الإندبندنت تحذر من اليمين الأمريكي: أوكلاهوما جديد بالأفق
حذر خبراء في الشأن الأمريكي من أن تهديدات المتطرفين اليمينيين وصلت في الوقت الراهن إلى المستوى التي كانت عليه إبان تفجير مبنى أوكلاهوما سيتي، وتوقعوا وقوع المزيد من الهجمات العنيفة، في ضوء نتائج الانتخابات الرئاسية المقررة نوفمبر/تشرين الثاني المقبل. وأشارت تقرير لصحيفة الإندبندنت البريطانية إلى أن الولايات المتحدة تشهد موجة جديدة من التطرف اليميني بعد 25 عاما من مقتل 168 شخصًا وإصابة أكثر من 680 في تفجير مبنى ألفريد بي موراه الفيدرالي - الحادث الذي لا يزال أكثر الهجمات الإرهابية الداخلية دموية في الولايات المتحدة. في الوقت الذي تستعد فيه أوكلاهوما سيتي لإحياء بالذكرى الخامسة والعشرين، أصدر الخبراء تحذيرًا صارخًا من أن المتطرفين اليمينيين المتطرفين مثل الجناة تيموثي ماكفي وتيري نيكولز، منفذا تفجير أوكلاهوما، لا يزال نشطا وقويا.
خلال العام الماضي فقط، كان المتطرفون اليمينيون مسؤولين عن الغالبية العظمى من الهجمات المتطرفة، مقارنة بعدد محدود من العمليات التي نفذها موالون لداعش ومتطرفين يساريين. وعلى الرغم من محاولات دونالد ترامب للتقليل من تهديد اليمين المتطرف، قال مدير مكتب التحقيقات الفدرالي كريستوفر راي للكونغرس في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي: "سأقول إن غالبية حالات الإرهاب المحلي التي حققنا فيها كانت مدفوعة من عقيدة ما يعرف بعنف التفوق الأبيض". وقال مارك بيتكافيد، الخبير في شؤون اليمن المتطرف في الولايات المتحدة ومستشار رابطة مكافحة العنف، وهي مجموعة تراقب جرائم الكراهية، لصحيفة الإندبندنت: "نواجه في عام 2020، موجة جديدة من التطرف اليميني المتعصب للعرق الأبيض والذي استفحل بعد انتخاب باراك أوباما في 2008". وقال بيتكافيدج إن المتطرفين انقسموا إلى مجموعتين رئيسيتين - المتعصبون البيض والمناهضون للحكومة. فبعد انتخاب باراك أوباما، أول رئيس أمريكي من أصل أفريقي في عام 2008، لاحظ الخبراء زيادة في نشاط اليمين المنادي بسيادة البيض. وأشار التقرير إلى أن هذه الجماعات ظلت خاملة إلى حد كبير طوال السنوات الثلاث الأولى من حكم ترامب، لكن في العام الماضي شهد زيادة كبيرة في نشاطها، ويرجع ذلك جزئيًا إلى ما يسمى بقوانين العلم الأحمر التي تسعى إلى السيطرة على عنف الأسلحة النارية، ومؤخرًا في الاحتجاجات الغاضبة ضد أوامر الإغلاق التي فرضتها الدولة بسبب فيروس كورونا. وقالت جي جي ماكناب، الباحثة في جامعة جورج واشنطن وخبيرة شؤون الإرهاب، إن تهديد المتطرفين اليمينيين ما زال نشطا للغاية، مشيرة إلى المخطط الإرهابي الفاشل في مدينة كانساس سيتي، الذي كشفته وثائق المحكمة، والتي أظهرت محاولة تيموثي ويلسون، 36 عاما، الجندي السابق في الجيش والأب لأربعة أطفال، اعتزامه مهاجمة مستشفى. وذكرت تحقيقات الإف بي آي أن ويلسون، الذي قُتل بالرصاص في تبادل لإطلاق النار الشهر الماضي مع عملاء مكتب التحقيقات الفدرالي "حاول إحداث فوضى كافية لبدء ثورة"، بعد حنقه من الإغلاق الذي فرضته الولاية نتيجة تفشي الفيروس. وقال بوب روس، رئيس المتحف التذكاري الوطني ومؤسسة متحف في أوكلاهوما سيتي، لشبكة إيه بي سي نيوز الأمريكية: "يقع على عاتقنا كمجتمع الكثير لكي نتأكد من ألا يتكرر ذلك مرة أخرى." وقال أندرو غامبل، الكاتب والصحفي: "أهم الدروس التي يمكن تعلمناها من التفجير هو أن رجال إنفاذ القانون الفيدرالي في ذلك الوقت قللوا من شأن تهديد اليمين المتطرف. اليوم، يتم أيضا التقليل من شأن التهديد ذاته بنفس القدر أيضا. علينا أن نأمل أن لا يتطلب الأمر كارثة أخرى واسعة النطاق لفهم خطر تشجيع التفوق الأبيض باسم النفعية السياسية".