كورونا.. واشنطن تطالب بكين بفتح مختبراتها للتفتيش وإغلاق أسواق الحيوانات البرية نهائيا
زادت الولايات المتحدة من ضغوطها على الصين على خلفية نشأة فيروس كورونا المستجد في أراضيها. كما تقود أستراليا حراكا لفتح تحقيق دولي للكشف عن أصل الفيروس. في غضون ذلك، تجاوز عدد الإصابات المؤكدة بالفيروس في أنحاء العالم 2.63 مليون حالة، بينما سجلت حتى الساعة أكثر من 183 ألف وفاة، و713 ألف حالة شفاء، وفقا للإحصاءات المجمعة التي تنشرها جامعة جونز هوبكنز الأميركية. وطالب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الصين بفتح مختبراتها للتفتيش، معربا عن قلقه بشأن إجراءات تأمين تلك المختبرات. ورفض بومبيو استبعاد فرضية تسرب الفيروس من مختبر في مدينة ووهان الصينية، البؤرة الأصلية للوباء العالمي، وهو احتمال تنفيه بكين بشدة. وقال بومبيو في تصريحات للصحفيين أمس الأربعاء "عليكم أن تتذكروا أن هذه المختبرات لا تزال مفتوحة داخل الصين.. هذه المختبرات التي تحتوي على مسببات أمراض معقدة كانت تجري دراستها.. ليس فقط معهد ووهان لعلم الفيروسات". وأضاف "من المهم أن يتم التعامل مع هذه المواد بطريقة آمنة ومأمونة".
تفتيش دولي
وأورد بومبيو مثال المنشآت النووية، مشيرا إلى عمليات التفتيش العالمية الصارمة لضمان السلامة.
وأشار إلى أن الصين لم تطلع العالم على نموذج من الفيروس المكتشف في بادئ الأمر، والمعروف علميا باسم فيروس "سارس-كوف-2". وقال الوزير الأميركي "ما زلنا لا نملك نموذجا من الفيروس، ولم يتمكن العالم من الوصول إلى المرافق أو المواقع الأخرى التي ربما نشأ فيها هذا الفيروس أصلا داخل ووهان". وظهر الفيروس في الصين أواخر العام الماضي، حيث قال علماء صينيون إنهم يشتبهون في نشأته في سوق لبيع اللحوم بمدينة ووهان تُذبح فيه حيوانات برية. ولكن الأمر أثار شكوكا بسبب وجود السوق قرب مختبر فيروسات يخضع لحراسة مشددة. وردد كبار المسؤولين الأميركيين في تصريحات رسمية ما كان في البداية مجرد جزء من نظرية مؤامرة على الإنترنت. وقال وزير الخارجية الأميركي في بيان إن بلاده طالبت الصين بإغلاق أسواق الحيوانات البرية للأبد، مشيرا إلى وجود صلة بين تلك الأسواق وانتشار الأمراض الحيوانية المنشأ. وجاء في البيان أنه "نظرا للصلة القوية بين الحيوانات البرية المباعة بشكل غير قانوني في أسواق الحيوانات وبين الأمراض الحيوانية المنشأ، طالبت الولايات المتحدة جمهورية الصين الشعبية بإغلاق أسواق بيع الحيوانات البرية وكل الأسواق التي تبيع الحيوانات بشكل غير قانوني للأبد".
الحملة الأسترالية
من جانب آخر، قال رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون اليوم الخميس إنه ينبغي أن يتعاون كل أعضاء منظمة الصحة العالمية لإجراء تحقيق مستقل بشأن انتشار فيروس كورونا. وأضاف موريسون للصحفيين "حين تتوجه إلى عضو في منتدى مثل منظمة الصحة العالمية، فالمفترض أن تجد مسؤوليات والتزامات مرتبطة بذلك". وتابع "نود أن يكون العالم أكثر أمانا فيما يتعلق بالفيروسات.. وأرجو أن تشاركنا أي دولة أخرى -سواء أكانت الصين أو غيرها- ذلك الهدف". وكان رئيس الوزراء الأسترالي قد تحدث أمس مع عدد من زعماء العالم -بينهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب- لحشد التأييد لإجراء تحقيق في أصل نشأة فيروس كورونا المستجد. وفي تصعيد لدعوته، طالب موريسون كل أعضاء منظمة الصحة العالمية بالمشاركة في التحقيق.
