في ظل إصرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الترويج لعقار "هيدروكسي كلوروكين" باعتباره علاجا فعالا في مواجهة فيروس كورونا المستجد، واستمرار خروجه في تصريحات يخاطب فيها الأمريكيين ويحثهم على تجربته، خرج دكتور أنتوني فوسي، كبير مستشاري ترامب في ملف مواجهة فيروس كورونا لينفي وجود أدلة علمية تثبت فعالية هذا الدواء (الخاص بمكافحة الملاريا) في مواجهة كوفيد-19. وكان آخر تصريحات ترامب عن هذا الدواء ذلك الذي أدلى به أول أمس وقال فيه: "يمكنكم تناول هذا الدواء، فماذا عساكم أن تخسروه؟ فأنا قد أقوم بذلك بعد الرجوع لأطبائي". وأشار في تصريحات أخرى يوم أمس إلى أن بلاده لا تمتلك الوقت الذي يجعلها تنتظر عامين حتى تختبر فعالية الدواء في علاج مرض كوفيد-19، غير أن دكتور أنتوني فوسي، الطبيب البارز في مجال الأمراض المعدية بالولايات المتحدة، كان حريصا على توضيح أنه لا توجد أدلة تثبت أن هذا الدواء فعال في مواجهة فيروس كورونا.

وقال: "لا يمكنني أن أجزم أن ذلك الدواء يحظى بفعالية مؤكدة في مواجهة المرض من الناحية العلمية؛ فالبيانات المتاحة حوله غير حاسمة في أحسن الأحوال حقا؛ فهناك حالات تُظهِر أنه قد يحظى بتأثير وهناك حالات أخرى تظهر أنه لا يحظى بتأثير". وفي السياق ذاته، قال دكتور جيمس فيليبس، أستاذ طب الطوارئ في مستشفى جامعة جورج واشنطن، إن الأمريكيين قد يخاطرون بصحتهم لو اتبعوا نصيحة الرئيس ترامب وتناولوا ذلك الدواء لمعالجة فيروس لم يتم اختباره من قبل.

وواصل جيمس حديثه بالقول "ليس لدينا معلومات كافية حول هذا الدواء ومن ثم لا يمكننا تقديم توصيات طبية. وهذه رسالة خطرة أن يبادر شخص لا يحمل ترخيصا طبيا ويطلب من الناس تجربة دواء كهذا. أنتم بحاجة للاستماع إلى الأطباء والأشخاص الذين يفهمون في العلوم قبل أن تذهبوا طوعا أو كرها إلى خزانة الدواء". وعاود دكتور فوسي ليقول "يتعين علينا أن نأمل أن نرى تسطيحا لمنحنى الإصابات والوفيات في خلال أسبوع أو ربما أكثر قليلا. لكن علينا أيضا أن نتحضر للأوضاع التي ستسوء، والتي أتصور أنها قد تصل لمستوى يصيب البعض منا بالصدمة. وأنا لن أغالطكم وأقول إننا نحكم السيطرة على الوضع، وإنما نسعى لذلك".