سيريا ستار تايمز - وكالة إخبارية عالمية


رئاسة ترامب انتهت.... قتلى باحتجاجات أميركا واحتجاز أكثر من أربعة آلاف شخص وحظر التجوال بواشنطن ونيوريوك وفي 40 مدينة وحالة طوارئ في 3 ولايات ..ترامب يهدد بنشر الجيش ويهرب إلى ملجأ -فيديو


نشبت اشتباكات عنيفة بين الشرطة والمتظاهرين في المناطق المحيطة بالبيت الأبيض، ليل الاثنين، بعد أن تدخلت قوات مكافحة الشغب لفرض طوق أمني، واستخدمت القنابل المسيلة للدموع ضد المحتجين. وفي وقت سابق، أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كايلي ماكيناني، في مؤتمر صحافي، الاثنين،" نشر 17 ألف عنصر من الحرس الوطني في 24 ولاية أميركية". وقالت إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب "طلب تشكيل مركز قيادة من وزيري العدل والدفاع ورئيس الأركان لبحث الأزمة"، لافتة إلى "أدلة متزايدة على تورط حركة (أنتيفا) في أعمال العنف". وذكرت أن "الحرس الوطني موجود لخفض التصعيد في الشارع"، مشيرة إلى أن "وقف أعمال الشغب من مسؤولية حكام الولايات لكنهم فشلوا في ذلك". وعرض البيت الأبيض في المؤتمر الصحافي مقاطع فيديو لعمليات تحريض على التخريب أثناء التظاهرات وشدد على أنه "لا يمكن السماح باستمرار عمليات السلب والنهب في المدن الأميركية".

وفي تطور، أعلن رئيس بلدية نيويورك بيل دي بلاسيو فرض حظر تجوال ليلي في المدينة اعتبارا من الاثنين بسبب أعمال الشغب. وجاء في تغريدة لدي بلاسيو "تحدّثت مع الحاكم (ولاية نيويورك) آندرو كومو وحفاظا على سلامة الجميع قررنا فرض حظر تجول في مدينة نيويورك هذا المساء، يدخل حيّز التنفيذ عند الساعة 11 ليلا ويرفع عند الخامسة فجرا"، محتذيا بذلك حذو نحو أربعين مدينة أميركية أخرى. وفي وقت سابق انتقد الرئيس الأميركي ترمب، الاثنين، حكام ولايات أميركية ووصفهم بأنهم "ضعفاء" مطالباً بحملات أقسى على المخربين في أعقاب ليلة أخرى من الاحتجاجات العنيفة في عشرات المدن الأميركية، فيما أفادت المتحدثة باسم البيت الأبيض بنشر 17 ألف عنصر من الحرس الوطني في 24 ولاية أميركية، مشيرة إلى أن الحرس الوطني موجود لخفض التصعيد في الشارع. وتحدث ترمب عبر الفيديو مع الحكام ومسؤولي الأمن القومي وإنفاذ القانون. وأخبر ترمب الحكام بأنه "يتعين عليهم أن يصبحوا أقسى بكثير" وسط احتجاجات تشهدها الولايات المتحدة وانتقادات لاستجاباتهم. قال ترمب للحكام: "معظمكم ضعفاء. عليكم اعتقال الناس". حث الرئيس الحكام على نشر الحرس الوطني، الذي نسب إليه الفضل في المساعدة على تهدئة الوضع مساء الأحد في مينيابوليس. وطالب باتخاذ إجراءات صارمة مماثلة في المدن التي تعرضت أيضاً لتشنج من العنف، مثل نيويورك وفيلادلفيا ولوس أنجلوس.


تواصل الاحتجاجات في عدد من المدن الأميركية لليوم السادس على التوالي رغم حظر التجول، وذلك إثر مقتل المواطن الأميركي من أصول أفريقية جورج فلويد.


