ترامب: قرار إعادة فتح الاقتصاد الأميركي يعود لي وليس إلى حكام الولايات
الخبراء الأميركيون يقولون إن الفيروس لن يكون اختفى عند انتهاء الحجر المنزلي، كما أنه لن يكون أصاب الغالبية الكبرى من السكان، ما يبقيهم عرضة للعدوى، طالما لم يتوفر لقاح ضده.
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن قرار إعادة فتح الاقتصاد في البلاد هو قراره وليس قرار حكام الولايات. وأشار في تغريدة على "تويتر"، إلى أنه يعمل وإدارته "بشكل وثيق مع حكام الولايات وهذا سيستمر"، مضيفاً أنه سيتخذ قريباً قراراً "بالتشاور مع حكام الولايات وآخرين".
في سياق متصل، حذر الخبراء - وقبل انتهاء الموجة الأولى من تفشي فيروس كورونا- من أن موجة ثانية من الفيروس ستضرب الولايات المتحدة في حال رفع الحجر المنزلي بشكل متسرع، أو في حال بدء هذا الرفع اعتباراً من أيار/مايو كما يأمل ترامب. وقال الخبراء إن "الفيروس لن يكون اختفى عند انتهاء الحجر المنزلي، كما أنه لن يكون أصاب الغالبية الكبرى من السكان، ما يبقيهم عرضة للعدوى، طالما لم يتوفر لقاح ضده"، مؤكدين أن "الهدف من المرحلة الأولى كان تفادي إصابة عدد كبير من الناس في الوقت نفسه، ما يؤدي إلى استنفاد طاقات المستشفيات. غير أن الفيروس سيواصل انتشاره والإصابات ستتواصل". وبعد إحصاء نصف مليون إصابة، بدأت وتيرة انتشار العدوى تستقر، وقال مدير مراكز السيطرة على الأمراض روبرت ريدفيلد، إن الولايات المتحدة "تقترب من ذروة" انتشار فيروس كورونا المستجد، مشيراً إلى أن ذلك "لا ينبغي أن يقود إلى رفع تعليمات التباعد الاجتماعي والعمل من المنزل بين ليلة وضحاها". وأوضح أنه "يجب إعادة تحريك عجلة البلد بآلية تدريجية، مرحلة بعد مرحلة، تجري على ضوء المعطيات". وحذر مدير معهد القياسات الصحية والتقييم في جامعة ولاية واشنطن كريستوفر موراي، من أنه "إذا فتحنا البلد بالكامل في الأول من أيار/مايو، لا شك أنه ستحدث فورة عدوى جديدة"، مقترحاً أن تبدأ بعض الولايات برفع الحجر في منتصف أيار/مايو. من جهته، قال الرئيس السابق لوكالة الأدوية سكوت غوتليب، الذي يقدم النصائح بشكل غير رسمي لترامب، إن "نسبة الأميركيين المصابين قد تتراوح بحلول نهاية الصيف بين 2 و5% فقط"، مضيفاً أنه "لا شك أننا سنعاود فتح البلاد بشكل ينطوي على مجازفة، هذا أمر لا مهرب منه". وبالتالي، تدرس السلطات إعادة فتح البلاد ببطء مع مراقبة أي انتشار جديد للعدوى. وإن كان الخبراء والجامعيون يعرضون خططاً كثيرة للقيام بذلك، فإن البيت الأبيض لم يطرح أي آلية، لا بل بدا ترامب مستاء من مدير المعهد الأميركي للأمراض المعدية أنتوني فاوتشي العضو في خلية الأزمة التي شكلها الرئيس لمكافحة فيروس كورونا المستجد، بعدما قال للتلفزيون إن "عدد الوفيات البالغ حاليا 22 ألفاً كان يمكن أن يكون أدنى لو تحركت السلطات بسرعة أكبر لاتخاذ تدابير". وأعاد ترامب نشر تغريدة تدعو لطرد فاوتشي، رغم أنه بالأساس في موقف الدفاع بعد نشر تقارير تؤكد أنه قلل من مخاطر الوباء بالرغم من تنبيهات تلقاها من أجهزة الاستخبارات. ويذكر أن كاليفورنيا وولايات الساحل الغربي للولايات المتحدة عموماً فرضت الحجر المنزلي في وقت مبكر نسبياً، ما جنبها مصير ولايات أخرى مثل نيويورك ونيوجرسي ولويزيانا وميشيغن. أما في ولاية تكساس، فسيعلن الحاكم هذا الأسبوع جدولاً زمنياً لرفع الحجر. ومن المرجح أن يسمح الحكام ورؤساء البلديات، للشركات بإلزام ربما نصف موظفيهم بمعاودة العمل، أو أن يبقوا على الحجر المنزلي إنما فقط لمن هم فوق الـ65 من العمر.
بالتوازي، بلغت حصيلة الوفيات بفيروس كورونا في ولاية نيويورك 10 آلاف و56، وفق ما أعلن الحاكم اندرو كومو مع تسجيل 671 وفاة إضافية في الساعات الـ24 الاخيرة. وقال كومو "لقد مر الأسوأ" شرط مواصلة التقيّد بتدابير العزل، محذراً من أن الأرقام ستعاود الارتفاع إن "ارتكبنا حماقة". وأضاف: "نحن في طور السيطرة على تفشي الفيروس"، مشيراً إلى أنه "سيتواصل الإثنين مع حكام ولايات أخرى لبحث رفع تدريجي لقيود الإغلاق المفروضة". وأوضح كومو أنه "يمكن حالياً سلوك طريق العودة إلى الحياة الطبيعية، و"إعداد خطة تلحظ إعادة إطلاق بعض الأنشطة". لكنّه أضاف "لن أكذب على الناس"، وقال إن "الأرقام والوقائع لا تكذب مؤكدا ضرورة أن يثق الناس في ما نفعله". وقال إن إعادة الفتح ستتم تدريجياً، ويمكن أن تبدأ بتحديد الموظفين الأكثر أهمية للاقتصاد، موضحاً أن ذلك سيتطلب زيادة في الاختبار لرصد معدلات الإصابة. وصرّح كومو أن إعادة فتح الحياة الاجتماعية والاقتصادية ينبغي أن تتم "بعناية وبطء وذكاء". وحثّ كومو سكان نيويورك على الاستمرار في اتباع إرشادات التباعد الاجتماعي، قائلاً إن "يومين أو ثلاثة أيام من السلوك المتهور" يمكن أن تعيد الحرب ضد الوباء لنقطة البداية. ويذكر أن حصيلة الوفيات في ولاية نيويورك بما فيها مدينة نيويورك، هي الأعلى في الولايات المتحدة، إلا أن الإصابات بلغت في الساعات الـ24 الماضية 118 حالة مقابل أكثر من 1000 حالة في 3 نيسان/أبريل والأيام التي سبقت. أما الوفيات اليومية وإن كانت حصيلتها لا تزال مرتفعة، إلا أنها تراجعت إلى أدنى مستوى منذ أسبوع.