الفيروس لا ينتقل بين البشر.. غارديان تكشف سر تغريدة مثيرة للجدل لمنظمة الصحة العالمية
تواجه منظمة الصحة العالمية اتهامات متزايدة من إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بتقديم معطيات خاطئة حول فيروس كورونا، وركزت الانتقادات على تغريدة نشرتها المؤسسة في بداية الوباء. وفي الوقت الذي يسعى فيه ترامب إلى إلقاء المسؤولية عن الأوضاع الوبائية المتدهورة في بلاده، التي تعتبر الأولى عالميا من حيث عدد الإصابات والوفيات بالفيروس، تشير إدارته غالبا إلى التغريدة التي نشرتها منظمة الصحة العالمية على حسابها الرسمي في موقع "تويتر"، يوم 14 يناير، أي قبل إعلان حالة الطوارئ العالمية، وقد أثارت جدلا واسعا في الأيام التالية. وقالت المنظمة في تغريدتها المذكورة: "تحقيقيات أولية منفذة من قبل السلطات الصينية لم تكشف عن أي دليل واضح يؤكد انتقال فيروس كورونا المستجد، الذي تم رصده في ووهان الصينية، من شخص إلى آخر".
وبينما تواجه المنظمة انتقادات لاذعة من قبل مسؤولين أمريكيين بسبب هذه التغريدة، كشفت صحيفة "غارديان" البريطانية سرها، مشيرة إلى أنها لم تكن خاطئة. وذكرت الصحيفة أن التغريدة نشرت في نفس اليوم الذي عقدت فيه المديرة الفنية للمنظمة، ماريا فان كيرخوف، وهي عالمة المناعة الأمريكية، مؤتمرا صحفيا حذرت فيه من احتمال انتشار سريع للفيروس بين البشر، أي عكس ما جاء في المنشورة على "تويتر". وكشفت الصحيفة، استنادا إلى مصادر لها، أن مسؤولا متوسط الدرجة في منظمة الصحة العالمية، وبسبب مخاوف من خلاف مع الصين على خلفية اختلاف بيانات الجانبين، وجه للمشرفين على حسابات مواقع التواصل الاجتماعي بنشر هذه التغريدة لتحقيق توازن بين تصريح فان كيرخوف ومعلومات السلطات الصينية. وعلى الرغم من تعرض المنظمة لاتهامات بالسعي إلى تهدئة الوضع رغم خطورته، إلا أن "غارديان" لفتت إلى أن التغريدة لم تذكر معلومات خاطئة، حيث تحدثت عن تقرير تضمن معطيات مبدئية نشر حقا في الصين، كما لم تكن جزءا من استراتيجية معتمدة. جدير بالذكر أن منظمة الصحة العالمية حدثت تقييمها لدرجة خطورة فيروس كورونا المستجد، مؤكدة انتقاله من شخص إلى آخر ومحذرة من تهديد عالمي عال، بينما أعلنت بعد أسبوع من ذلك رسميا حالة الطوارئ على المستوى الدولي".