ارتفع إلى ستة عدد القتلى خلال المظاهرات التي خرجت في عدة مدن أميركية احتجاجا على مقتل مواطن من أصل أفريقي على يد شرطي، وقد فرض حظر التجوال في 40 مدينة وأعلنت حالة الطوارئ في 3 ولايات. وقال ستيف كونراد قائد شرطة لويزفيل بولاية كنتاكي صباح اليوم الاثنين إن مقتل الرجل السادس جاء عندما توجهت قوات الشرطة ووحدات الحرس الوطني إلى سوق دينو للأغذية لإخلاء حشد كبير عند موقف السيارات، وتم تبادل لإطلاق النار. كما احتجز نحو 4 آلاف و400 في الاحتجاجات التي تشهدها أغلب المدن الأميركية منذ أكثر من 6 أيام، إثر وفاة جورج فلويد على يد الشرطة، بحسب موقع نيويورك تايمز الإخباري. والاثنين الماضي، أوقفت شرطة مينيابوليس فلويد بشبهة الاحتيال، وأثناء توقيفه أقدم شرطي على وضع ركبته على عنقه وهو رهن الاعتقال. وإثر ذلك، ناشد فلويد الشرطي من أجل إزاحة ركبته عن عنقه، إلا أن مناشداته لم تلق استجابة. وبعد مجيء فريق الإسعاف نُقل فلويد إلى المستشفى، وما لبث أن فارق الحياة. ومن موقع الحادث في مينيابوليس، قال مراسل سيريا ستار تايمز إن مظاهرات الليلة الماضية كانت أقل حدة مما كان عليه الأيام الأولى من الحادث، مشيرا إلى أن العديد من المواطنين يرتادون المكان بباقات من الزهور ولافتات كتب عليها "لا أستطيع أن أتنفس" وهي العبارة التي رددها الضحية قبل وفاته. وأشار المراسل إلى أن السلطات اعتقلت من المدينة وحدها نحو 200 شخص، وأكد أن عمليات الاعتقال لم تشهد أي عنف. من جهته طالب الرئيس دونالد ترامب حكام الولايات ورؤساء البلديات بالتعامل بحزم أكبر في مواجهة الاحتجاجات، ولوح باستخدام القوة العسكرية غير المحدودة والاعتقالات لضبط الأوضاع إذا دعت الضرورة. ووصف الرئيس بعض المتظاهرين بالمخربين المناصرين لغريمه جو بايدن بالانتخابات الرئاسية المقبلة، وقال إنه لو خسر الانتخابات فسيكون لهؤلاء "المخربين" الكلمة العليا، في توظيف واضح للأحداث في الانتخابات الرئاسية. وأشار مراسل سيريا ستار تايمز وجد وقفي إلى أن ترامب عقد لقاء مع وزير العدل وليام بار لبحث سبل إدراج "أنتيفا" وهي حركة شعبية يسارية، على لائحة الإرهاب الداخلي، حيث يتهمها الرئيس بالوقوف وراء هذه المظاهرات التي تطالب بالعدالة لمقتل فلويد.

شاحنة

حاولت شاحنة صهريج شقّ طريقها بالقوة بين موكب يضمّ آلاف المتظاهرين على جسر وسط مينيابوليس في مينيسوتا، وهو الأمر الذي استدعى تدخّل عدد كبير من عناصر الشرطة. وقالت الشرطة المحلية -في بيان- إنه لم تُسجَّل على الأرجح إصابات في صفوف المتظاهرين، واصفة ما حصل بأنه واقعة "مزعجة جدّا". وقد أصيب سائق الشاحنة بجروح، لكنّ حياته ليست في خطر، ونُقل إلى مستشفى، ثم اعتقل. وقال تيم وولز حاكم ولاية مينيسوتا في مؤتمر صحفي إن السائق سيُواجه ملاحقات جنائية، وأضاف "حتى هذه الساعة لا نعرف دوافعه" مقرّا بأن الوضع كان يمكن أن يكون دراماتيكيّا. وأضاف أن الشاحنة "بدا أنها تحوي مادة قابلة للاشتعال أو سامة (…)" واصفا عدم وقوع مأساة أو سقوط قتلى بأنه "أمر لا يُصدّق". ووصلت عشرات من سيارات الشرطة سريعا، وأبعدت المتظاهرين عن الجسر. لكن مئات منهم ظلّوا في الجوار. وعندما بدأ سريان حظر التجول الثامنة مساء، ألقى رجال الشرطة قنابل صوتية في محاولة لتفريقهم.

