا من الكوادر الطبية بعد انتقال عدوى الفيروس التاجي إليهم.

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,