ماراثون ويوجا.. سكان هونج كونج يتحدون العزل المنزلي بالرياضة
في حديقة خالية بين مباني الشقق الضيقة في هونج كونج، تبدأ المدربة الرياضية كريستين هاندفورد تسجيل تمارين رياضية على هاتفها لإرسال الفيديوهات إلى زبائنها الذين يحاولون الحفاظ على لياقتهم في المنزل خلال أزمة فيروس كورونا المستجد.
تقول هاندفورد في بداية الفيديو الذي سترسله في وقت لاحق إلى زبائنها: "حسنا يا رفاق، سنبدأ بتمرين بدني لمدة 10 دقائق فقط يمكنكم القيام به في المنزل في مساحة صغيرة". إنه مشهد يتكرر حاليا في أنحاء العالم، فقد طلبت الدول من أكثر من 3.4 مليارات شخص أو أجبرتهم على البقاء في منازلهم، وهم يشكلون نحو 44% من سكان العالم وفقا لإحصاء يستند إلى قاعدة بيانات لوكالة "فرانس برس". ويتساءل الكثيرون كيف يمكنهم البقاء بصحة جيدة خلال فترة العزل التي ستستمر أسابيع وربما أشهراً. وتوضح هاندفورد، وهي أم كندية تبلغ من العمر 33 عاما وتعيش في هونج كونج منذ 6 سنوات: "ما زال بإمكانكم الحفاظ على لياقتكم بنسبة 100%".
بدأت هونج كونج فرض تدابير التباعد الاجتماعي الأسبوع الماضي، لكن الفيروس انتقل من البر الرئيسي للصين في يناير/كانون الثاني، وكان العديد من السكان يعزلون أنفسهم قبل وقت طويل من وصول الوباء إلى أوروبا والولايات المتحدة. وتقول أليسون يوين (32 عاما) التي تعمل في مجال التسويق: "نحن نعمل من المنزل منذ سبعة أو ثمانية أسابيع، كان الأمر تحديا بالنسبة إلينا، إلا أنه أجبرنا على أن نكون مبدعين". تتابع يوين بانتظام الحصص التي تقدمها هاندفورد على الإنترنت، لكنها تتواصل أيضا مع أصدقاء على تطبيق "زوم" الأكثر شيوعا للتمارين الرياضية السريعة. وتشرح: "نختار شيئا بسيطا جدا يمكن أن يكون تمرينا لمدة 10 أو 15 دقيقة على (يوتيوب).. يجبرنا العزل على التحرك بطريقة ما" .
وجد هواة اللياقة البدنية مجموعة من الطرق الإبداعية للحفاظ على نظام للتمارين أثناء فترة العزل المنزلي. وقد تمكن العديد من الأشخاص حول العالم، من بينهم رجل في هونج كونج، من تنظيم سباقات ماراثون داخل منازلهم. لكن خبراء يقولون إن مجرد تمرين يومي بسيط لمدة 10 أو 20 دقيقة يمكن أن يساعد في درء الملل والحفاظ على النشاط. ومن بين الأشخاص الذين صعد نجمهم في هذا المجال مدرب اللياقة البدنية البريطاني جو ويكس (33 عاما)، ومنذ الأسبوع الماضي يستخدم قناته على "يوتيوب" لبث تمرين يومي مخصص للأطفال. وقال لشبكة "سي إن إن": "أخيرا كانت الفكرة الأساسية في رأسي موجهة إلى بريطانيا لكنها أصبحت عالمية، وقد شاهد الشريط 16 مليون شخص في الأيام الخمسة الماضية". وقد تعهد التبرع بإيراداته التي يجنيها من هذا البث للخدمات الصحة في بريطانيا.
وقالت تشوكي نغاي (40 عاما) التي تبث حاليا عبر الإنترنت من الاستوديو الخاص "يوغا أب" الذي تملكه في هونج كونج، إن العزلة المنزلية يجب ألا تعني نهاية الاجتماع معا ضمن مجموعات. وأوضحت لوكالة "فرانس برس" من الاستوديو الفارغ: "انضم إلينا أخيرا شخص في الهند يخضع للحجر المنزلي وكذلك بعض الأشخاص من المملكة المتحدة والبرازيل وبالي، مضيفة: "هذا ليس تباعدا اجتماعيا بل تباعد جسدي". ووجدت أن الجلسات التي تقل مدتها عن 30 دقيقة تلقى رواجا بشكل خاص بين الأشخاص الذين يحاولون تنسيق وقتهم بين العمل عن بعد من المنزل والاهتمام بالأسرة. وأشارت هاندفورد التي لا تفرض بدلا مقابل بثها المباشر حاليا، إلى أنها والعديد من المدربين الآخرين يواجهون مستقبلا صعبا إذا استمر الوباء.