رحيل طبيب مصري بكورونا.. نقله لابنته ومشهد جنازته مؤثر!
أحدثت وفاة أول طبيب مصري متأثرا بإصابته بفيروس كورونا المستجد "كوفيد - 19"، أحمد اللواح، عن عمر ناهز الـ 57 عاما، الكثير من الحزن من جانب رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حيث قدم له الكثيرون كلمات النعي معربين عن أسفهم إزاء قصته المؤثرة. وأورد غالبية زملاء الطبيب الراحل وهو أستاذ التحاليل الطبية بكلية الطب في جامعة الأزهر، فرع محافظة بورسعيد بمصر، قصته بحالة من التأثر الكبير، مؤكدين أنه دفع حياته ثمنا لإنقاذ آخرين وأطلقوا عليه كلمة "بطل" وطالبوا بتكريمه من الدولة المصرية. وجاء في تفاصيل قصته بحسب بيان الهيئة العامة للرعاية الصحية، أنه أصيب بعد مخالطته المباشرة لأحد المصابين بفيروس كورونا وهو مواطن هندي، وذلك أثناء خدمته كطبيب تحاليل في إحدى مستشفيات الإسماعيلية، وفور علمه بإيجابية عينته قرر مغادرة المستشفى وعاد إلى منزله ليخوض رحلة عزله ذاتيا، حتى لا يُعرض زملاءه لتعب أكبر مما هو محتمل عليهم مفضلا معالجة نفسه في منزله. ولكن سيارة إسعاف مجهزة بتنفس صناعي بها أطباء وطاقم إسعاف تصل منزله بعد أيام من عزله، بناء على مكالمة هاتفية وردت من زميله الطبيب شادي الخميسي، للإبلاغ عن الحالة بأنها حرجة للغاية وتشهد تدهورا مفاجئا في حالته الصحية، حيث تم استقبال الحالة في المستشفى ووضع على جهاز التنفس الصناعي حتى تحسنت حالته. الطبيب الذي نقل إلى المستشفى وكانت تشهد حالته الصحية انخفاضا تاما في نسبة الأوكسجين بالدم وارتفاعا شديدا في ضغط الدم وضيقا حادا بالتنفس لم يمكث بها سوى يومين فبالرغم من استقرار الحالة وانخفاض ضغط الدم وتحسن نسبة الأوكسجين بالدم لتصل إلى 95%، إذ بها تتدهور تماما ليرحل في ساعة مبكرة من صباح الإثنين. ووجهت ابنته سارة رسالة إلى جموع الشعب المصري الذي تعاطف مع والدها بأن يقيموا صلاة الجنازة على روحه، واتخذت معها وزارة الصحة الإجراءات اللازمة بتوقيع الكشف عليها، وتبين إصابة "سارة" التي تعمل طبيبة أيضا بكورونا، وهو ما تسبب في ضجة أكبر على مواقع التواصل الاجتماعي وسط مطالبات بسرعة توجه أي مواطن تعامل مع الطبيب طوال الأيام الماضية لإجراء فحص "كورونا".
الأكثر تأثرا من ذلك وفق المتابعين هو مشهد جنازة الطبيب الراحل أحمد اللواح، حيث أدى عدد من الأطقم الطبية العاملة وأفراد الأمن بمستشفى أبو خليفة للعزل بالإسماعيلية صلاة الجنازة عليه، ووسط مشهد مثير للتعاطف ظهر أفراد وأطباء المستشفى مرتدين ملابس للوقاية من الإصابة ومتخذين جميع الإجراءات الاحترازية ومبتعدين عن بعضهم البعض أما الراحل فكان على سرير معدني مغلق تماما. وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صور مشهد جنازته معربين عن تأثرهم بالموقف قبل أن يغادر جثمان الفقيد إلى مثواه الأخير لدفنه بمقابر عائلته ببورسعيد. من جانبها نعت وزارة الصحة المصرية الطبيب الراحل في بيان رسمي جاء فيه: "وزارة الصحة تنعى وفاة الطبيب أحمد عبده اللواح أستاذ التحاليل الطبية بجامعة الأزهر، نتيجة إصابته بفيروس كورونا المستجد، والذي وافته المنية في ساعة مبكرة من صباح اليوم الإثنين، عن عمر يناهز 57 عاما".