تضامن خارجي

في كندا خرج الآلاف من سكان مدينة مونتريال إلى الشوارع مطالبين بإنفاذ القانون في قضية وفاة فلويد. وتجمع المحتجون أمام مقر شرطة المدينة وفي وسطها للتنديد بما وصفوه بالظلم العنصري ووحشية الشرطة بالولايات المتحدة ومونتريال. ووقعت اشتباكات بين رجال الأمن وبعض المحتجين حيث تم إلقاء المقذوفات على الأمن الذي رد برش الفلفل والغاز المسيل للدموع. وفي نيوزيلندا خرجت مظاهرات تضامنا مع الاحتجاجات بالولايات المتحدة عقب مقتل فلويد. وانطلق المتظاهرون من مبنى البرلمان ليتجمعوا أمام السفارة الأميركية بالعاصمة ويلنغتون. ورفع المتظاهرون لافتات تضامنية مع حقوق المواطنين السود بالولايات المتحدة وأخرى تندد بما اعتبروه تمييزا ضدهم. وفي أوكلاند شمال البلاد، تجمع متظاهرون وسط المدينة قبل أن يسيروا باتجاه القنصلية الأميركية العامة. في بلجيكا نظم عشرات الناشطين المناهضين للعنصرية وقفة احتجاجية صامتة وسط العاصمة بروكسل للتنديد بما وصفوه باعتداءات الشرطة على الأميركيين من أصول إفريقية في الولايات المتحدة. وتجمع هؤلاء الناشطون وسط إحدى ساحات المدينة، رغم عدم ترخيص الشرطة لمسيرة دعت لها حركة محلية. وقال المنظمون إنهم قرروا إلغاء المسيرة لعدم حصولهم على إذن من الشرطة، وبعد تعرضهم لموجة من الانتقادات على مواقع التواصل لدعوتهم لتنظيم المسيرة الاحتجاجية، رغم الحظر الحالي على التجمعات بسبب تفشي وباء كورونا.

قتل ما لا يقل عن خمسة أشخاص، واحتجز نحو أربعة آلاف وأربعمئة في الاحتجاجات التي تشهدها أغلب المدن الأميركية منذ أكثر من ستة أيام، إثر مقتل جورج فلويد على يد الشرطة، حسب موقع نيويورك تايمز الإخباري. وأكدت الصحيفة أن أغلب الوفيات حصلت في مدينتي ديترويت وإنديانابوليس، ونفت قيادة الشرطة تورط أي من أفرادها في هذه الحوادث. وقال مايكل هيويت المتحدث باسم شرطة إنديانابوليس -في تصريح صحفي- إن "سبب هذه الوفيات لم يتضح بعد". وأضاف "ما من سبيل لربط هذه الوفيات -في الوقت الحالي- بأي نوع من الاحتجاجات أو أي شيء، نحن لا نعرف إذا كانت حوادث منفصلة أم لا". وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي في الولايات المتحدة مقاطع مصورة لشرطي يرفع سلاحا ناريا في وجه المتظاهرين في مدينة مانهاتن بولاية نيويورك، ولا يبدو أنه أطلق منه النار. وكان عشرات الآلاف من المتظاهرين خرجوا إلى الشوارع في أنحاء البلاد -الأحد- حيث طغت الاضطرابات من فيلادلفيا إلى لوس أنجلوس على المظاهرات السلمية ضد قتل الشرطة للسود. وتجمع مئات المحتجين حول البيت الأبيض في العاصمة واشنطن، منذ مساء السبت، مرددين شعارات مثل "العدالة لفلويد" و"لا سلام بدون عدالة"، و"لا أستطيع التنفس" و"حياة السود مهمة". وانتشر الآلاف من جنود الحرس الوطني، وفرضوا حظر التجول في واشنطن، وأغلقوا أنظمة النقل الجماعي لإبطاء تحركات المتظاهرين، لكن ذلك لم يفعل الكثير لمنع الفوضى في العديد من المدن.

