هكذا يبدو فيروس كورونا المستجد إذا كبرته بمقدار مليون مرة
خلال الأشهر الماضية، توجهت أنظار العالم إلى ميكروب تسبب في جائحة تجاوزت إصاباتها أكثر من 1.4 مليون حالة، حتّى الثلاثاء، بحسب إحصائيات جامعة جونز هوبكنز الأمريكية. وكيف سيكون رد فعلك إذا علمت أن الصور التوضيحية التي تراها لفيروس كورونا الجديد لا تُظهر هذا الفيروس على حقيقته؟ ومنذ عام 2004، بدأ الفنان البريطاني لوك جيرام سلسلة "Glass Microbiology" التي تهدف إلى التأمل في التأثير العالمي لمختلف الأمراض عبر تجسيد مسبباتها على شكل تماثيل زجاجية. ويُعد تمثاله لفيروس كورونا المستجد، أحدث إضافة إلى مجموعته.
وصنع جيرام تمثال فيروس كورونا المستجد تكريماً للجهود العالمية لمكافحة هذا المرض الذي تسبب حتّى الآن في وفاة 82 ألف شخص حول العالم، بحسب إحصائيات جامعة جونز هوبكنز الأمريكية. وعند تكليف جامعة "ديوك" في الولايات المتحدة الفنان لصنع هذا التمثال قبل شهرين تقريباً، لم يُعتبر المرض جائحة بعد.
قال الفنان: "لم أكن أعلم أنه سيؤثر على العالم بالطريقة التي قام بها. وتخيلت أنه سيكون مشابهاً لوباء سارس الذي تم احتوائه بسهولة عند المقارنة".
ويصل قطر التمثال إلى 23 سنتيمترا، وهو أكبر من الفيروس الفعلي بمليون مرة. ويصنع جيرام تماثيله المعقدة مع فريقه المختص بنفخ الزجاج.
وعند حديثه عن السبب وراء اختياره الزجاج كوسيط لجلب سلسلته إلى الحياة، قال جيرام إن خياره يبدو منطقياً مقارنةً بالصور الملونة التي نتلقاها عبر وسائل الإعلام، وذلك لأن الفيروسات "ليس لها لون لأنها أصغر من الطول الموجي للضوء"، وفقاً لما ذكره في بيان.
وعند التأمل في تمثال فيروس كورونا الزجاجي، يلاحظ المرء تناقضاً مثيراً للاهتمام، إذ أنه يُجسد جمال جوهرة لامعة وساحرة، ولكنه في الوقت ذاته يُجسّد أمراً أثّر على حياة الأشخاص بشكل سلبي جداً. وعند الحديث عن هذا التناقض، قال جيرام: "سواءً أحببنا ذلك أم لا، إن الفيروسات معقدة وهي رائعة للنظر إليها، وتعكس هذه النماذج الزجاجية وببساطة كيف هي حقاً".
وأشار المصور إلى أن تماثيله الزجاجية تساهم في فهم الفيروسات بشكل أكبر، فقال: "هناك شيء مختلف عندما يأتي الأمر بالقدرة على رؤية جسم ثلاثي الأبعاد أمامك بالمقارنة مع الرسوم المولدة بواسطة الحاسوب (GCI)، أو الرسومات التخطيطية، مضيفاً أن أعماله تُستخدم في المحاضرات، والكتب الطبية.
ومن المقرر أن يذهب ريع تمثال فيروس كورونا الزجاجي لمنظمة أطباء بلا حدود (MSF) من أجل مساعدتهم في محاربة تأثير "كوفيد-19" في البلدان النامية.
ومثل الملايين من الأشخاص حول العالم، أثرت هذه الجائحة على الفنان أيضاً، فقال إنه تم إلغاء جميع خططه المرتبطة بالعمل، ثم أضاف: "لقد أصبحت الآن معلماً وبشكل فعال، وأنا أقوم بتدريس أطفالي في المنزل!".