لكشف المخالطين فورا.. تطبيق ألماني يرصد حركة مصابي كورونا
عد الاكتشاف المبكر لفيروس كورونا واحدا من العوامل الهامة لإنقاذ المصاب والمحيطين به، حيث يلجأ المصاب إلى عزل نفسه سريعا (ويحمي أسرته) ثم الراحة وتلقي مقويات المناعة، أو الذهاب للمستشفى في الوقت المناسب، ولأجل تنفيذ هذه الفكرة بكفاءة استعانت ألمانيا بتطبيق إلكتروني. الفكرة العامة من التطبيق هي تنصيبه في الهواتف الذكية للألمان، وعن طريقه يمكن أن تتصل الهواتف ببعضها عن طريق البلوتوث بمجرد اجتماع صاحب الهاتف مع أي شخص آخر.
ولاحقا، إذا أصيب شخص بأعراض كورونا وظهرت نتيجة الفحص "إيجابية" فسيتم إرسال تحذيرات إلى جميع الأشخاص الذين التقى بهم المصاب وخالطهم في آخر أسبوعين. الدكتور حسين عبدالفتاح طبيب أمراض الباطنة بأحد المستشفيات الألمانية قال لـ"العين الإخبارية" إن التطبيق الجديد سيسهم في محاصرة كورونا ويحسن سبل تعقب المخالطين بالمصابين، ويخفف من القيود المفروضة لاحتواء الفيروس. ولا يبدو أن الحكومة الألمانية ستفرض تنصيب التطبيق على الجميع بينما تعتمد على وعي الناس لتنصيبه طوعيا، وفقا لدويتشه فيله، ويعود ذلك بالطبع إلى أن التطبيق يتجاوز نسبيا حدود الخصوصية المطلقة. وقال هيلجه براون رئيس ديوان المستشارية في برلين لمحطة "آر تي إل" التلفزيونية، إن تطبيق التعقب، الذي يتعين أن يمتثل لقواعد حماية البيانات الخاصة المعمول بها في الاتحاد الأوروبي، سيلعب دورا مهما في تخفيف القيود المفروضة على الاختلاط الاجتماعي وغيرها من القيود تدريجيا. وكانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قد أعربت عن استعدادها لاستخدام تطبيق لتتبع سلاسل العدوى بفيروس كورونا المستجد على نفسها. وأضاف عبدالفتاح: "التطبيق يتيح أيضا لكل شخص يشعر بأعراض الإصابة بكتابة الأعراض التي ظهرت عليه، ثم يخبره بالذهاب لمعمل محدد وفقا لموقعه لإجراء التحليل في نفس اليوم". وتابع: "في حال تأكيد الإصابة بكورونا، يقوم التطبيق بإرسال رسالة لكافة الهواتف التي تعامل مع أصحابها هذا الشخص المصاب خلال آخر فترة ويخبرهم بأن من يشعر بأي أعراض عليه الذهاب لعمل تحليل أو الجلوس في الحجر المنزل". واستطرد: "تلك الوسيلة الرقمية جيدة جدا في تتبع العدوى الجديدة، وانحسار انتشار المرض، وإنقاذ أرواح كثيرة، فضلا عن أن التطبيق قابل للتعميم في دول عديدة، حيث إنه ليس بحاجة لإمكانيات كبيرة". ودعا الطبيب المصري إلى تطبيق الفكرة في المنطقة العربية، حيث سيساعد هذا الأمر كثيرا في احتواء تفشي المرض، وتتبع الحالات الجديدة المصابة بالفيروس. ويرى عبدالفتاح أنه "حتى تتوصل البشرية لعلاج ناجح للمرض، ولقاح فعال له، فلا يوجد أمام دول العالم إلا محاصرة الفيروس ومنع تفشيه". وكانت الحكومة الألمانية قد أعلنت تمديد التدابير التقييدية على صعيد الحياة العامة حتى 19 أبريل/نيسان على الأقل وذلك بهدف احتواء وباء كورونا. وبحسب وسائل إعلام محلية، أجرت ألمانيا خلال الفترة الأخيرة اختبارات فحص شملت أعدادا كبيرة من المواطنين في وقت قصير، ليس فقط من أجل معرفة المصابين بالفيروس، ولكن للتعرف أيضا على الأشخاص الذين لديهم مناعة قوية ضد المرض. ويمكن للأشخاص الذين ثبتت قوة مناعتهم أن يتركوا منازلهم وفك الحجر الصحي بعد أن يتم منحهم شهادة مناعة، حتى يستطيعون مباشرة أعمالهم وحتى لا تتوقف عجلة الإنتاج.