سيريا ستار تايمز - وكالة إخبارية عالمية


العلماء يكتشفون أخيرا سر التحركات الغامضة في فوهة يلوستون الشهيرة


كشفت دراسة جديدة عن السبب الكامن وراء ارتفاع وانخفاض رقعة من متنزه يلوستون الوطني الأكبر من شيكاغو، والتي كانت حالة من عدم الاستقرار تلازمه على مدى السنوات العشرين الماضية. وسجل الباحثون نشاطا كبيرا للغاية في الصهارة، وهو ما كان مسؤولا عن ارتفاع المنطقة المحيطة بحوض "نوريس جيسير" في حديقة يلوستون، بمجموع نحو 13 سم، منذ عام 2000.
ويسلط هذا الاكتشاف الضوء على نظام الصخور المنصهرة الغامض الموجود أسفل يلوستون. واكتشف الباحثون لأول مرة نظام الصهارة في يلوستون قبل نحو 40 عاما في دراسة نشرت في عام 1979 في مجلة "ساينس". وفي السنوات التي تلت ذلك، أدرك العلماء أن نظام الصهارة في يلوستون يتسبب ليس فقط في ارتفاع الأرض بل وفي انخفاضها أيضا. وقال دانييل دزوريسين، الباحث المشارك في الدراسة الجديدة وعالم الجيولوجيا المتقاعد من هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية (USGS): "حفز هذا الاكتشاف سعينا لفهم سبب الارتفاع والانحدار (الغرق) بالقرب من نوريس جيسير". ويشار إلى أنه من عام 1996 إلى عام 2004 ، ارتفعت مساحة تمتد نحو 29 كم إلى 12 سم. وذكرت "ناشيونال جيوغرافيك" أنه بعد ذلك، في الفترة ما بين 2005 إلى 2013 ، غرقت تلك المساحة بنحو 7 سم. وبعد ذلك، ارتفعت الأرض مرة أخرى بمعدل 15 سم سنويا، بين أواخر 2013 وأوائل 2014 ، وهو أسرع معدل ارتفاع تم توثيقه على الإطلاق في يلوستون. وضرب زلزال بقوة 4.9 درجة الحوض في مارس 2014 ، وارتفعت الأرض وغرقت في حركة بطيئة حتى أوائل عام 2019.
وبعد كل هذه التحركات المذهلة، أصبح الحوض الآن، مرتفعا بنحو 12.7 سم، وهو الارتفاع الذي كانت عليه الرقعة قبل 20 عاما. ولمعرفة كل هذه التحركات، استخدم الباحثون مجموعة من بيانات نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) وبيانات الأقمار الصناعية لرسم خريطة للموقع وتتبع الأحداث المتغيرة للأرض، مع مرور الوقت، في كل من حوض "نوريس جيسير" ومنطقة كالديرا، وهي فوهة بركانية في يلوستون. وأظهر نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) وبيانات الأقمار الصناعية السبب الكامن وراء هذه التحركات المضطربة في حوض "نوريس جيسر"، حيث كشفت البيانات عن تسرب المواد المنصهرة على بعد نحو 16 كم تحت الأرض، ما تسبب في الارتفاع في الفترة ما بين 1996 إلى 2001. ويمكن تفسير الأحداث الأخيرة التي تحرك الأرض في 2013-2014 ومرة ​​أخرى في عام 2016 بالسوائل التي انبثقت من الصهارة المتطفلة. وفي أواخر عام 2013، تراكمت هذه السوائل في خزان مغلق تحت الأرض كان قد دُمر عندما ضرب زلزال المنطقة عام 2014.
وبمجرد تدمير الخزان، هربت السوائل، وتسبب ذلك في غرق أعلى الخزان القديم حيث تدفقت السوائل غربا على طول التصدعات والشقوق في المنطقة تحت الأرض. وفي عام 2016، هربت هذه السوائل مرة أخرى وتراكمت بالقرب من سطح الأرض. وعندها ارتفعت الأرض فوقها، فطردت السوائل وانتقلت إلى موقع جديد، فانخفضت الأرض في المكان الذي ارتفعت فيه سابقا، وفقا لتقرير "ناشيونال جيوغرافيك". وقال فريق البحث إن هذه الدراسة هي الأولى التي تحدد دورة كاملة من تسلل الصهارة، بالإضافة إلى هروب السوائل وانتقالها إلى الأعلى ثم تراكمها في مكان آخر. وعلاوة على ذلك، من المحتمل أن يكون هروب هذه السوائل إلى ما دون سطح الأرض مباشرة مرتبطا بالنشاط المتزايد في نبع المياه الحارة المعروف باسم Steamboat Geyser، والموجود وسط حوض نوريس، بدءا من أوائل عام 2018 ، على حد قول دزوريسين.



سيريا ستار تايمز - syriastartimes,