الجيش الأبيض يحظى بإشادة واسعة وسط معركة كورونا
يحظى الأطباء وموظفو القطاع الصحي، بتقدير وإشادة كبيرين، خلال الفترة الأخيرة، لنظرا للمعارك الضارية التي يخوضونها لعلاج مرضى فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، وسط ضغط العمل ونقص في معدات العمل الضرورية. وحرص مواطنو عدد من الدول على إقامة مبادرات عرفان تجاه الأطباء، سواء من خلال التصفيق من النوافذ والشرفات، لأجل شكر موظفي الصحة، أو من خلال الإشادة بالتضحيات على منصات التواصل الاجتماعي. وبحسب خبراء الصحة، فإن موظفي قطاع الصحة من بين أكثر فئات المجتمع عرضة للإصابة بفيروس كورونا، نظرا إلى عملهم في المستشفيات التي تستقبل المصابين. وفي الصين، حيث ظهر المرض لأول مرة، أصيب آلاف الأطباء بالوباء، أما في إيطاليا، فلقي عشرات الأطباء مصرعهم إثر انتقال العدوى إليهم، أثناء العمل. وأعلنت قناة السويس في مصر، مؤخرا، إطلاق أبواق الموانئ تقديرا لمن يعملون في قطاعي الصحة والموانئ، في ظل انتشار فيروس كورونا. في غضون ذلك، حرص عدد من سكان المدن الفرنسية؛ مثل مونبلييه وتولوز وليل، على الوقوف في شرفاتهم عند الساعة الثامنة من كل يوم، لأجل التصفيق والإشادة بمن يعملون في مجال الصحة. وفي بريطانيا، حرص موظفو متاجر "تيسكو"، في مارس الماضي، على استقبال موظفي الصحة بالتصفيقات والورود، أثناء دخولهم لأجل التسوق، خلال الساعات المخصصة لهم. ويضطر موظفو قطاع الصحة إلى العمل في ظروف صعبة، وسط انتشار الفيروس، ويجدون أنفسهم مجبرين على ارتداء كمامات واقية شديدة الحماية، وهو ما يجعل تنفسهم صعبا، خلال أداء عملهم. فضلا عن ذلك، يرتدي الأطباء الذين يعالجون مرضى كورونا، ألبسة واقية تعرقل حركتهم، وتحرمهم من تناول الطعام أو شرب الماء طيلة ساعات، ولا يستطيعون القيام ببعض الأمور الطبيعية إلا بعد مرور ساعات. وبما أن دولا كثيرة في العالم تعاني نقصا في الأطباء والممرضين، بضطر موظفون كثيرون في قطاع الصحة للعمل بشكل إضافي حتى يسدُوا حاجايات المنشآت الصحية التي تستقل عددا إضافيا من المرضى في كل يوم.
وفي أبريل الجاري، نبهت منظمة الصحة العالمية إلى أن العالم يلزمه أكثر من 6 ملايين شخص إضافي يعملون في مجال التمريض، لأجل تقديم خدمات العلاج لمن يحتاجونها. وعقب أزمة كورونا، تعالت أصوات تطالب بإيلاء عناية أكبر للقطاع الصحي في كثير من البلدان، لاسيما أن الوباء كشف نقصا في الكوادر الطبية ومعدات طبية يفترض أنها بسيطة أو متاحة على نطاق واسع.