سيريا ستار تايمز - وكالة إخبارية عالمية


أهم تطورات كورونا في آخر 24 ساعة...و دموع بالمقهى و شهادات عن معركة صعبة لأطباء إيطاليا

بدا الأحد يوما استثنائيا منذ تفشي فيروس كورونا المستجد قبل أسابيع، بعدما سجلت بؤر الوباء القاتل في القارة الأوروبية أرقاما متراجعة، ترقبها الملايين طويلا ربما تعني بدء تراجع موجة الفيروس الذي روع العالم.


وأسفر انتشار فيروس كورونا عن وفاة ما لا يقل عن 68,125 شخصا في العالم منذ ظهوره في ديسمبر في الصين، وفق حصيلة جمعتها وكالة "فرانس برس" السبت الساعة 19:00 ت غ. لكن التطور "الإيجابي" تمثل في تراجع عدد الإصابات في 3 دول، تمثل بؤرا للمرض الفتاك في القارة الأوروبية، هي إيطاليا وإسبانيا وفرنسا. وسجلت إسبانيا، الأحد، 674 وفاة بكورونا خلال الساعات الـ24 الأخيرة، وهي أدنى حصيلة منذ 10 أيام، وتعكس تراجعا لليوم الثالث على التوالي، وفق أرقام أعلنتها وزارة الصحة. ومن إسبانيا إلى إيطاليا، بؤرة الوباء الأولى في العالم التي سجلت كذلك، الأحد، أقل حصيلة يومية للوفيات خلال أكثر من أسبوعين، بوفاة نحو 500 شخص، فيما تراجع عدد المرضى في وحدات العناية المركزة لليوم الثاني على التوالي. وفي فرنسا قالت السلطات، الأحد، أيضا إن الحصيلة اليومية لوفيات فيروس كورونا المستجد في البلاد، تراجعت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. وأظهرت بيانات الوزارة وفاة 357 شخصا بمرض "كوفيد-19" في المستشفيات مقارنة مع 441 في اليوم السابق.
وفيما يلي أبرز أرقام تطور الفيروس الفتاك خلال 24 ساعة..
تمّ تشخيص أكثر من 1,244,740 إصابة في 191 دولة ومنطقة وفق الأرقام الرسمية، منذ بدء تفشي وباء كوفيد-19، ومن أصل هذه الإصابات، شفي 238,800 شخص على الأقل حتى اليوم. وتوفي، منذ حصيلة أمس السبت، بالتوقيت نفسه (19:00 ت غ)، 4,690 شخصا، وتأكدت إصابة 75,522 آخرين. والدول التي سجلت أكبر عدد من الوفيات الجديدة في 24 ساعة، هي الولايات المتحدة مع 1,082 حالة وفاة جديدة، وإسبانيا (674 حالة وفاة) والمملكة المتحدة (621). وإيطاليا التي سجلت أول إصابة في أواخر فبراير، أحصت في المجمل 15,877 حالة وفاة من أصل 128,948 إصابة. وتمّ الإعلان عن 515 حالة وفاة و4,316 إصابات جديدة يوم الأحد. وشفي 21,815 شخصا وفق السلطات الإيطاليّة.
والدول الأكثر تضررا بعد إيطاليا، هي إسبانيا حيث توفي 12,418 شخصا من أصل 130,759 إصابة، ثم الولايات المتحدة مع 9,180 وفاة من أصل 324,052 إصابة، وفرنسا مع 8,078 وفاة من أصل 92,839 إصابة، والمملكة المتحدة مع 4,934 وفاة من أصل 47,806 إصابات. وبلغت حصيلة الإصابات الإجماليّة في الصين القارية (باستثناء هونغ كونغ وماكاو) حيث ظهر الوباء للمرة الأولى في نهاية ديسمبر 81,669 إصابة (30 إصابة جديدة بين السبت والأحد) من بينها 3,329 وفاة (ثلاث وفيات جديدة)، فيما شفي 76,964 شخصا. وباتت الولايات المتحدة تسجل أعلى حصيلة للإصابات حسب الأرقام الرسميّة. ومنذ الساعة السابعة من مساء السبت بتوقيت غرينتش، أعلنت إثيوبيا وهايتي عن أولى حالات الوفاة المرتبطة بالفيروس على أراضيها. كما أعلن جنوب السودان تسجيل أول إصابة.
كورونا في قارات العالم
وبلغت الحصيلة الأحد الساعة 19:00 ت غ 49,137 وفاة من أصل 664,514 إصابة في أوروبا، و9,477 وفاة من أصل 339,442 إصابة في الولايات المتحدة وكندا، و4,192 وفاة من أصل 118,570 إصابة في آسيا، و3,794 وفاة من أصل 76,082 إصابة في الشرق الأوسط، و1,053 وفاة من أصل 30,539 إصابة في أميركا اللاتينية والكاريبي، و431 وفاة من أصل 8,921 إصابة في أفريقيا و41 وفاة من أصل 6,675 إصابة في أوقيانيا. وأُعدت هذه الحصيلة استنادا إلى بيانات جمعتها مكاتب وكالة "فرانس برس" لدى السلطات الوطنية المختصة ومعلومات من منظمة الصحة العالمية.

