بعد سنوات من الحيرة.. حل لغز اختفاء القمر تماما من السماء عام 1110!
اختفى القمر تماما من السماء عام 1110، تاركا المراقبين مذهولين، وظلت هذه الظاهرة لغزا لما يقرب من ألف عام، ولكن الباحثين يعتقدون أن لديهم الجواب أخيرا. في مايو 1110، شاهد المراقبون اختفاء القمر تماما في ظاهرة غريبة. وكان هذا على عكس أي خسوف قمري آخر، حيث يظل مخطط القمر ظاهرا قليلا. وكتب أحد المراقبين في بيتربورو كرونيكل: "في الليلة الخامسة من شهر مايو ظهر القمر يلمع ساطعا في المساء، وبعد ذلك بقليل تضاءل الضوء، لذا، بمجرد حلول الليل لم يُر نور ولا جرم سماوي ولا شيء على الإطلاق". ومنذ ما يقرب من 1000 عام، حاول علماء الفلك حل لغز الخسوف المظلم للغاية، ولكن دون جدوى. ومع ذلك، من خلال تحليل النوى الجليدية - العينات المأخوذة من أعماق الصفائح الجليدية أو الأنهار الجليدية- يعتقد الباحثون أنهم حلوا اللغز أخيرا.
وفي السنوات التي سبقت ظاهرة تلاشي القمر، كانت هناك سلسلة من الانفجارات البركانية حول العالم، والتي تضخ الغبار والكبريت في الغلاف الجوي. وأحد هذه الأحداث كان انفجار جبل أساما الياباني عام 1108. وجاء في مذكرات 1108: "كانت هناك نيران في الجزء العلوي من البركان، وفي كل مكان أصبحت حقول الأرز غير صالحة للزراعة. لم نر ذلك قط في البلاد. هذا شيء غريب ونادر". ومن خلال تحليل النوى الجليدية وحلقات الأشجار، وجد باحثون من جامعة جنيف في سويسرا أن عام 1109 كان أكثر برودة بكثير من 1108، ما يشير إلى وجود طبقة رقيقة من الهباء الجوي في الغلاف الجوي. ويشرح الفريق أن هذا هو على الأرجح السبب الذي جعل القمر غير مرئي أثناء حدوث خسوف للقمر في عام 1110، كما أكد تحليل وكالة ناسا، والذي جعله يبدو أكثر قتامة بواسطة الطبقة الرقيقة من الغبار في الهواء بسبب الانفجارات البركانية. وكتب الباحثون في الدراسة المنشورة في "التقارير العلمية": "هنا نظهر أن ملاحظة فريدة من القرون الوسطى للكسوف القمري الكلي "المظلم" تشهد على غبار فوق أوروبا في مايو 1110 م، ما يؤيد التسلسل الزمني المنقح لنوى الجليد. وعلاوة على ذلك، يشير التقييم الدقيق لسجلات نوى الجليد إلى حدوث العديد من الانفجارات البركانية المتقاربة بين 1108 و1110 م. وجذبت الظواهر الضوئية الرائعة في الغلاف الجوي المرتبطة بالهباء البركاني على ارتفاعات عالية، انتباه المؤرخين منذ العصور القديمة. وعلى وجه الخصوص، يمكن استخدام السطوع المبلغ عنه للكسوف القمري للكشف عن الهباء البركاني في الستراتوسفير".