أعلنت جامعة جونز هوبكنز الأميركية ارتفاع إجمالي عدد الوفيات في الولايات المتحدة بفيروس كورونا إلى 3873، بينما تخطى عدد المصابين 188 ألفا، وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن بلاده ستمر بأسبوعين "مؤلمين جدا جدا" على صعيد مكافحة الفيروس. وفي مؤتمر صحفي لفريق العمل الخاص بمكافحة الفيروس، دعا ترامب الأميركيين إلى الالتزام بالإجراءات التي حددتها السلطات الفدرالية للتباعد الاجتماعي، التي تقرر تمديدها إلى نهاية أبريل/نيسان، مشددا على أنهم سيواجهون أسبوعين عصيبين. وأضاف أنه جرى اتخاذ قرار بتعليق توزيع عشرة آلاف جهاز تنفس اصطناعي في إجراء احترازي، بسبب الارتفاع الكبير في عدد الإصابات. وقال إن الأولوية هي توجيه هذه الأجهزة إلى أكثر المناطق تأثرا.
وقد سجلت ولاية نيويورك في يوم واحد 9298 إصابة جديدة بالفيروس، منها 5686 حالة في مدينة نيويورك، ليصل إجمالي الإصابات في الولاية إلى 75795 ألفا، ورجح حاكم ولاية نيويورك أندرو كومو الوصول إلى ذروة الأزمة خلال 14 يوما إلى ثلاثين يوما. وفي السياق ذاته، قال وزير البحرية الأميركية بالوكالة توماس مودلي إن البنتاغون يعمل على إجلاء طاقم حاملة الطائرات "ثيودور روزفلت"، ونقل أفرادها إلى جزيرة غوام، بعد تفشي فيروس كورونا في الحاملة. وأوضح مودلي في مقابلة تلفزيونية أن إجلاء الطاقم المكون من أكثر من أربعة آلاف شخص يواجه مشكلات بسبب عدم وجود أماكن كافية لإيواء أفراده في جزيرة غوام بالمحيط الهادئ.
جاءت تصريحات المسؤول الأميركي بعدما كشف تقرير إخباري عن رسالة وجهها قبطان الحاملة روزفلت إلى قيادة البنتاغون، يناشد فيها السماح بإجلاء طاقمه وعزله، بعد إصابة نحو مئة من أفراده بالفيروس. وكتب قبطان الحاملة في رسالته "لسنا في حرب ولا ينبغي أن يموت بحارتنا، وإن لم نتصرف الآن فإننا نخفق في رعاية أهم مواردنا، أي بحارتنا". من جهته، أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو وفاة موظف في الخارجية الأميركية بسبب فيروس كورونا، وهي أول حالة وفاة بالفيروس في صفوف السلك الدبلوماسي. ولم يكشف بومبيو عن هوية الموظف ولا المكان الذي التقط فيه العدوى، مشيرا إلى أن حوالي خمسين من موظفي الخارجية الأميركية أظهرت الفحوص إصابتهم بالوباء، وأن من بين المصابين موظفين في عدد من السفارات والقنصليات الأميركية حول العالم.
الوباء في أوروبا
سجلت إيطاليا 837 وفاة جديدة بفيروس كورونا، إلا أن انتشار الوباء يواصل التراجع، وأفادت النشرة اليومية لوكالة الحماية المدنية بأن حصيلة حالات الوفاة في إيطاليا ارتفعت إلى 12428، وهي أعلى حصيلة في العالم. وفي فرنسا سجلت العدوى بفيروس كورونا رقما ملحوظا وصل إلى 7578 إصابة في يوم واحد، بينما سُـجلت 499 وفاة في 24 ساعة. وأعلن جيروم سالومون المدير العام لشؤون الصحة في فرنسا أن العدد الإجمالي للإصابات تجاوز 52 ألفا، منها أكثر من خمسة آلاف حالة خطيرة تحت العناية المركزة.
