لسنا بخير فكيف نعمل؟.. دموع وصراخ من مستشفى أميركي
لم تستطع هذه الممرضة تمالك نفسها، بل دخلت في نوبة بكاء عميقة بسبب ما تعيشه تحت وطأة فيروس كورونا المستجد الذي حصد أرواح الآلاف في أميركا.
ففي فيديو نشرته دنيل شمول على حسابها على فييسبوك قبل أن يملأ وسائل الاعلام المحلية والعالمية، وينتشر بشكل واسع على مواقع اللتواصل محققاً أكثر من مليوني مشاهدة في أقل من يومين، أعلنت أنها انتقلت إلى مدينة نيويورك للمساعدة في مواجهة أزمة الفيروس التاجي، ووصلت منهاتن الشهر الماضي إلى المستشفى المؤقت الذي أقيم في سنترال بارك.
"اليوم العصيب"
ووصفت في مقطع الفيديو الذي يمتد 8 دقائق، والدموع تملأ عينيها وتفيض على وجهها ما أسمته "اليوم العصيب"، فقد كانت في الخطوط الأمامية مع المصابين، قائلة: "لا أعلم، ما يحدث كبير، لقد تعبت من المشي والركض بين الغرف، المريض يموت أمامي، أنا فقط أدخل الغرف وأرى جثثا، لقد تعبت من مهاتفة أهالي المصابين ونقل الأخبار السيئة إليهم". وأضافت: "أشعر بحزن شديد على زملائي في كادر التمريض والعاملين في مجال الرعاية الصحية، وأنشر هذا الفيديو كي أنقل لكم ما نتعامل معه بعد 15 ساعة من العمل". كما أشارت إلى أن كثيرا من الناس يعتقدون أن الكادر الطبي محصن عن الإصابة بالمرض، مؤكدة أن هذه اعتقادات خاطئة تماما. وروت الممرضة أن النقص الحاد بالكادر الطبي يدفع الممرضات إلى الانهيار، حيث تم تكليف بعضهن برعاية ما يصل إلى 14 مريضاً في كل نوبة عمل.
"لا أستطيع إخبار أمي"
وفي نبرة منهارة ودموع لا تتوقف، قالت شمول، إنها تشعر بالوحدة، فلا يوجد من تتحدث إليه، لا تستطيع مهاتفة والدتها لأنها ستكون قلقة بشأنها، فهي كانت رافضة انتقال بنتها إلى نيويورك منذ البداية، كما لا يمكنها التواصل مع إخوتها. وناشدت الممرضة إلى الإسراع في تزويد المستشفيات بعناصر داعمة للكادر الطبي، خاتمة حديثها: "إذا لم يكن الكادر بخير كيف سيعتني بالمرضى؟".
20 ألف وفاة
يشار إلى أن الولايات المتحدة كانت سجلت مساء السبت 1920 وفاة جديدة خلال 24 ساعة من جراء فيروس كورونا المستجدّ. يأتي ذلك بعد أن أظهر إحصاء لوكالة رويترز أن حالات الوفاة الناجمة عن الإصابة بفيروس كورونا في أميركا تجاوزت 20 ألف حالة، وهي أعلى حصيلة يتم تسجيلها في العالم.
وفي ظل الأعداد الضخمة لحالات الوفاة، بدأت البلاد بعمليات دفن في مقابر جماعية في جزيرة هارت التابعة لنيويورك المتضررة الأكبر في البلاد. إلى ذلك وصل ضحايا كورونا حتى الساعة حاجز الـ100 ألف ضحية مع عدم التوصل لعلاج يقضي على الوباء، فيما ارتفع عدد الإصابات إلى أكثر من مليون و700 ألف شخص حول العالم.