استعدوا لأضرار جانبية مدمرة لفيروس كورونا
جاءت افتتاحية واشنطن بوست اليوم بعنوان "استعدوا لأضرار جانبية مدمرة مثل الفيروس". ووصفت الصحيفة جائحة فيروس كورونا المستجد بأنها أشبه بموجة عاتية عمت شعوبا بأكملها بسرعة فائقة، لكن الذي لم يُر منها بعد هو الأضرار الجانبية الهائلة على الصحة العالمية. فهذه الجائحة تجعل من الصعب أو المستحيل مكافحة أوبئة مثل الحصبة وشلل الأطفال وفيروس نقص المناعة البشرية والسل والملاريا التي سببت الموت والمعاناة حتى قبل فيروس كورونا، وسوف تجلب الآن المزيد وأثرها قد يصبح مدمرا لكل ما في طريقها مثل الموجة العاتية. وذكرت الصحيفة أن البحث المستمر منذ عقود للقضاء على شلل الأطفال، الذي اقترب من النجاح، قد توقف الآن لمكافحة الفيروس الجديد لأن موارد وأصول المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال تُحول الآن لمواجهة هذا الوباء، وهو ما يعني أن مزيدا من الأطفال سيعانون في غضون ذلك. وضربت مثلا بأن عدد حالات شلل الأطفال البري في الدولتين المتبقيتين -أفغانستان وباكستان- كان قد انخفض إلى 33 حالة في عام 2018 ثم ارتفع إلى 175 في عام 2019. ومع تعليق حملة التطعيم ستزيد حالات شلل الأطفال البري وقد تنتشر إلى بلدان أخرى.
وفي غضون ذلك أيضا، أفادت مبادرة الحصبة والحصبة الألمانية، وهي شراكة عالمية لوقف الحصبة، أنه بسبب التوقف المؤقت في حملات التطعيم الشاملة فإن أكثر من 117 مليون طفل في 37 دولة قد يفقدون تلقي تطعيم الحصبة هذا العام. وهذه نكسة كبيرة عندما انفجرت حالات الحصبة في جميع أنحاء العالم وأودت بحياة أكثر من 140 ألف شخص في عام 2018، معظمهم من الأطفال دون الخامسة. وألمحت الصحيفة إلى تقرير لها من أفريقيا وجنوب آسيا بأن فيروس كورونا المستجد سيؤثر على حاملي فيروس نقص المناعة البشرية والسل بشكل غير متناسب. وبما أن السل هو في المقام الأول من أمراض الجهاز التنفسي، مثل كورونا المستجد، فهذا يعني أن أولئك الذين يعانون منه غالبا ما تكون صحة الرئتين عندهم متدنية جدا. وفيروس نقص المناعة البشرية يسبب فشلا تدريجيا في جهاز المناعة، مما يجعل حامليه أكثر عرضة للوفاة من الإصابات الأخرى. كما أن هناك مخاوف حقيقية من أن جائحة كورونا يمكن أن تعطل أنظمة الرعاية الصحية وتؤدي إلى عودة ظهور الملاريا التي أودت بحياة 405 آلاف شخص على مستوى العالم في عام 2018.