وفي روسيا، قالت مصادر إن مدير المستشفى الذي رافق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارة لمستشفى مكافحة كورونا أصيب بفيروس كورونا المستجد. وقال المتحدث باسم الكرملين إن وضع الرئيس بوتين طبيعي ويمارس عمله ويجري فحوصا دورية بشأن فيروس كورونا. وبحسب آخر حصيلة رسمية، فإن روسيا باتت تسجل 2237 حالة إصابة مثبتة بفيروس كورونا المستجد و17 حالة وفاة بعد إحصاء 500 إصابة وثماني وفيات في الساعات الـ24 الماضية، وهو رقم قياسي حتى الآن. وفي بلجيكا، تم تسجيل 98 حالة وفاة خلال آخر 24 ساعة، وارتفع عدد الوفيات إلى 705، وقال متحدث باسم وزارة الصحة البلجيكية إن فتاة عمرها 12 عاما توفيت متأثرة بالفيروس، وذكرت وسائل إعلام محلية أنها أصغر ضحية للمرض في أوروبا. وفي السويد، سجلت السلطات 34 حالة وفاة جديدة، و407 إصابات، ليرتفع إجمالي الإصابات إلى 4035. أما بريطانيا، فقد أعلنت وزارة الصحة تسجيل 393 وفاة جديدة بالفيروس، ليرتفع العدد الإجمالي للوفيات إلى 1801.
وتوفي في إسبانيا 849 شخصا خلال الساعات الـ24 الماضية جراء الإصابة بكورونا، في حين بلغ عدد الإصابات المسجلة في يوم واحد 9222. وارتفع إجمالي عدد الإصابات في تركيا إلى 214، بعد تسجيل 46 وفاة خلال 24 ساعة، بينما وصل عدد المصابين إلى 13531.
دعوة أممية للتكاتف
في غضون ذلك، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى عمل منسق من جميع البلدان بتوجيه من منظمة الصحة العالمية، للاستجابة لتفشي وباء كورونا. وخلال إطلاقه تقريرا أمميا عن التأثير الاجتماعي والاقتصادي للوباء، قال غوتيريش إن كثيرا من البلدان لم تحترم المبادئ التوجيهية الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، وحذر من مخاطر مواصلة اتباع هذا النهج.
الشرق الأوسط والدول العربية
وفي دول المنطقة، أعلنت وزارة الصحة الإيرانية تسجيل 141 وفاة جديدة بسبب فيروس كورونا خلال 24 ساعة، ليصل إجمالي عدد الوفيات إلى 2898، بينما بلغ إجمالي الإصابات 44600. وفي السعودية، أعلنت وزارة الصحة وفاة مصابين اثنين وإصابة 110 أشخاص بالفيروس، ليرتفع إجمالي الوفيات إلى عشر، والإصابات إلى 1563. كما أعلنت وزارة الصحة الإماراتية، تسجيل وفاة جديدة بكورونا، ليصبح الإجمالي ست وفيات، بينما وصل إجمالي الإصابات إلى 646.
من جهتها، أعلنت وزارة الصحة القطرية تسجيل ثاني حالة وفاة، و88 إصابة جديدة، ليصل إجمالd الإصابات إلى 781. كما أعلن تلفزيون سلطنة عمان عبر حسابه على تويتر الثلاثاء أول حالة وفاة بسبب فيروس كورونا، وهي لمواطن عماني يبلغ من العمر 72 عاما، وسجلت السلطنة حتى اليوم 192 حالة إصابة بفيروس كورونا. أما الكويت فأعلنت تسجيل 23 إصابة جديدة بالفيروس، ليرتفع إجمالي الإصابات فيها إلى 289. وفي لبنان، أعلنت وزارة الصحة تسجيل 17 إصابة جديدة، ليرتفع إجمالي الإصابات إلى 463، من ضمنها 12 وفاة. وحول المخاوف بشأن سوريا، عبر مجلس الأمن عن قلقه من الأوضاع الإنسانية والأثر المحتمل لفيروس كورونا، مشددا على ضرورة ضمان الظروف اللازمة لمعالجة انتشاره. من جهتها، أعلنت وزارة الصحة المصرية تسجيل خمس وفيات جديدة بكورونا ليصل العدد الإجمالي إلى 46، بينما وصل إجمالي الإصابات إلى 710.
