قبل جنون كورونا، وقعت مدينتي إشبيلية وليريا (فالنسيا) اتفاقية مع شركة أي هانج (EHang)، إحدى الشركات الرائدة في تصنيع الطائرات من دون طيار في العالم، تهدف إلى تطوير حركة النقل الجوي الحضري والطرود اللوجستية، وهو ما يشمل التعاون للقيام برحلات تجريبية في المدينة، وإنشاء مراكز التحكم الإلزامية ومنصات الإقلاع والهبوط. وما يعنيه ذلك، وفق صحيفة "ماركا" أن هاتين المدينتين ستكونا في طليعة النقل الجوي البشري باستخدام طائرات من دون طيار، وهو ما علّق عليه رئيس الشركة ومؤسسها ومديرها التنفيذي هو هوازهي بالقول "نأمل بالقيام برحلات سياحية في محيط المدينتين حتى يتمكن الزوار من جميع أنحاء العالم من الاستمتاع". وجاءت هذه المعلومات بعد بضع سنوات من حصول الشركة الصينية التي تأسست في العام 2014 فقط، على تصريح من هيئة الطيران المدني النرويجي للطيران بسيارتها المكونة من 216 مقعداً، وهي تمتلك مركبة ذات مقعد واحد تسمى 116، كما تقوم بتطوير رحلات تجريبية في جميع أنواع الظروف، أي مع الضباب الكثيف والرحلات الليلية وحتى إجراء الاختبارات في إعصار بقوة سبع درجات. وكما هو الحال في أفلام الخيال العلمي، لن يتمكن أحد في بضع سنوات من إيقاف التطور الذي سيؤدي إلى تشكل أجهزة النقل الجوي العمودية في خدمة الإنسان، وبات من المؤكد أن الشركات الكبرى أيضاً مثل بوينج وايرباص وسواها تعمل في هذا الاتجاه. ووفق معطيات اقتصادية، قدرت الاستثمارات المحتملة في هذا القطاع بما يصل إلى نحو 14 مليار دولار، وهو ما سيؤدي إلى تغيير الفضاء في المدن المكتظة، ويتوقع رولاند بيرجر، أحد المستشارين الرئيسيين في قطاع الطيران، أنه بحلول عام 2025 سيتم استخدام حوالي ثلاثة آلاف طائرة من دون طيار للركاب، وتوقع نمواً هائلاً سيجعل من "التاكسي الجوي" أمراً طبيعياً بحلول العام 2050 كحد أقصى.