اختفاء زعيم كوريا الشمالية.. أين ذهب الرجل الغامض؟
في الـ١١ من الشهر الجاري، شوهد زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، للمرة الأخيرة في اجتماع للحزب الحاكم، وخلال الأيام الثلاثة الأخيرة قيل إنه بعث برسائل شخصية لعدد من قادة الدول. لكن وما بين المناسبتين، راجت تقارير كثيرة حول صحة كيم، لتبدأ حمى التكهنات تنتشر كالنار في الهشيم، غذّتها مسألة غياب الرجل عن احتفالات مهمة هذا الأسبوع في بيونج يانج. ففي 15 أبريل/نيسان، احتفلت كوريا الشمالية بالعيد الثامن بعد المئة لولادة جد كيم جونج أون ومؤسس النظام الحاكم كيم إيل سونج. وتعد هذه المناسبة من أهم المحطات السياسية في كوريا الشمالية، ومع ذلك، لم يظهر كيم جونج أون في أي من الصور التي نشرها الإعلام الرسمي للاحتفالات.
بداية القصة
القصة بدأت مع تقرير لصحيفة "إن كي دايلي" التي يديرها منشقون كوريون شماليون، تحدث عن عملية جراحية أجراها كيم هذا الشهر، جراء مشاكل في شرايين القلب، وأنه يتعافى في فيلا بمقاطعة فيون غان. وأكدت الصحيفة، نقلا عن مصدر كوري شمالي لم تحدد هويته، أن "سبب العلاج الطارئ في الأوعية القلبية الذي خضع له كيم هو استهلاكه المكثّف للتبغ وبدانته والإرهاق". شبكة "سي إن إن" هي الأخرى نقلت عن مسؤول أمريكي، لم تسمه، قوله إن زعيم كوريا الشمالية في "خطر كبير" بعد خضوعه لعملية جراحية، دون معرفة ما إذا استندت إلى معلومات "إن كي دايلي".
الجارة ترد
كوريا الجنوبية من جهتها، رفضت هذه التكهنات، مشيرة إلى أنه لا علامات غير طبيعية في الشمال من الممكن أن تشير إلى وجود مشكلة من هذا النوع. وقال مسؤول من وزارة الوحدة في سيؤول، اليوم الخميس، إن كوريا الشمالية تُسير أعمالها كالمعتاد بدون أي علامات غير طبيعية. وأضاف في تصريحات نقلتها وسائل إعلام محلية: "لم نلحظ أي علامات غير طبيعية.. نحن نراقب الإعلام الكوري الشمالي ونرى خطابات بين القادة ومراسلات وأعياد ميلاد وغيرها". ويشير المسؤول بالمراسلات إلى إعلان الإعلام الشمالي إرسال بيونج يانج رسائل شخصية للعديد من الدول شملت سوريا يوم السبت، وزيمبابوي الأحد، وكوبا الإثنين. وكان آخر تقرير من هذا النوع تناوله الإعلام الشمالي، أمس الأربعاء، وأفاد بأن كيم أرسل للرئيس السوري بشار الأسد ردا على تهنئة الأخير له بمناسبة ذكرى ميلاد جده الراحل. ولمزيد من التأكيد، نقلت وكالة أنباء يونهاب الكورية الجنوبية عن مسؤول كبير في سيؤول، لم تسمّه، قوله إن المعلومات عن الحالة الصحية لكيم "غير صحيحة".
متى شوهد آخر مرة؟
شوهد زعيم كوريا الشمالية للمرة الأخيرة يوم 11 أبريل/نيسان الجاري، في تقارير إخبارية محلية، تناولت مشاركته في اجتماع المكتب السياسي للحزب الحاكم، حيث دعا حينها لتطبيق إجراءات أكثر صرامة لمكافحة فيروس كورونا.
ليست المرة الأولى
وهذه ليست المرة التي يثير فيها غياب كيم الشكوك، فقد غاب الرجل عام 2014 لستة أسابيع قبل أن يظهر وهو يسير متكئا على عصا. وحينها، أكدت وكالة يونهاب، وفق معلومات مصدرها الاستخبارات الكورية الجنوبية، أن كيم خضع لعملية إزالة التهاب من الكاحل. والمرة الأخيرة التي نشر فيها الإعلام الكوري الشمالي معلومات تتعلق بأنشطة كيم كانت في 12 أبريل/نيسان. أهن شان-إيل، الهارب من كوريا الشمالية والذي يعمل باحثاً في سيؤول، قال إن عمليات القلب في بلاده تتطلب معدات غير موجودة "إلا في المؤسسات الطبية في العاصمة"، لذلك، من "غير المنطقي" أن يكون كيم قد نقل إلى مكان آخر لإجراء العملية.
ترامب قلق
وفي ظل الأنباء حول صحة زعيم كوريا الشمالية، خرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ليعرب عن قلقه على "صديقه". وقال ترامب خلال مؤتمره الصحفي اليومي في البيت الأبيض بشأن تطورات فيروس كورونا: "يمكنني فقط أن أقول الآتي: أتمنى له (كيم) كل الخير، وآمل أن أراه في صحة جيدة". وجدد ترامب تأكيده على "العلاقة الجيدة" التي تربط بينه وبين الزعيم الكوري الشمالي، مشيرا إلى أنه "قد" يتصل به للاطمئنان على صحته.
البنتاجون: يسيطر على الجيش
في معرض رده على سؤال حول شائعات عن الوضع الصحي لكيم جونج أون، قال نائب رئيس هيئة أركان الجيش الأمريكي الجنرال جون هايتن، إنه لا يوجد لديهم أي مؤشر بأن الزعيم الكوري الشمالي فقد السيطرة على جيشه. وأضاف: "أرى أن كيم جونج أون لا يزال يسيطر بالكامل على القوة النووية والجيش في كوريا الشمالية"، مستطردا: "ليس هناك ما يدفعني لافتراض عكس ذلك".
قال الجيش الأمريكي إن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون "يسيطر تماما" على قدرات بلاده العسكرية والنووية، على الرغم من التقارير التي أفادت بأنه مريض للغاية. وأكد الجنرال جون هيتين، نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، أنه ليس لديه معلومات استخباراتية "لتأكيد أو نفي" تقارير عن صحة زعيم كوريا الشمالية.
قال هيتين للصحفيين "أفترض أن كيم جونج أون ما زال يسيطر تماما على القوات النووية الكورية وقوات الجيش الكوري، ليس لدي أي سبب لعدم افتراض ذلك". وكانت وسائل إعلام أمريكية ذكرت، الثلاثاء، أن الزعيم الكوري الشمالي، الذي يعتقد أنه يبلغ من العمر 36 عاما، ليس على ما يرام بعد خضوعه لجراحة في القلب وأنه يتلقى العلاج. وأمس الأربعاء، لم تناقش وسائل الإعلام الحكومية في كوريا الشمالية مكان إقامة كيم حاليا أو آخر ظهور علني له. وتضرب القيادة الشيوعية في بيونج يانج سياجا من السرية على المعلومات حول كيم وعائلته. ولم يستطع مكتب الرئيس الكوري الجنوبي "مون جيه إن" تأكيد التقارير التي تفيد باعتلال صحة الزعيم الكوري الشمالي، التي ذكرتها شبكة "سي إن إن" أو لا، وقال إنه لا توجد دلالات على أن كيم يعاني من مشاكل صحية خطيرة.