سيريا ستار تايمز - وكالة إخبارية عالمية


قتلى ومظاهرات وقرابة 1400 معتقل في 30 مدينة أميركية ومسيرات بلندن وبرلين والعفو الدولية تتهم ترامب بالعنصرية والمتظاهرون يطالبون برحيله


تجددت اليوم  احتجاجات حاشدة في عدد كبير من مدن الولايات المتحدة أشعلها مقتل المواطن الأمريكي من أصول أفريقي، جورج فلويد، في مدينة مينيابوليس. وتعم الاحتجاجات فضلا عن مينيابوليس أكبر مدن البلاد مثل نيويورك ولوس أنجلوس وميامي وسياتل وفيلاديلفيا والعاصمة واشنطن. وخرج عشرات المحتجين المرددين شعارات مثل "على دونالد ترامب أن يرحل" للمشاركة في مسيرة جديدة باتجاه البيت الأبيض، بينما طلبت إدارته من موظفيه عدم الذهاب للعمل اليوم لمنع تعرضهم للخطر. كما هتف المتظاهرون أمام البيت الأبيض باسم جورج فلويد، وذلك وسط حضور أمني مكثف من الشرطة والخدمة السرية للفصل بين المحتجين ومنع اقترابهم من المقر الرئاسي.
وفي نيويورك انطلقت مسيرة احتجاجية ضد العنصرية واستخدام العنف من قبل الشرطة بمشاركة مئات الأشخاص، الذين يتظاهرون في الشوارع المركزية بمنطقة مانهاتن، ولم تسجل حتى الآن أي أعمال شغب أو اشتباكات مع عناصر الأمن. وفي الوقت نفسه، تحولت المظاهرات في مدينة فيلاديلفيا إلى اضطرابات جديدة، حيث أطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع والطلقات المطاطية على المحتجين، الذين تم ألقاء القبض على بعضهم. وأشركت 12 ولاية حتى الآن قوات من الحرس الوطني للتعامل مع الاحتجاجات التي تحولت سابقا في كثير من المدن إلى اضطرابات وأعمال شغب. وقررت سلطات 20 مدينة على الأقل في أنحاء مختلفة من البلاد فرض حظر تجول في ساعات المساء والليل للتقليل من وتيرة المظاهرات، التي تشهد مشاركة شعبية واسعة وتأتي تزامنا مع استمرار جائحة فيروس كورونا، التي قتلت أكثر من 100 ألف شخص في البلاد وأسفرت عن معدلات غير مسبوقة للبطالة منذ زمن الكساد الكبير. وتسعى إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى تحميل أنصار القوى اليسارية المسؤولية عن أعمال الشغب، وأعلن الأحد أن الولايات المتحدة تنوي تصنيف حركة "أنتيفا" المناهضة للفاشية، والتي يشارك أتباع لها في المظاهرات، تنظيما إرهابيا. كما دعا ترامب الرؤساء الديمقراطيين للسلطات المحلية في الولايات إلى إشراك قوات الحرس الوطني "قبل أن يصبح هذا الإجراء متأخرا"، وذلك بعد أن هدد استخدام "القوة العسكرية غير المحدودة" ضد المحتجين. وأسفرت الاحتجاجات مساء أمس عن سقوط عدد من القتلى بين المتظاهرين، حيث أفادت وسائل إعلام بمقتل 3 أشخاص في مدينة إنديانابوليس و1 على الأقل في تشيكاغو، وسط أنباء عن إصابة عشرات الشرطيين خلال الاشتباكات. واعتقلت السلطات في وقت سابق نحو 1400 مشارك في الاحتجاجات، بما في ذلك 400 شخص في لوس أنجلوس و350 في نيويورك و250 في فيلاديلفيا و84 في دينفير و17 في واشنطن. وفي ظل تقارير إعلامية متعددة حول هجمات لعناصر الشرطة على المحتجين، حثت "منظمة العفو الدولية" السلطات الأمريكية على الكف عن استخدام "العنف المفرط" ضد المتظاهرين في الاحتجاجات التي تعم الولايات المتحدة، معتبرة أن شرطة البلاد فشلت في تنفيذ التزاماتها.


