تواجه وزارة الدفاع الأمريكية تحديا جديدا في معركتها ضد فيروس كورونا المستجد إثر الكشف عن تفشي الوباء على متن مدمرة أمريكية متواجدة في البحر الكاريبي. وأكد المتحدث باسم البنتاغون جوناثان هوفمان، أثناء موجز صحفي عقده اليوم، أن الفحوصات كشفت إصابة أحد البحارة من طاقم المدمرة "كيد" بالفيروس بعد إجلائه عن السفينة، مشيرا إلى تشخيص مزيد من الإصابات على متنها لاحقا. ونقلت وكالة "رويترز" في وقت سابق من اليوم الجمعة عن مسؤولين أمريكيين طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم لكونهم غير مخولين بالحديث إلى وسائل الإعلام، قولهم إن نتائج فحص كورونا لأكثر من عشرة بحارة على متن المدمرة جاءت إيجابية. وتتواجد هذه المدمرة في البحر الكاريبي بمهمة مكافحة تهريب المخدرات، وأكد البنتاغون أنها تتوجه حاليا إلى ميناء. ويأتي ذلك بعد يوم من إعلان البحرية الأمريكية عن تشخيص إصابة 840 بحارا على متن حاملة الطائرات "ثيودور روزفلت" بالفيروس، وقد توفى أحدهم الأسبوع الماضي.

أظهرت الفحوص أن أكثر من ثلث بحارة حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول أصيبوا بفيروس كورونا المستجد، منذ عودتهم بصورة مبكرة إلى فرنسا الأحد، وذلك بعد اكتشاف حالات كورونا على متنها، وفق حصيلة مؤقتة نشرتها، الأربعاء، وزارة القوات المسلحة. وقالت الوزارة في بيان: "حتى تاريخ مساء 14 نيسان/إبريل، شملت اختبارات الكشف عن الفيروس 1767 بحارا من المجموعة الجوية البحرية. أجريت الغالبية العظمى من هذه الاختبارات لبحارة من حاملة الطائرات. وكانت اختبارات 668 منهم إيجابية". ومن بين هؤلاء "دخل 31 مستشفى سانت آن التابع لوزارة القوات المسلحة في تولون (جنوب) وواحد في العناية المركزة". والجمعة الماضية، أعلنت وزارة الجيوش الفرنسية إصابة 50 من أفراد طاقم حاملة الطائرات شارل ديغول بفيروس كورونا، موضحة أن ثلاثة بحارة جرى إجلاؤهم "كتدبير وقائي". وقالت الوزارة في بيان إن "نتائج 66 فحصا أثبتت وجود 50 إصابة بوباء كوفيد-19 الناجم عن كورونا على متن شارل ديغول"، وذلك بعد 24 ساعة على إعلان الاشتباه بإصابات. وأوضح البيان "لم يلحظ أي تفاقم في الوقت الراهن للحالة الصحية للبحارة المتواجدين" على متنها. ولم يعرف بعد كيفية انتقال العدوى إلى حاملة الطائرات.

أعلنت القوات البحرية الأمريكية أنها ستفحص طاقم حاملة الطائرات "ثيودور روزفلت" للكشف عن الأجسام المضادة لفيروس كورونا في إطار التحقيق في انتشار الوباء على متن السفينة. ورجحت البحرية الأمريكية أن يكون الفيروس قد وصل إلى متن السفينة مع طائرات الإمداد، مضيفة أنها ستحيل نتائج الفحوصات إلى فريق العمل التابع للبيت الأبيض.

وأكد المتحدث باسم القوات البحرية الأمريكية أنه تم تأكيد إصابة 660 فردا من طاقم السفينة بفيروس كورونا حتى اليوم الجمعة، ما يعادل نحو 13% من أفراد الطاقم البالغ عددهم 4865 فردا حاليا. وأشارت البحرية إلى أنه تم فحص 94% من أفراد الطاقم للكشف عن فيروس كورونا، وتم نقل 7 مصابين إلى المستشفى في جزيرة غوام، ولا يزال أحد الأفراد في العناية المركزة. وتقوم البحرية الأمريكية بالتحقيق في أسباب انتشار كورونا على متن حاملة الطائرات.

ما زال التحقيق جاريا حول كيفية تسلل فيروس كورونا إلى متن حاملة الطائرات الأميركية "ثيودور روزفلت" ، وتفشيه بين البحارة. ودفعت أزمة "روزفلت" الراسية في غوام منذ 2 مارس/آذار الماضي، القائد المدني للبحرية توماس مودلي إلى عزل قبطان السفينة في 2 أبريل/نيسان. ولعل جديد حاملة الطائرات تلك التي أصيب أكثر من 600 عنصر على متنها بالفيروس، إعلان البحرية الأميركية أمس، أن الفيروس تخفى بين المصابين، إذ لم تظهر أعراضه على نحو 60 في المئة من الحالات التي ثبتت إصابتها بكورونا، وذلك بعد فحص أكثر من 90 في المئة من البحارة على متنها.