وتشهد جميع الولايات المتحدة الأميركية احتجاجات على مقتل فلويد، منذ الثلاثاء الماضي، وتتحول أحيانا إلى أحداث عنف بين المحتجين والشرطة. وتعرضت المتاجر الفاخرة في سانتا مونيكا للنهب في شارع شهير للمشاة، قبل أن تتدخل الشرطة وتعتقل بعض الأشخاص. وجاءت أعمال التخريب في أعقاب مظاهرة سلمية بدرجة كبيرة في وقت سابق في المدينة الساحلية. وباتجاه الجنوب في ضاحية لونج بيتش في لوس أنجلوس، حطمت مجموعة من الشبان والشابات نوافذ مركز تجاري ونهبوا المتاجر، ثم تفرقوا قبل بدء حظر تجول من السادسة مساء. واندلعت أعمال عنف متفرقة في بوسطن بعد مظاهرات سلمية، عندما ألقى نشطاء زجاجات على أفراد الشرطة وأضرموا النار في مركبة. وأعلنت فيلادلفيا فرض حظر تجول من السادسة مساء إلى السادسة صباحا بعد يوم من احتجاجات وأعمال النهب. ونظم بضع مئات مسيرات وسط ميامي، مرددين هتافات تقول "لا سلام بلا عدالة"، ومرت المسيرة بجوار مركز اعتقال شوهد نزلاؤه من النوافذ الضيقة يلوحون بقمصانهم. والاثنين الماضي، أوقفت شرطة مينيابوليس الأميركية فلويد بشبهة الاحتيال، وأثناء توقيفه أقدم شرطي على وضع ركبته على عنقه وهو رهن الاعتقال. وإثر ذلك، ناشد فلويد الشرطي من أجل إزاحة ركبته عن عنقه، قائلا "لا أستطيع التنفس"، إلا أن مناشداته لم تلق استجابة. وبعد مجيء فريق الإسعاف نُقل فلويد إلى المستشفى، وما لبث أن فارق الحياة.

نار ووباء وبلد في حالة حرب مع نفسه.. رئاسة ترامب انتهت

قال وزير العمل الأميركي الأسبق روبرت رايخ إن دونالد ترامب لم يعد رئيسا للولايات المتحدة، وإنه تخلى عن منصبه عندما أخفق في الاستجابة بشكل بنّاء لأي من الأزمات الكبرى التي تعصف بأميركا في الوقت الراهن. وانتقد رايخ في مقال له بصحيفة غارديان البريطانية -تحت عنوان "نيران ووباء وبلد في حالة حرب مع نفسه.. رئاسة ترامب انتهت"- تعاطي ترامب مع الاحتجاجات واسعة النطاق التي أعقبت مقتل المواطن الأميركي من أصل أفريقي جورج فلويد في مينيابوليس على يد شرطي أبيض، وقال إن ترامب وصف المتظاهرين بالبلطجية، وهدد بإطلاق النار عليهم، وغرد في حسابه بتويتر بالقول "عندما يبدأ النهب.. يبدأ إطلاق النار". مرددا بذلك مقولة عنصرية لقائد شرطة ميامي الراحل، والتي كانت أثارت أعمال شغب عرقية في أواخر الستينيات. وقال رايخ -الذي يعمل أستاذا للسياسات العامة في جامعة كاليفورنيا- إن ترامب ليس منشغلا بإدارة شؤون البلاد، وإنما هو منشغل بلعب الغولف ومشاهدة التلفزيون والتغريد. كما انتقد رايخ تعاطي ترامب مع الأزمة الصحية في الولايات المتحدة إثر تفشي فيروس كورونا، وقال إن استجابة ترامب للأشهر الثلاثة الأخيرة المروعة من تفشي الوباء والموت اتسمت بالاستهتار، فقد ادعى أن وباء كورونا ليس سوى "خدعة من قبل الديمقراطيين"، وقام بتكميم أفواه مسؤولي الصحة العامة، وترك مسؤولية إدارة أزمة تفشي الفيروس الفتاك للولايات. ونتيجة لذلك، وجد حكام الولايات أنفسهم مضطرين للبحث عن أجهزة التنفس لإبقاء المرضى على قيد الحياة، وكذلك توفير معدات الوقاية للعاملين في المستشفيات وغيرهم من العمال الأساسيين الذين يفتقرون إليها، كما كان على حكام الولايات اتخاذ القرارات المتعلقة بإغلاق الاقتصاد وإعادة فتحه. كما لم يتحمل ترامب أية مسؤولية في ما يتعلق باختبارات الكشف عن الإصابات بالفيروس وتتبع مخالطي المصابين، وهما إجراءان ضروريان للحد من تفشي الوباء، فقد ألقت خطته الجديدة لمحاربة الفيروس بتلك المهمة على عاتق حكام الولايات، وفقا للكاتب. واتهم الوزير السابق ترامب بالكذب باستمرار، وإطلاق تهديدات وهمية عبر تويتر لا يملك السلطة لتنفيذها، كالتهديد بحجب التمويل عن الولايات التي تمدد التصويت الغيابي، والتهديد بنقض قرارات حكام الولايات الذين لا يسمحون بإعادة فتح أماكن العبادة على الفور، ومعاقبة تويتر على الإشارة إلى التحقق مما يرد في تغريداته. وأشار إلى أن ترامب مهووس بنفسه، ولم يبد أي اهتمام بإدارة شؤون البلاد منذ وصوله البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني 2017، وكشفت الأزمات الحالية عن عمق أنانيته وازدرائه وظيفته. وخلُص رايخ إلى أن إهمال ترامب مسؤولياته يتجاوز الافتقار لمواصفات القائد أو عدم الانتباه للمعايير والأدوار التقليدية، فقد تخلى عن الواجبات والمسؤوليات الأساسية للرئاسة في وقت تعيش فيه الولايات المتحدة صدمة وطنية، لذلك لم يعد رئيسا، وكلما أسرعنا في التوقف عن معاملته كرئيس كان ذلك أفضل.