واستمرت المظاهرات الاحتجاجية والمصادمات لليوم الرابع على التوالي في أنحاء الولايات المتحدة، على خلفية مقتل المواطن الأميركي ذي الأصول الأفريقية جورج فلويد على يد رجال شرطة في مدينة مينيابوليس، مما أسفر اليوم عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة آخرين. وشهدت مدن أميركية عدة حظرا للتجول، من بينها لوس أنجلوس وفيلادلفيا وأتلانتا، في محاولة لوقف الاحتجاجات العنيفة التي اندلعت في أنحاء البلاد، فيما وُضعت وحدات الجيش في حالة تأهب. وعمّت المظاهرات نحو 30 مدينة أميركية في تحد لإجراءات حظر التجوال التي أعلنت في عدة ولايات. وقالت وسائل إعلام أميركية إن أربعة أشخاص قتلوا وأصيب آخرُ في إطلاق نار خلال التظاهرات الاحتجاجية التي خرجت في مدينة مينيابوليس، رغم قرار حظر التجوال الليلي.

إصابة إعلاميين

كما أصيب اثنان من فريق التصوير التلفزيوني التابع لوكالة رويترز بالرصاص المطاطي في المدينة مساء السبت، عندما دخلت الشرطة منطقة كان فيها حوالي 500 محتج عقب بدء حظر التجول. كما أعلن راندال تيلور رئيس شرطة مدينة إنديانابولس -في مؤتمر صحفي- أن شخصا قتل بإطلاق نار في وقت متأخر من مساء أمس، في تظاهرات شهدها وسط المدينة. وفي نيويورك، اعتقلت الشرطة أكثر من 120 متظاهرا، حيث أغلق محتجون أحد الجسور وأوقفت حركة السير في عدد من شوارع المدينة. وشهدت أحياء نيويورك مظاهرات ومواجهات، حيث أحرق متظاهرون نحو 20 سيارة للشرطة. وقد توعد عمدة نيويورك بيل دي بيلاسيو بالقبض على مثيري الشغب، ونفى مسؤولية قوات الشرطة عن اندلاع المواجهات. وفي العاصمة واشنطن، وقعت مواجهات بين متظاهرين والشرطة حيث تجَمّع محتجون قرب البيت الأبيض. وقد شهدت الاحتجاجات تكسير واجهات مبان ومحال تجارية، فيما استدعت رئيسة بلدية واشنطن قوات الحرس الوطني للمساعدة في السيطرة على الوضع واحتواء المظاهرات.

مسيرات تضامن

خارجيا، شهدت العاصمة الألمانية برلين مظاهرة تندد بقتل جورج فلويد على يد الشرطة بولاية مينيسوتا. كما شهدت العاصمة البريطانية لندن مظاهرة مماثلة طالب خلالها المتظاهرون بوقف اعتداءات الشرطة على السود في الولايات المتحدة. كما أعلنوا دعمهم لمطالب المحتجين في التظاهرات التي تشهدها عدة مدن أميركية. وجاءت هذه المظاهرة رغم الإجراءات التي اتخذتها الحكومة البريطانية لمكافحة تفشي فيروس كورونا. يشار إلى أن جورج فلويد قتل في مدينة مينيابوليس الأميركية، بعدما قام شرطي بطرحه أرضا وتثبيته لدقائق عدة بينما كان يضغط بركبته على رقبته، فصاح على إثرها عدة مرات "لا أستطيع أن أتنفس"، قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة. وحتى صباح اليوم، تسببت أحداث العنف التي تلت مقتله في إعلان حالة الطوارئ في 25 مدينة في 16 ولاية أميركية، واعتقال ما يقرب من 1400 شخص في 17 مدينة.