وسجلت الجزائر تسع وفيات، ليرتفع الإجمالي إلى 44، والإصابات إلى 716، بينما أعلنت وزارة الصحة المغربية تسجيل 15 إصابة جديدة بكورونا فارتفع إجمالي الإصابات إلى 617، وعدد الوفيات إلى 36. وفي تونس، قرر مجلس الأمن القومي تمديد فترة الحظر الصحي الشامل في البلاد لمواجهة فيروس كورونا إلى 19 أبريل/نيسان الجاري، وحتى الآن، أعلنت تونس 362 حالة إصابة وتسع حالات وفاة بفيروس كورونا. وفي إسرائيل، أعلنت السلطات وضع قائد أركان الجيش الإسرائيلي وقائدي العمليات والجبهة الداخلية في الحجر إثر اتصال بضابط مصاب بكورونا، وسجلت وزارة الصحة في إسرائيل 527 إصابة جديدة بفيروس كورونا ليرتفع إجمالي الإصابات إلى 5358. من جانب آخر، أعربت أوساط فلسطينية عن مخاوف من انتقال العدوى بفيروس كورونا في ظل ارتفاع الإصابات داخل إسرائيل، بمن فيهم الجنود، وقد نددت الحكومة الفلسطينية بالممارسات الإسرائيلية، وأكدت أنها ستنتصر في مكافحة وباءي الفيروس والاحتلال، على حد وصفها.
القارة السمراء
وفي أفريقيا، يواصل فيروس كورونا الانتشار في معظم الدول مخلفا مئات الإصابات وعشرات الوفيات، وأعلنت وزارة الصحة في مالي ارتفاع إصابات كورونا بالبلاد إلى 28. وفي الكونغو الديمقراطية، ارتفعت إصابات كورونا إلى 98، والوفيات إلى 8، أما في الكاميرون فقد أظهرت نتائج الفحوصات إصابة 51 شخصا بكورونا، من أصل 94 قدموا من الخارج، ويخضعون للحجر الصحي، وارتفعت الوفيات جراء الفيروس في البلاد إلى ست والإصابات إلى 193.
وفي السياق، أعلنت السلطات في كوت ديفوار تقليص الخدمات المقدمة في الدوائر الحكومية، إثر ارتفاع عدد المصابين إلى 168 بالبلاد، تعافى منهم ستة. وفي إثيوبيا، طلبت السلطات من مواطنيها عدم استخدام المواصلات العامة خشية تفشي وباء كورونا، وأخضعت السلطات المواصلات العامة لإجراءات وقائية، منها تخفيض قدرتها الاستيعابية بنسبة تبلغ 60% أحيانا، وفرض مسافات آمنة بين مقاعد الركاب، وإجراء تعقيم دوري.
وتوقعت دراسة جديدة نشرها معهد القياسات الصحية والتقييم في جامعة واشنطن أن تشهد الولايات المتحدة ذروة الوفيات جراء وباء كورونا بعد 15 أبريل/نيسان الحالي بمعدل 2214 شخصا يوميا. وأفادت الدراسة الأكاديمية بأن ولاية نيويورك ستشهد ذروة الوفيات قبل غيرها من الولايات الأميركية. وتفيد التوقعات الحسابية لمعهد القياسات الصحية والتقييم أن فيروس كورونا سيتسبب في وفاة 83967 شخصا في الولايات المتحدة بحلول الرابع من أغسطس/آب المقبل. ويتأهب المسؤولون الأميركيون والمستشفيات الأميركية لقدوم أعداد كبيرة من مرضى فيروس كورونا في الفترة القليلة المقبلة، في ظل التوقعات بأن تستمر هذه الحائجة غير المسبوقة لفترة زمنية أطول وخسائر أفدح في الأرواح. وقد أصبحت الولايات المتحدة قبل بضعة أيام أكبر بؤرة عالمية للمرض الذي ظهر في الصين لأول مرة في آخر ديسمبر/كانون الأول 2019، ولا يوجد له علاج لحد الساعة، وسجلت أميركا إلى الآن 174467 إصابة بالفيروس ووفاة 3606 آخرين، وقد تعافي 6038 من المرض الذي يستهدف الجهاز التنفسي للمصاب وفق بيانات جامعة جونز هوبكنز الأميركية. وحسب دراسة جامعة واشنطن، فإن الحاجة إلى الأسرّة لرعاية مرضى كورونا في الولايات المتحدة تصل في وقت الذروة إلى 220 ألفا و643 سرير، وأن يناهز النقص الحاصل 54046 سريرا، كما أن وصول الوضع الوبائي في أميركا إلى ذروته سيتطلب توفير 26381 جهازا للتنفس الاصطناعي.