قد يكون هذا الأمر من أكثر الأشياء غير المتوقعة في ظل تفشّي فيروس كورونا الجديد، ولكن، اختيرت مدينة ووهان بالوجهة رقم واحد التي يرغب المواطنون الصينيون بزيارتها بعد انتهاء هذه الأزمة الصحية. وأُجريت هذه الدراسة، التي تمحورت حول احتياجات السفر وصيحاتها خلال تفشّي فيروس كورونا المستجد، بالتعاون بين الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية ومركز أبحاث "Tencent" للثقافة وصناعة السياحة. وتستند النتائج، التي نُشرت في 28 أبريل/نيسان، على 15 ألف و163 استبيان، وبيانات كبيرة من أكثر من 20 مليون منشورة عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومنتديات عبر الإنترنت، إضافةً إلى عشرات المقابلات الفردية المتعمقة.

وتفوقت ووهان على بكين كأكثر مدينة محلية في قائمة الوجهات التي يتمنى المسافرون الصينيون زيارتها بعد انتهاء عمليات الإغلاق. واحتلت ووهان، والتي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بتفشّي الفيروس، المرتبة الثامنة فقط وفقاً للبيانات التي تم جمعها بين ديسمبر/ كانون الأول من عام 2019 ومنتصف يناير/ كانون الثاني من عام 2020. وكان المركز الثاني من نصيب مدينة تشونغتشينغ. وأصبح هاشتاق يُترجم تقريباً إلى "ووهان تصبح أول مدينة يرغب مستخدمي الإنترنت بزيارتها بعد الجائحة" من أكثر المواضيع المتداولة في "ويبو"، مع وجود 25 ألف مناقشة عن الموضوع، وأكثر من 270 مليون مشاهدة.

وكتب أحد مستخدمي "ويبو" كان قد استخدم الهاشتاق ذاته: "أعتقد أن السبب الحقيقي وراء رغبة مستخدمي الإنترنت زيارة ووهان هي رؤية المدينة التي شهدت الأحداث التاريخية. ولقد جعل الوباء ووهان محفورةً في أذهاننا.ولقد رأينا مثابرة واجتهاد شعب ووهان". وقال مدير مركز الأبحاث السياحية، سونغ روي لوسائل الإعلام المحلية: "يمكن القول إن نتيجة البحث جسدت المشاعر العميقة من الأشخاص من أنحاء البلاد"، وأضاف أنها تعبر عن اهتمام الجمهور ودعمهم للمدينة.

على الصعيد الدولي، كانت تايلاند أكثر وجهة يرغب المسافرين الصينيين زيارتها في عام 2020، وتلتها روسيا واليابان. وأما الولايات المتحدة، فاختفت من لائحة العشر الأوائل بالكامل بعد تفشّي الجائحة، وذلك بعد أن كانت على رأس القائمة. وأثرت الجائحة على بعض السلوكيات وخطط السفر، وعلى سبيل المثال، انخفضت احتمالية رغبة سفر الأشخاص الذين لهم أطفال مع العائلة بنسبة 30% إلى 44% في عام 2020 مقارنةً بالعام السابق. وقال ثلث الأشخاص الذين أُجريت معهم مقابلات إنهم سيسافرون مرة أخرى في غضون 3 أشهر إلى 6 أشهر من انتهاء الأزمة.