موت كيم جونغ أون.. وهم انتهى بتوبيخ المنشقين الشماليين في الجنوب..وفجأة وضع يده على صدره وسقط على الأرض
اعتذر دبلوماسي كوري شمالي سابق اليوم بعد أن قال إن الزعيم كيم جونغ أون مريض إلى حد أنه عاجز عن الوقوف على قدميه، وذلك قبل أيام من ظهور كيم في وسائل الإعلام وهو يدخن بشراهة ويسير بخفة في مناسبة حضرها مئات المسؤولين. وكان كيم اختفى عن وسائل الإعلام الرسمية لأسابيع، الأمر الذي أثار موجة من التكهنات بشأن صحته ومكانه وقلقا مما قد يحدث في بلاده المسلحة نوويا. لكن وسائل الإعلام في كوريا الشمالية نشرت أول أمس السبت الماضي صورا لكيم في مراسم افتتاح مصنع للأسمدة. وجاء ظهوره من جديد بمثابة ضربة لمصداقية بعض المنشقين البارزين من كوريا الشمالية الذين تكهنوا بأنه مصاب بمرض خطير أو ربما يكون قد توفي. ومن هؤلاء المنشقين تاي يونغ هو نائب السفير الكوري الشمالي السابق في بريطانيا الذي كان يدير أموالا سرية لحساب كيم، وفر إلى كوريا الجنوبية في 2016، وكان واحدا من اثنين من المنشقين انتخبا لعضوية البرلمان الكوري الجنوبي الشهر الماضي. وقال تاي في بيان "أعلم أن أحد الأسباب التي دفعت كثيرين منكم للتصويت لي كنائب توقعات (بقدرتي على) التحليل الدقيق فيما يتعلق بقضايا كوريا الشمالية،. وأنا أشعر باللوم وبالمسؤولية الثقيلة، وأيا كانت الأسباب فأنا أعتذر للجميع". المنشق الآخر -الذي انتخب أيضا عضوا في البرلمان- هو جي "سيونغ هو" الذي قال في مقابلة إعلامية إنه واثق بنسبة 99% أن كيم توفي بعد جراحة في القلب، وإن الإعلان الرسمي قد يصدر يوم السبت. وانتقد الحزب الديمقراطي الحاكم في كوريا الجنوبية هذين المنشقين الشماليين، واتهمهما باللامبالاة التي ربما يفوق ضررها مجرد تضليل الرأي العام، وطالب أحد أعضاء الحزب باستبعادهما من لجنتي المخابرات.
وقبل أسبوع، نشرت مجلة Shukan Gendai الصادرة أسبوعيا عن أكبر دار للنشر والتوزيع في اليابان، وهي Kodansha على خبر ما نقلته عن طبيب صيني شارك مع فريق من الأطباء أرسلته الصين للإشراف على علاج كيم، فأخبرها أن الزعيم الكوري "كان يزور منطقة بالريف، حين وضع يده على صدره فجأة وسقط على الأرض" مضيفا أن طبيبا كان برفقته "أدركه وأسرع يسعفه بالضغط على صدره" وهي إشارة الى أن سبب سقوطه قد يكون ناتجا عن نوبة قلبية داهمته قبل يوم من غيابه.
ومن يبحث في مواقع التصفح، لن يجد أي صورة تظهر فيها تلك العلامة بمعصم "كيم جونغ- أون" اليمين أو اليسار، سوى التي ظهرت في صورة له داخل عربة كهربائية نصف مكشوفة، تنقل فيها بمصنع الأسمدة وبرفقته بعض المسؤولين، وقد تكون لطخة من شيء ما، ولا علاقة لها بأي عملية جراحية على الاطلاق، الا أن غيابه 20 يوما، وعدم حضوره أهم مناسبة وطنية للنظام، وهي ذكرى ميلاد جده مؤسس الدولة، كيم ايل سونغ، أمر غير مسبوق، لذلك أثار الغياب تكهنات مختلفة وكثيرة، ولا يزال.
الباحثون عن سبب غياب كيم جونغ- أون" طوال 3 أسابيع، لم يتركوا شيئا على ما يبدو إلا وتحرّوه للعثور ولو على خيط بسيط يؤدي إلى معرفة ما حدث له تماما، خصوصا تدقيقهم في ما بثته "وكالة الأنباء المركزية الكورية" الرسمية الخميس وأمس الجمعة، وهي صور تلاها في اليوم التالي فيديو، لتدشينه مصنعا للفوسفات والأسمدة في مدينة Sunchon البعيدة 53 كيلومترا عن العاصمة بيونغ يانغ. ظهرت في إحدى لقطات الفيديو، كما بإحدى الصور، علامة لونها داكن، بالكاد حجمها نصف سنتيمتر تقريبا، ونراها واضحة في جلد معصم يده اليمنى، بحسب الصورة وقد تشير إلى أن البالغ 36 سنة، خضع لنوع من التدخل الطبي لحل مشكلة ما في قلبه، وبعدها أمضى أياما من النقاهة، راقب الأطباء خلالها توابع علاجه، ثم أفرجوا عنه متعافيا مما حل فيه.
هذا السيناريو، المعزز بصورة العلامة، استنتجه موقع NK News الأميركي، والناشط من كوريا الجنوبية بنشر ما يرصده من أخبار جارتها الشمالية اللدود، وذكر بتقريره أن العلامة لم تكن موجودة في صور تم التقاطها لكيم جونغ- أون حين ترأس في 11 إبريل الماضي اجتماعا للمكتب السياسي بحزب العمال الحاكم، أي قبل يوم من اختفائه، وهو اجتماع نرى فيديو مرفق عنه، نجد فيه الزعيم الكوري بعد الدقيقة 1.23 مضطربا بعض الشيء زائغ البصر، ويرفع يمناه من دون أن يحركها، بينما يسند نفسه بيسراه، كأنه يستعين بها خشية الوقوع. أما العلامة التي قد تبقى ظاهرة مدة شهرين كمعدل، ففسرها الموقع بأنها أثر لفتحة بجلد المعصم، يحدثها الأطباء لنقل قسطرة من الشريان إلى القلب، وتثبيتها في الشريان التاجي لتوسيع ضيق فيه يبطئ من جريان الدم، وهي المعروفة إنجليزيا باسم Stent كدعامة يمكن استخدامها أيضا للاحتفاظ بها مؤقتا كقناة طبيعية مفتوحة، تسمح بالوصول الى جراحة ما بالقلب يخضع لها مريض، بعد نوبة قلبية تعرض لها لسبب ما، كزيادة نسبة الكوليسترول أو لسبب نفساني حاد ومستفحل.