وشهدت العاصمة الأميركية واشنطن صدامات بين الشرطة ومتظاهرين مع بدء حظر التجول الذي فرضته السلطات الأميركية للسيطرة على المظاهرات التي اندلعت منذ أيام في ولايات عدة احتجاجا على مقتل شاب أميركي من أصل أفريقي على يد أفراد الشرطة. ونقلت شبكة فوكس نيوز عن مسؤول أميركي قوله إن أكثر من خمسين عنصرا في جهاز الخدمة السرية في الشرطة أصيبوا بجروح في واشنطن. وتشهد العاصمة واشنطن وعشرات المدن الأميركية الأخرى احتجاجات على مقتل الشاب الأميركي الأسود جورج فلويد منذ أيام في مدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا شمالي البلاد، في أحداث وصفتها صحيفة وول ستريت جورنال بأنها أسوأ اضطرابات مدنية منذ عقود في الولايات المتحدة.


حرائق قرب البيت الأبيض

من جهتها، ذكرت أسوشيتد برس أنه تم استدعاء جميع عناصر الحرس الوطني الخاص بالعاصمة واشنطن، والمقدر عددهم بنحو 1200 جندي. كما ذكرت صحيفة واشنطن بوست أنه تم إحراق عدد من السيارات في مناطق محيطة بالبيت الأبيض، وقالت إنه تم إخماد حريق في الطابق السفلي من كنيسة سانت جون الموجودة بالمنطقة نفسها. وفرضت السلطات حظرا للتجول أمس الأحد في واشنطن بعد خروج مظاهرات جديدة قرب البيت الأبيض، حسب ما أعلن رئيس بلدية العاصمة موريل باوزر. وكتب باوزر على تويتر أنه أمر بنشر الحرس الوطني في المدينة لدعم الشرطة، كما تم تشديد الحراسة على البيت الأبيض.


قتلى وجرحى

وأسفرت المواجهات بين الشرطة والمتظاهرين أمس الأحد عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة آخرين، أربعة منهم في مدينة مينيابوليس، والقتيل الخامس بمدينة إنديانابوليس. كما أصيب اثنان من فريق التصوير التلفزيوني التابع لوكالة رويترز بالرصاص المطاطي، وذلك عندما دخلت الشرطة منطقة كان فيها حوالي 500 محتج عقب بدء حظر التجول في مينيابوليس. وطالب الرئيس ترامب حكام الولايات والعمد بحزم أكبر في مواجهة الاحتجاجات، ولوّح باستخدام القوة العسكرية غير المحدودة والاعتقالات لضبط الأوضاع إذا لم يقوموا بما يجب فعله.

