واجه مطورو روبوت التعرف على الكلام المنطوق والمخصص لتحليل البيانات العامة للسياسيين، عقبة كبيرة عندما حاول الروبوت فهم دونالد ترامب. فقد بنت شركة ناشئة للتكنولوجيا تسمى "فاكت سكويرد"، النظام الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي، وكان يعمل على أكمل وجه، حتى تم تكليفه بتحليل حديث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وتم إدخال 11 مليون كلمة نطق بها ترامب منذ عام 1976، بما في ذلك المقابلات وخطابات الحملات وظهوره في وسائل الإعلام ومشاركات مواقع التواصل الاجتماعي. ووفقًا للرئيس التنفيذي للشركة "بيل فريشلينج"، فشل النظام في فهم خطابات ترامب وتعطل من كثرة الأخطاء، حتى أحضرت الشركة متخصصًا لإزالة كل برمجيات قواعد اللغة والسياق من النظام. ونقلت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، عن "فريشلينج" قوله ساخرا: "كان النظام يحاول وضع علامات ترقيم على كلام ترامب وكأنه يتحدث اللغة الإنجليزية، بدلا من فهم أسلوب ترامب كشيء فريد من نوعه". وكشفت الشركة أن إحدى بيانات ترامب تسببت في تعطل النظام المسمى "مارغريت"، وذلك عندما حاول تحليل خطاب ترامب في 4 مايو 2017 لإحياء الذكرى السنوية الـ75 لمعركة بحر المرجان، التي تضمنت قتال القوات الأمريكية والأسترالية ضد البحرية الإمبراطورية اليابانية.

وحينها قال ترامب: "يشرفنا أن ينضم إلينا العديد من قدامى المحاربين المذهلين من بلدينا، وأيضًا، وفي الحقيقة، من العديد من الصراعات المختلفة، هناك العديد من الصراعات المختلفة التي قاتلنا عليها وعملنا معا، وبالمناسبة، في جميع هذه الحالات، نجحنا في الفوز جيدًا". ولم يتمكن النظام من تحليل الخطاب السابق بسبب كثرة الأخطاء، مما أدى لتعطله، ولكن عندما تم إلغاء برمجة القواعد النحوية والسياق، بدأ النظام يفهم أسلوب ترامب العشوائي. وتعد هذه ليست الواقعة الأولى التي يثير فيها ترامب الجدل والارتباك بين الناس، ولكن الآن يبدو أن أسلوبه بات يربك حتى الآلات المتطورة والذكاء الاصطناعي. والمثير للسخرية في الأمر، هو أن هذا النظام يستخدم لتحليل بيانات السياسيين وخطاباتهم وأرشفتها كمرجع للصحفيين، كما يقوم بالتحقق من المعلومات الواردة فيها تلقائيًا.