سيريا ستار تايمز - وكالة إخبارية عالمية


لماذا يتأثر إحساسك بالوقت بسبب الوباء؟


إذا شعرت أن إحساسك بالوقت أصبح مضطربا مع مرور أيام البقاء في المنزل أو الحجر الصحي بسبب كورونا، فلا تقلق لست وحدك الذي أصيب بهذه الحالة، حيث يقول الخبراء إن الأشخاص في مستويات مختلفة من العزل الصحي حول العالم يعانون من ارتباك في الشعور بالوقت، وفقا لما نشره موقع WebMD.
وأفاد التقرير بأن البعض يشكون من أن الأيام تمضي سريعا ولا يستطيعون إنجاز كل ما يخططون له، فيما يعاني البعض الأخر من أن الوقت يمضي بشكل بطيء جدا. فيما يشعر أخرون بأن ما حدث قبل أسابيع معدودة يبدو وكأنه حدث منذ سنوات.
ودفعت تلك الظاهرة الباحثين إلى محاولة استكشاف سبب هذا الإعوجاج الزمني الجماعي لمعرفة المزيد حول كيفية إدراك الدماغ للوقت، وما السبب الرئيسي وراء تلك الحالات المتباينة التي بدأت تظهر مع البقاء الطويل بالمنزل. بدوره، أفاد البروفيسور فيليب غابل، مدير البرامج التجريبية في جامعة ألاباما في برمنغهام، بأنه أدرك أن زمن جائحة كورونا يعبث بإحساسنا بالوقت في وقت مبكر، وتقدم بسرعة بطلب للحصول على منحة من مؤسسة العلوم الوطنية لتقييم ما يجري. وقام غابل بإجراء مسح على حوالي 1100 شخص في جميع أنحاء الولايات المتحدة حتى الآن، ولا يزال يحلل بياناته. إلا أن النتائج الأولية أظهرت أن حوالي النصف، تحديدا 48٪ من المشاركين في الدراسة، أفادوا بشعورهم بأن الوقت يتحرك أو يزحف ببطء خلال الشهر الماضي، بينما قال 1 من كل 4، أو 25٪، بأن الوقت يمضي أسرع من المعتاد. أما عن سبب حدوث تلك الظاهرة فما زال سؤالا مفتوحا، ربما يعرف العلماء المتخصصون في الإدراك بعض الخطوط العريضة لما يحدث.
بدورها، أشارت البروفيسورة صوفي هيربست، عالمة أعصاب معرفية في جامعة هومبولت في برلين، إلى أن الإنسان يخسر الكثير من الإشارات الزمنية في مثل هذه الظروف، حيث تحدث الإشارات الزمنية بانتظام أحداث معينة، مثل عطلات نهاية الأسبوع، والتي عادة ما تؤشر إلى انقضاء مرحلة ما مثل انتهاء أسبوع العمل أو الدراسة. وتساعد هذه الإشارات والعلامات الزمنية في ضبط الإحساس بالوقت بشكل مناسب.
فيما كشف البروفيسور مارتن وينر، أستاذ مساعد في علم الأعصاب الإدراكي والسلوكي في جامعة جورج ميسون في فيرجينيا، أن الفكرة العامة تكمن في أن الأشخاص يتخذون من أحداث معينة خلال الأسبوع علامات دورية، ويربطون أنفسهم بها، وكلما ابتعدوا عن تلك الإشارات، كان من الصعب معرفة أيام الأسبوع بالتحديد. ويشرح قائلًا: عندما يبقى الشخص في المنزل طوال الوقت، فإن هذا الوضع يشير إلى أن عطلات نهاية الأسبوع على سبيل المثال لم تعد موجودة.
بالمقابل، لفت الروفيسور مارك ويتمان، وهو باحث في معهد المناطق الحدودية في علم النفس والصحة العقلية في فرايبورغ بألمانيا، إلى أن تشابه الأحداث اليومية يحول الذكريات والأحداث الاستثنائية في حياتنا وكأنه كتابة بالطباشير يمكن محوها ببساطة.
ويدرس ويتمان كيفية تأثير المشاعر على إدراك الإنسان للوقت، قائلا: "إنه كلما زادت الذكريات العاطفية التي يمر بها الإنسان، كلما طالت تلك المدة عندما يفكر فيها". كما شرح قائلا: "عندما يتخيل الشخص أنه عندما يقوم برحلة في عطلة نهاية الأسبوع في مكان ما مع صديق. فهو يقضي وقتًا ممتعًا، وأيام مليئة بالتجارب الجديدة، وعندما يفكر في عطلة نهاية الأسبوع هذه لاحقًا، فمن المحتمل أن يبدو أنها كانت أطول بكثير مما كانت عليه في الواقع لأنه يصنع ذكريات أكثر من المعتاد ويزداد زمنها بسبب العاطفة".
إلى ذلك، نوّه البروفيسور غابل إلى أن القلق من الجائحة يمثل تحديًا خاصًا للتعامل معه، لأن الحل لوقف فيروس كورونا هو بالبقاء في المنزل لوقت أكثر منفردًا. ولذلك تفقد الكثير من الدعم الاجتماعي والأشياء التي قد تخفف بعض القلق، مثل هواية مفضلة اضطررت إلى التخلي عنها في الوقت الحالي، لأن الأماكن التي اعتدت الذهاب إليها للقيام بهذه الأنشطة أصبحت مغلقة حاليا. فيما يعد تحفيز النهج، أي البدء في تحقيق هدف، أو تهيئة الفرصة للإحساس بمشاعر مختلفة، من الحلول الرئيسية التي يمكن أن تساعد في تخطي مشكلة الشعور المرتبك بالزمن والتخلص من القلق من الجائحة.

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,