وقالت وكالة الخدمة السرية، الموكل لها مهمة حماية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وكبار المسؤولين الأمريكيين، إنها نقلت ترامب إلى مخبأ يقع تحت الأرض في البيت الأبيض مع اشتداد الاحتجاجات خارج المبنى. وأوضحت الوكالة، أن ترامب كان في المخبأ لفترة قصيرة جداً استجابة لسياسة “الوفرة في الحذر”، حيث يقع الموقع تحت الأرض، وهو نفس المخبأ الذي استخدمه ديك تشيني، نائب الرئيس السابق خلال هجمات الحادي عشر من سبتمبر. وفي السياق، قالت وسائل إعلام أمريكية، إن ترامب أمضى ساعة في المخبأ، ولكنها لم توضح ما إذا كانت زوجته ميلانيا وابنهما بارون برفقته، مشيرةً إلى أن نقله للمخبأ جاء بعد أن سحب بعض المتظاهرين الحواجز المعدنية أمام البيت الأبيض.
الاضطرابات في أميركا.. ترامب يهدد بنشر الجيش وحظر تجول بواشنطن ونيوريوك

هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنشر الجيش لوقف الاضطرابات التي أشعلها مقتل جورج فلويد على يد الشرطة، وأعلن عن نشر قوات إضافية في واشنطن، فيما تواصلت الاحتجاجات والصدامات بعدة مناطق، وفرضت سلطات واشنطن ونيويورك حظر التجول فيهما. ففي خطاب ألقاه من البيت الأبيض مساء الاثنين بالتوقيت المحلي، قال ترامب إنه سيتخذ خطوات فورية لوقف العنف، وإنه بصدد حشد الموارد العسكرية والمدنية المتاحة لذلك. وأضاف أنه سينشر الجيش الأميركي في المناطق التي تشهد الاضطرابات في حال رفضت أي ولاية تطبيق الإجراءات المطلوبة لوقف العنف، مشيرا إلى أنه سيواصل نشر آلاف الجنود المدججين بالسلاح لوقف أعمال العنف والنهب وتدمير الممتلكات، والتي قال إنها ليست احتجاجات سلمية وإنما "إرهاب محلي". وبينما كان الرئيس الأميركي يلقي خطابه، كانت مواجهات تدور قرب البيت الأبيض بين محتجين على مقتل المواطن الأميركي من أصل أفريقي جوروج فلويد والشرطة التي تدخلت واعتقلت عددا من المتظاهرين. وكانت وسائل إعلام أميركية نقلت عن تسريب صوتي لاجتماع بين الرئيس الأميركي وحكام الولايات أن ترامب سخر من حكام بعض الولايات التي شهدت احتجاجات تخللتها فوضى. ونقلت وسائل الإعلام عن مسؤولين مطلعين أن ترامب حث حكام الولايات -خلال مكالمة جماعية أجراها معهم- على استعادة سيطرة قوى الأمن على الشوارع باستخدام القوة، "وإلا سيسحقونكم وستظهرون كمجموعة من الحمقى". وكان ترامب اتهم في تغريدة على تويتر وسائل إعلام أميركية مختلفة بنشر "معلوماتٍ مضللة"، وطالب في تغريدة أخرى باستعادة القانون والنظام في فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا. وقال ترامب إن المتاجر في المدينة تتعرض للنهب، وإنه يجب الاستعانة بالحرس الوطني للانتشار في المدينة كما حدث في ولاية مينيسوتا. وقالت عدة وسائل إعلام إن حاكم ولاية إلينوي الديمقراطي جيه.بي بريتسكر قال لترامب إن كلامه يزيد الوضع المتفجر سوءا، لكن رد ترامب الجمهوري عليه كان غاضبا. وفي العاصمة واشنطن، أعلنت السلطات فرض حظر تجول يومين، على خلفية ازدياد الاحتجاجات التي فجرتها مقاطع فيديو لمصرع المواطن الأميركي من أصل أفريقي جورج فلويد عندما جثم شرطي بركبته على عنقه في 25 مايو/أيار الماضي. وقالت رئيسة بلدية واشنطن موريل باوزر إن العديد من المحلات التجارية تضررت ونُهبت خلال الاحتجاجات، لا سيما خلال وقت متأخر من مساء الأحد. وأعلنت حظرا للتجول في واشنطن دي سي ليومين، اعتبارا من الساعة السابعة مساء الاثنين. كما أعلن حاكم نيويورك حظرا للتجول يسري بداية من مساء الاثنين بالتوقيت المحلي.
