سيريا ستار تايمز - وكالة إخبارية عالمية


كورونا يهاجم الدماغ والأعصاب.. دراسات جديدة عن الوباء ومخاوف من أزمة غذاء بأميركا وانتصار جزئي بإيطاليا


تخطت حصيلة وباء كورونا عتبة 150 ألف وفاة في العالم حوالي ثلثيها في أوروبا، وسط شكوك متزايدة حول الوضع في الصين رغم رفع بكين أرقامها بعد مراجعتها، في حين يتخوف أكبر اقتصاد في العالم من أزمة غذائية. وبلغ مجموع الوفيات جراء فيروس كورونا المستجد 150,142، فيما تم تشخيص أكثر من 2,207,730 إصابة في 193 بلدا. ويخضع حوالي 60% من سكان العالم للحجر المنزلي، بإلزام أو دعوة 4.5 مليارات نسمة إلى البقاء في منازلهم سعيا لاحتواء انتشار الوباء.

مخاوف من أزمة غذائية

وتتزايد المخاوف في الولايات المتحدة من حدوث نقص في المواد الغذائية واللحوم بسبب تفشي فيروس كورونا. ويواجه المزارعون الأميركيون مشكلات في تأمين الأيدي العاملة لمزارعهم، وصعوبات في نقل وتسويق منتجاتهم. ومن المتوقع ان تعلن وزارة الزراعة الأميركية هذا الأسبوع عن تفاصيل خطة لدعم الشركات المنتجة للأغذية.
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه يعتقد أن ذروة وباء كورونا في بلاده قد مرت بالفعل، مشيرا إلى أنه يتوقع بلوغ عدد الوفيات جراء الجائحة ما بين 60 و65 ألفا، في حين توقعت منظمة الصحة العالمية أن تضطر بلدان إلى مراجعة حصيلة ضحايا المرض، على غرار ما فعلته الصين. وأضاف ترامب في مؤتمر صحفي لخلية أزمة كورونا، أن إدارته ستفتح الاقتصاد الأميركي مع توخي معايير الأمن والسلامة تجاه جائحة فيروس كورونا، موضحا أن تكثيف إجراء اختبارات الفيروس سيسهم في إعادة فتح البلاد، مشيرا إلى أنه متأكد من أن بعض الولايات ستنجح في إعادة فتح اقتصادها خلال الأسابيع المقبلة. وأظهر إحصاء لوكالة رويترز ارتفاع حصيلة الوفيات الناجمة عن الفيروس في الولايات المتحدة إلى أكثر من 35 ألفا أمس الجمعة، وذلك في وقت يتوقع فيه أن تعلن بعض الولايات جداول زمنية لتخفيف القيود الرامية إلى الحد من انتشار المرض. وفي تطور آخر، كشفت دراسة أولية جرت في ولاية كاليفورنيا الأميركية أن العدد الفعلي للمصابين بفيروس كورونا المستجدّ في منطقة وادي السيليكون يفوق بأكثر من خمسين مرة حصيلة الإصابات المعلنة رسميا، وذلك من خلال تحليل عينات من دم مجموعة من المواطنين لكشف وجود أجسام مضادة للفيروسات فيها.


دراسات جديدة

ويلاحظ الأطباء الذين يعالجون مرضى كوفيد-19 في نيويورك بشكل متزايد أن أعراضا أخرى تظهر مع الحمى والسعال وضيق التنفس، إذ يبدي بعض المرضى ارتباكا لدرجة أنهم لا يعرفون أين هم وفي أي سنة. ويرتبط عدم القدرة على تحديد المكان والزمان في بعض الأحيان بنقص الأكسجين في الدم، ولكن لدى بعض المرضى يبدو مستوى الارتباك غير متناسب مع مستوى الالتهاب في الرئتين. وتقول جنيفر فرونتيرا، اختصاصية الأعصاب في مستشفى جامعة لانغون في بروكلين، إن هذا يطرح سؤالا بشأن مدى تأثير فيروس كورونا المستجد على الدماغ والجهاز العصبي.
وبدأت بعض الدراسات بوصف الظاهرة؛ ففي مجلة جمعية الطب الأميركية (جاما)، ذكر أطباء الأسبوع الماضي أن 36% من 214 مريضا صينيا ظهرت عليهم أعراض عصبية، تراوح بين فقدان حاسة الشم وآلام الأعصاب وحتى الإصابة بنوبات وسكتات دماغية. وفي مجلة "نيو إنغلند جورنال أوف مديسين" الطبية الأميركية المرموقة، أفاد أطباء فرنسيون في ستراسبورغ بأن أكثر من نصف مرضى وحدة العناية المركزة البالغ عددهم 58 مريضا، كانوا مرتبكين أو مضطربين، وكشفت صور الدماغ عن التهاب محتمل لديهم. وقال س. أندرو جوزيفسون رئيس قسم الأعصاب في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو -لوكالة الصحافة الفرنسية- "الجميع يقولون إنها مشكلة تتعلق بالتنفس، لكنها تؤثر أيضا على شيء ثمين جدا بالنسبة لنا وهو الدماغ". ويضيف "إذا شعرت بالارتباك، وواجهت مشكلة في التفكير، فهذه أسباب وجيهة لرؤية الطبيب.. إن الفكرة القديمة التي تقول إن علينا أن نذهب فقط عندما نشعر بضيق شديد، لم تعد صائبة".

انتصار في إيطاليا

وأعلن مسؤولو الصحة في إيطاليا تحقيق انتصار في مواجهة فيروس كورونا بالمناطق الفقيرة جنوب البلاد، التي كانت أقل استعدادا وتجهيزا لمكافحة الجائحة مقارنة بمناطق الشمال الغنية. وكان رئيس الوزراء جوزيبي كونتي حذّر من أن قدرة بلاده على مواجهة انتشار الفيروس تعتمد بشكل كبير على حصره في بؤرة تفشيه في ميلانو شمال البلاد. وتظهر البيانات أن أعداد المصابين في إيطاليا لم تعد تتعدّى بضع مئات يوميا لأول مرة، في حين أنها كانت ترتفع بمعدل ألف على الأقل يوميا منذ شهر. وفي السياق ذاته، وافق الاتحاد الأوروبي على تخصيص أكثر من ثلاثة مليارات يورو لدعم أنظمة الرعاية الصحية في دول الاتحاد التي تضررت من تفشي فيروس كورونا.
وستخصص الأموال لشراء الإمدادات الطبية، مثل أجهزة التنفس ومعدات الحماية وبناء المستشفيات الميدانية وتوظيف العاملين في قطاع الرعاية الصحية وإعادة نشرهم في بؤر الإصابة بالفيروس. كما سيتم تخصيص 350 مليون يورو من الحزمة الأوروبية لدعم اليونان في مواجهة ضغوط الهجرة المتزايدة.



سيريا ستار تايمز - syriastartimes,