العدوى تتراجع بأميركا
وفي الولايات المتحدة أحصت جامعة جونز هوبكنز مساء أمس الأربعاء 1738 وفاة بكورونا خلال 24 ساعة، في انخفاض كبير مقارنة بالـ24 ساعة السابقة التي سجلت فيها 2751 وفاة، مما يرفع العدد الإجمالي في البلاد إلى أكثر من 46.5 ألفا، في حين سُجلت أكثر من 41 ألف إصابة جديدة ليقفز الإجمالي إلى نحو 840 ألفا. وبالإضافة إلى الإصابات بين البشر، سُجلت في الولايات المتحدة أولى الإصابات بالفيروس بين الحيوانات، حيث تم الكشف عن إصابة قطّين في ولاية نيويورك، ويُعتقد أن العدوى انتقلت إليهما من السكان. وقبل ساعات من الإعلان عن تراجع عدد الوفيات بنحو ألف حالة وفاة، قال الرئيس ترامب إن بلاده بدأت في إعادة النشاط الاقتصادي، مشيرا إلى أن الرعاية الخاصة ستستمر، ولا سيما لكبار السن. وأضاف ترامب في كلمة ألقاها في حديقة البيت الأبيض بمناسبة اليوم العالمي للأرض، أنه سيعاد فتح المتنزهات الحكومية بعد إغلاقها بسبب تفشي الفيروس.
تذبذب في أوروبا
وتشهد دول أوروبية -في مقدمتها إيطاليا وفرنسا- انخفاضا في أعداد الوفيات والإصابات، كما تتراجع أعداد المرضى بالفيروس في أقسام العناية المركزة، وفق تأكيدات السلطات الصحية في هذه البلدان. غير أن ألمانيا سجلت تسارعا نسبيا في وتيرة العدوى لليوم الثالث على التوالي، حيث أظهرت بيانات معهد "روبرت كوخ" للأمراض المعدية اليوم الخميس أن عدد حالات الإصابة المؤكدة بالفيروس في البلاد زاد بمقدار 2352 حالة، ليزيد العدد الإجمالي عن 148 ألف إصابة. وارتفع عدد وفيات الفيروس بواقع 215 وفاة، ليصل العدد الإجمالي إلى 5094 حالة. وفي إيطاليا، ارتفع عدد الوفيات جراء الوباء إلى أكثر من 25 ألفا، بعد تسجيل 437 وفاة جديدة خلال 24 ساعة، بينما تجاوز إجمالي الإصابات أكثر من 187 ألفا، ولكن العدد اليومي للضحايا بات يتراجع بشكل ملحوظ منذ عدة أيام. وقال وزير الدفاع الإيطالي لورينزو غويريني إن بلاده تجاوزت مرحلة الذروة في الإصابات، مضيفا أن منحنى الإصابات الجديدة بدأ ينخفض، لكنه أكد على ضرورة الحذر والتقيد بالإجراءات الوقائية. كما ارتفع عدد وفيات الفيروس في فرنسا إلى نحو 21.5 ألفا بعد تسجيل 544 حالة جديدة، في حين تجاوزت حصيلة الإصابات 183 ألفا. وتسجل البلاد بدورها انخفاضا في وتيرة الضحايا، شأنها في ذلك شأن إسبانيا المجاورة.
وفي إسبانيا، بلغ عدد الوفيات الجديدة 430، ليتجاوز الإجمالي 21 ألفا، في حين تجاوز عدد المصابين 208 آلاف. وقد طلب رئيس الوزراء بيدرو سانشيز تمديد فترة الإغلاق في بلاده حتى يوم 9 مايو/أيار المقبل.