وتشهد مدينة مينيابوليس، بؤرة الاحتجاجات التي عمت الولايات المتحدة، حالة من الهدوء، تسبق مسيرات يعتزم المحتجون تنظيمها مساء الاثنين. وأفادت مصادر محلية بأن السلطات في المدينة تجري مفاوضات مع قادة الاحتجاجات لضمان سلميتها، كما رصدنا آثار الدمار الهائل في إحدى ساحات المدينة، التي شهدت أعنف الاحتجاجات، وأدت إلى إحراق المحلات المحيطة بها بالكامل. بدوره، أعلن عمدة مدينة نيويورك ومفوض الشرطة في المدينة أن عدد الذين اعتقلوا خلال احتجاجات ليل الأحد يزيد على أربعمئة شخص. وكانت وسائل إعلام محلية أكدت أن عدد الموقوفين منذ بداية الاحتجاجات وحتى ليل السبت بلغ أكثر من 790 شخصا. وكان محتجون جابوا ليل أمس شوارع حي سوهو في مدينة نيويورك، وحطموا الواجهات لعشرات المحلات التجارية، قبل أن تتمكن الشرطة من توقيف بعضهم. وقال عمدة مدينة نيويورك بيل دي بلازيو إن أعمال النهب التي رافقت الاحتجاجات السلمية على مقتل فلويد أمر غير مقبول، وأضاف -في مؤتمر صحفي- أنه ستتم ملاحقة الأشخاص الذين ارتكبوا تلك الأعمال. كما انتقد عمدة نيويورك بشدة عملية الدهس التي قامت بها الشرطة قبل يومين، خلال تفريقها الاحتجاجات في أحد شوارع المدينة، وقال إنه تم تشكيل لجان خاصة للبحث في الحادثة وفي غيرها من الحوادث التي أظهرت تجاوزات قام بها رجال الأمن. وفرضت السلطات الأميركية حظر التجوال في 40 مدينة وأعلنت حالة الطوارئ في 3 ولايات، واحتجزت نحو أربعة آلاف وأربعمئة في الاحتجاجات التي تشهدها أغلب المدن الأميركية منذ أكثر من ستة أيام، إثر وفاة فلويد، حسب موقع نيويورك تايمز الإخباري.
وفي كندا، خرج الآلاف من سكان مدينة مونتريال إلى الشوارع، مطالبين بإنفاذ القانون في قضية وفاة فلويد. وتجمع المحتجون أمام مقر شرطة المدينة ووسطها للتنديد بما وصفوه بالظلم العنصري ووحشية الشرطة بالولايات المتحدة ومونتريال. ووقعت اشتباكات بين رجال الأمن وبعض المحتجين، حيث ألقيت المقذوفات على الأمن، الذي رد برش الفلفل والغاز المسيل للدموع. وفي نيوزيلندا، خرجت مظاهرات تضامنا مع الاحتجاجات بالولايات المتحدة عقب مقتل فلويد. وانطلق المتظاهرون من مبنى البرلمان وتجمعوا أمام السفارة الأميركية بالعاصمة ويلنغتون. ورفع المتظاهرون لافتات تضامنية مع حقوق المواطنين السود بالولايات المتحدة، وأخرى تندد بما اعتبروه تمييزا ضدهم. وفي أوكلاند (شمال البلاد)، تجمع متظاهرون وسط المدينة قبل أن يسيروا باتجاه القنصلية الأميركية العامة. وفي بلجيكا، نظم عشرات الناشطين المناهضين للعنصرية وقفة احتجاجية صامتة وسط العاصمة بروكسل للتنديد بما وصفوه باعتداءات الشرطة على الأميركيين من أصول أفريقية في الولايات المتحدة. وتجمع هؤلاء الناشطون وسط إحدى ساحات المدينة، رغم عدم ترخيص الشرطة مسيرة دعت لها حركة محلية. وقال المنظمون إنهم قرروا إلغاء المسيرة لعدم حصولهم على إذن من الشرطة، وبعد تعرضهم لموجة من الانتقادات على مواقع التواصل لدعوتهم لتنظيم المسيرة الاحتجاجية، رغم الحظر الحالي على التجمعات بسبب تفشي وباء كورونا.

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,