تشييع جثمان المعنفة ملاك حيدر وسط إجراءات مشددة.. شاهد !
شيع عراقيون جثمان المعنفة الشابة ملاك حيدر إلى مثواها الأخير بعد أن فارقت الحياة اليوم السبت إثر معاناتها من الحروق بسبب تعرضها للعنف الأسري. وجاء تشييع جثمان حيدر وسط إجراءات احترازية صارمة بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد التزم بها العشرات من المقربين من عائلة الراحلة خلال لحظات التشييع وسط بكاء العديد من الحضور حزنًا على فراقها. وتناقل بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو أظهر عائلتها وهي تنتقل بها من المستشفى إلى المقابر لتوديعها إلى مثواها الأخير ونقل حساب على "تويتر" المقطع" معلقًا عليه: "مراسيم تشييع الشابة النجفية ملاك الزبيدي، والتي أحرقت نفسها نتيجة تعرضها للعنف الأسري".
وتم تداول مقطع فيديو طويل عبر "فيسبوك" وثق جميع اللحظات التي جرت في المقابر وبدا أن أحد المقربين منها هو من قام بنشر المقطع، وأظهر أصوات بكاء، وحضور عشائري وأمني واسع، حيث أوضح أن أفراد أمن ومسؤولين رافقوا الجثمان لمثواه الأخير بسبب ما أحدثته واقعة العنف ضد ملاك حيد من ردود فعل واسعة تخطت المحلية إلى العالمية وتحولت إلى قضية تُنظر في المحاكم.
ووسط دعوات المشيعين تم دفن الجثمان ووورى الثرى في قبرها الخاص بعائلتها في مدينة النجف العراقية، حيث اصطف أفراد من قوات الشرطة وأهل ملاك الزبيدي وبعض العشائر الحاضرين للدفن. وظهر صوت أحد الأفراد من العشائر وهو يُثني على اهتمام المسؤولين بقضية ملاك حيدر الزبيدي وأكد أن القضية لن يتم تركها دون أن يتم الوصول إلى المتسبب في هذه الجريمة التي شغلت الأوساط وأشعلت قضية العنف الأسري، لافتًا إلى أن القانون سيأخذ مجراه، حتى اللحظة الأخيرة للحصول على حق المعنفة ملاك حيدر. وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بخبر وفاة ملاك حيدر الزبيدي، حيث قالت العديد من الصفحات إنَّ عائلة العراقية ملاك وخاصة شقيقتها أعلنوا اليوم السبت وفاتها بسبب تسمم الدم الناتج عن الحروق التي أصابت 50% من جسدها، وسط صدمة رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وتم تأكيد الخبر عندما نشرت شقيقتها تفاصيله عبر صفحتها على فيسبوك وقالت فيه:" انتقلت الى رحمة الله ملاك حيدر الزبيدي"، مضيفة: "راحت العافية وياج يا خيتي (ذهبت العافية معك يا أختي)".
وأحدثت واقعة ملاك حيدر ابنة مدينة النجف جنوب العراق، ردود فعل واسعة تخطت المحلية إلى العالمية، وقالت بعثة الأمم المتحدة في العراق، عبر بيان أصدرته، الخميس، إنها "تحث البرلمان العراقي على الإسراع في إقرار قانون مناهضة العنف الأسري، وسط تقارير مثيرة للقلق عن ارتفاع في حالات العنف القائم على النوع الاجتماعي، والعنف الأسري في جميع أنحاء البلاد، خاصة مع تزايد وتيرة التوتر بين أفراد الأسرة نتيجة للحجر المنزلي بسبب جائحة فيروس كورونا". كما دعا السفير البريطاني في بغداد "ستيفن هيكي" الجمعة السلطات العراقية إلى الإسراع في إكمال التحقيقات المتعلقة بحادثة تعرض فتاة للحرق في مدينة النجف بعد تعرضها لعنف أسري. وقال هيكي في تغريدة على تويتر:"نشعر بحزن شديد تجاه قضية ملاك الزبيدي، ونأمل إتمام التحقيقات بسرعة"، معلنًا أن بلاده خصصت مبلغ مليوني جنيه إسترليني لدعم الخدمات التي تعنى بالعنف المنزلي . وأقدمت الشابة ملاك قبل أيام، على إضرام النار بنفسها؛ احتجاجًا على منعها من زيارة أهلها، بعد محاولات حثيثة استمرت 8 أشهر، في واقعة هزت المجتمع العراقي، وأعادت المطالبات بقانون مناهضة العنف الأسري، للحد من تكرار تلك الحالات.