"دموع بالمقهى".. شهادات عن معركة صعبة لأطباء إيطاليا


في مقهى صغير يقدم القهوة المخبوزات بالقرب من مدخل مستشفى لودي، شمال إيطاليا، يجلس الأطباء في زاوية ويجهشون بالبكاء، بعد انتهائهم من النوبة الليلية في المستشفى، أملا بأن يكون اليوم القادم أفضل من الذي سبقه. هذا ما أخبرته صاحبة المخبز، لعاملين في منظمة "أطباء بلا حدود"الدولية، خلال تعرفها على الصعوبات التي يواجهها الأطباء في خضم معركة صعبة ضد فيروس كورونا. وتقول رئيسة "أطباء بلا حدود" ومنسّقة حالة الطوارئ المرتبطة بفيروس كوفيد-19 في إيطاليا، كلوديا لوديساني: "عندما وصلنا إلى لودي، في شمال إيطاليا، اتّضح لنا على الفور مقدار الصدمة النفسية عند الموظفين الطبيين. أرادوا أن يتحدّثوا عن الأزمة، وعما قاسوه على الخطوط الأمامية من الاستجابة لحالة الطوارئ هذه لمدة أسبوعَين أو ثلاثة أسابيع. لم يسبق لهم أبدا المرور بحالة مشابهة، وسرعة تواتر الأحداث أصابتهم بصدمة حقيقية". وقالت لوديساني في تصريحات حصلنا عليها أنها تحرص على الاستماع للأطباء الذين يعملون بالصف الأول في مكافحة الفيروس، والتعاطف معهم، لأنها تعلم ما يعني لهم التمكّن من التحدّث والبكاء أمام أشخاص يفهمون فعلا أهمية الأمر.
وتقول لوديساني: "الخطوة الأولى في التصدي لهكذا تفشي هي حماية العاملين في الخطوط الأمامية. فمن دونهم، يستحيل الاستجابة للجائحة. يُصاب الآلاف من هؤلاء العاملين الصحيين بالمرض في جميع أنحاء البلدان المتضرّرة، ولذلك، يُعدّ الحفاظ على سلامتهم وصحتهم وضمان عدم إصابتهم أمرا أساسيا". وتعتبر الطبيبة الإيطالية تعرّض كبار السن بالأخص للإصابة بمرض كوفيد-19، أمر مؤثّر ومأساوي للغاية. وتقول لوديساني: "عندما تصل إلى جناح المستشفى وترى أمامك 80 أو 100 شخص مسنّ يظهر عليهم الضعف، تشعر بانزعاج مؤلم. هم معزولون عن أسرهم حتى أثناء معاناتهم جرّاء هذا المرض. خلّف ذلك أثرا كبيرا في نفسي. في الحقيقة ستخّلف هذه الجائحة في أنفسنا كل واحد منا في منظمة أطباء بلا حدود مشاعر مختلفة، وسيتغير العالم بأسره للغاية."
أما منسقة مشروع "أطباء بلا حدود" في لودي، كيارا ليبورا، فقالت: "لدينا فريق من حوالى 25 شخصا يعملون هنا في منطقة لومبارديا، لا سيما حول المستشفيات في لودي وكودوغنو وسانت أنجيلو. إن النظام الصحي هنا متقدّم للغاية ولكن الفيروس تفوّق على كل محاولات التعامل مع العدد المتزايد من الحالات". وأضافت: "أضحت اليوم طاقات المستشفيات منهكة. ازدادت سعة غرفة الطوارئ في مستشفى لودي لتضم 80 سريرا حاليا، ولكن بالرغم من هذه السعة الإضافية، تبقى الفرصة الوحيدة أمام دخول أي مريض جديد إلى المستشفى هي إمّا تعافي مريض آخر أو وفاته".
وتتمثل مهمة ليبورا وفريقها الرئيسية، بتوفير الدعم للطاقم الطبي داخل المستشفيات، فالحفاظ على صحة الأطباء وسلامتهم، يعني فرصة أكبر لعلاج المرضى. وقالت ليبورا: "لدينا خبرة كبيرة في الوقاية من العدوى ومكافحتها، اكتسبناها من مواجهة الأوبئة التي نعالجها في جميع أنحاء العالم. من هنا، نساعد على إنشاء مسارات وعمليات داخل المستشفيات للحرص على حماية الموظفين من العدوى وضمان عدم تعرّض السالمين منهم للإصابة". وأضافت: " تجاوز العمل الذي يقوم به الطاقم هنا أقصى الحدود الممكنة. أذهلنا رؤية أشخاص يعملون على مدار الساعة، ويحاولون التكيف والتعلم والتعاون لإنقاذ أكبر عدد ممكن من الأرواح، بينما يُحيط بهم الموت من الجهات كافة".
ومع الجهود المكثفة لمحاربة الجائحة في إيطاليا، تظهر لنا اليوم بارقة أمل، تتمثل بانخفاض أعداد الوفيات اليومية، في بؤرة تفشي الفيروس في إيطاليا. وسجلت إيطاليا، الأحد، أقل حصيلة يومية للوفيات خلال أكثر من أسبوعين، بوفاة 525 شخص، ليصل إجمالي الوفيات إلى 15887 حالة، فيما تراجع عدد المرضى في وحدات العناية المركزة لليوم الثاني على التوالي. وارتفع عدد من تماثلوا للشفاء بين المصابين الأوائل في إيطاليا إلى 21815، الأحد، مقارنة بعددهم قبل يوم وهو 20996، وفق ما ذكرت وكالة رويترز. وقد يكون المخبز الصغير في لودي شاهدا على دموع الأطباء، لكنه كذلك قد يكون شاهدا يوما ما على انتصار "للجيش الأبيض" على فيروس أنهك العالم.





سيريا ستار تايمز - syriastartimes,