قالت وسائل إعلام أميركية إن الرئيس دونالد ترامب أوعز للشرطة العسكرية بالاستعداد للانتشار في مدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا في حال تدهورت الأوضاع الأمنية، في حين اتهمت منظمة العفو الدولية ترامب بالعنصرية. وأمر البنتاغون وحدات الشرطة العسكرية في قاعدتي "فورت براغ" بولاية كارولينا الشمالية، و"فورت دروم" في ولاية نيويورك بالتمركز في مينيابوليس خلال 4 ساعات في حال صدور أمر بذلك، بحسب ما نقلته وكالة أسوشيتد برس عن مصدر مطلع. وأصدر وزير الدفاع مارك إسبر أوامره في هذا الشأن بشكل شفهي، بعد اتصاله مع الرئيس ترامب وتناول الخيارات العسكرية الممكنة لاحتواء الاحتجاجات، وفق المصدر ذاته. وتشهد مدينة مينيابوليس مظاهرات لليوم الثالث احتجاجا على مقتل المواطن الأميركي من أصل أفريقي جورج فلويد على يد شرطي، وتواصلت الاحتجاجات رغم قرار حظر التجول الذي أعلنته السلطات، ولا سيما بعد الإعلان عن اعتقال ضابط الشرطة ديريك شوفين وتوجيه تهمة له بالقتل غير العمد. وأكد مدير السلامة العامة في الولاية إصابة رجال شرطة بعيارات عشوائية أثناء الاحتجاجات. من جانبه، أكد تيم وولز حاكم ولاية مينيسوتا نشر الحرس الوطني في الولاية بسبب خطورة الوضع هناك. وقال وولز إنه يتفهم الغضب الذي أعقب مقتل جورج فلويد على يد شرطي، لكنه قال إن الاحتجاجات تحولت من مشروعة إلى فوضى، ووصفها بالوحشية، ودعا المتظاهرين إلى مغادرة الشوارع وعدم تحدي أوامر حظر التجول في المدينة. بدوره، دعا عمدة مينيابوليس المواطنين إلى وضع حد لما سماها أعمال العنف، وقال إن مؤسسات الولاية من أمنية وغيرها تقوم بكل ما في وسعها لتأمين المواطنين ومنع أعمال العنف.
وفي واشنطن، قالت وسائل إعلام أميركية إن قوات الخدمة السرية أغلقت البيت الأبيض بسبب تجمع المتظاهرين أمامه وفي محيطه، وذلك احتجاجا على مقتل جورج فلويد، وقد ووقعت احتكاكات بين الشرطة ومحتجين حاولوا التوجه نحو البيت الأبيض. وفي هذا السياق، أفادت وسائل إعلام محلية بمقتل متظاهر وشرطي في احتجاجات شهدتها ولايتا ميشيغان وكاليفورنيا على خلفية مقتل فلويد. ففي ميشيغان قتل شاب برصاص مجهول المصدر أثناء مشاركته في مظاهرة، في حين قتل شرطي في كاليفورنيا وأصيب آخر في عملية إطلاق نار استهدفت مبنى للحكومة الفدرالية. وفي مدينة هيوستن بولاية تكساس اعتقلت الشرطة نحو مئتي متظاهر قالت إنهم أغلقوا طرقا في المدينة احتجاجا على مقتل فلويد. وفي سياق متصل، أكدت شرطة هيوستن إصابة أربعة ضباط في هجمات قالت إنها عشوائية، دون تقديم مزيد من التفاصيل، كما أكدت تعرض سيارات شرطة للحرق، وقال قائد شرطة هيوستن إنه لن يسمح بالفوضى في المدينة. في الأثناء، دعت منظمة العفو الدولية في تغريدة على تويتر الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الكف عن ما وصفته بالخطاب العنصري والتحريض على أعمال العنف. وأرفقت المنظمة تغريدتها بصورة من تغريدة ترامب التي توعد فيها بإطلاق النار على من سماهم قطاع الطرق المتظاهرين في مدينة مينيابوليس.

وفُرض حظر تجول ليلي في ولاية كنتاكي، بما في ذلك لويزفيل، حيث تشهد البلاد احتجاجات وأعمال شغب عقب مقتل الأميركي من أصول أفريقية جورج فلويد، بعدما قام شرطي بطرحه أرضا وتثبيته لدقائق عدة بينما كان يضغط بركبته على رقبته حتى لفظ أنفاسه. وذكرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أنها وضعت وحدات الجيش في حالة تأهب، للاستدعاء خلال أربع ساعات تحسبا لطلب حاكم ولاية مينيسوتا لها. ولم يتضح متى كانت المرة الأخيرة التي يحدد فيها الجيش الأميركي إطارا زمنيا بهذا القصر لاحتمال استدعاء قواته، فهو أمر يمكن أن يقدم عليه في حالات الطوارئ كالكوارث الطبيعية. وقال البنتاغون في بيان "في الوقت الحالي لا يوجد طلب من حاكم مينيسوتا لقوات الجيش حتى تدعم الحرس الوطني في مينيسوتا أو قوات إنفاذ القانون بالولاية". وأمر حاكم مينيسوتا بنشر قوات إضافية من الحرس الوطني، داعيا إلى أقصى درجات التشدد مع من وصفهم بـ"المشاغبين" من المحتجين. وقال تيم فالز إنه أمر بتعبئة عامة لعناصر الحرس الوطني في الولاية البالغ عددهم 13 ألفا، "للجم مثيري الشغب الذين ارتكبوا أعمال نهب وأضرموا النار في منطقة سانت بول في مينيابوليس"، في خطوة غير مسبوقة منذ الحرب العالمية الثانية.


سيريا ستار تايمز - syriastartimes,