العديد من طلّاب المدارس يعانون من التّنمر من قبل طلاب آخرين ممّا يؤثر عليهم سلبًا ويشعرهم بالاكتئاب كما أنّه في بعض الأحيان قد يتسبب بخلق أفكار انتحاريّة لدى الضّحيّة. هدف التّنمر هو الحاق الضرر بشخص آخر عمدًا وذلك لاكتساب السّلطة.
يشار إلى أنه مع تطور التّكنولوجيا توسّعت أطر العنف والتنمر. إذ أن العنف لم يبق في إطار العنف الجسدي والكلاميّ والجنسي إنما توسع مفهومه ليشمل العنف الالكترونيّ الّذي يهاجم أطفالنا وهم داخل المنزل. إذ يعتبر هذا النّوع هو الأصعب من بين الأنواع الأخرى،
وذلك لعدّة أسباب منها:
1. قدرة الطّالب على التّعنيف بسريّة مطلقة، إذ أن التّعنيف السّري يُسهل على الجاني عمليّة التعنيف، فتتيح له مواقع التواصل الإجتماعي انتحال شخصية الضّحية وكتابة منشورات بلسان الضّحيّة، أو نشر فيديوهات وصور تمس بالضّحية من حسابات مجهولة الهوية.
2. السرعة في انتشار الأخبار: إن وسائل التواصل الإجتماعي تُمكّن من انتشار المعلومات والمنشوارات بصورة سريعة جدًا، ومشاركتها على نطاق واسع.
3. إن العنف الإلكترونيّ يمكنه أن يدوم لوقت أطول من العنف الجسدي والنّفسي، إذ أن المنشورات التي تهدف بالإساءة لشخص معين يمكن مداولتها للأبد وعلى نطاق جدًا واسع تمنعك من الحد من انتشارها وتوقيفها.
4. كما أنّه من خلال وسائل التّواصل الإجتماعي يمكن إقصاء الضّحيّة من الأنشطة والمناسبات الاجتماعية، فهنالك انتشار واسع لمجموعات في "الواتس آب" و"الفيس بوك" تحمل عناوين "دون فلان"، وذلك للتحريض ضده وإقصاءه عن الأنشطة الاجتماعيّة الصّفية.
5. يصعب على الأهل تعقب ومراقبة أطفالهم وما يتعرضون له على مواقع التّواصل الاجتماعي، كما أنّه يصعب علىالمُدرّسين كشف ما يحصل مع الطّالب الضّحيّة لأن ذلك يحصل خارج نطاق المدرسة والدّوام التّعليميّ.
هنالك عدّة أسباب لظاهرة التّنمر منها:
1. الوضع الاقتصادي الاجتماعي: عادة ما ينحدر المتنمرون من الأوساط والأحياء الفقيرة، التي تعاني من شح المراكز التّثقيفيّة والأماكن العامة التي تعمل على احتضان أبناء الوسط لقضاء أوقات الفراغ بأمور تعود عليهم بالفائدة.
2. الوضع الأسري: قد يحدث هذا نتيجة انشغال الأب أو الأم عن تربية أبناءهم، وإلقاء المسؤولية على غيرهم كالمدرسين، والمربين.
3. العالم الرّقمي والتكنولوجيا: نجد الأطفال مدمنين على الألعاب الألكترونيّة المعتمدة على القتال والعنف، ممّا يجعلهم ينقلون هذه الممارسات إلى حياتهم الواقعيّة في المدارس أو في محيط المعارف.
كيفيّة علاج هذه الظّاهرة:
1. الخطوة الأساسيّة والأهم في علاج هذه المشكلة تتلخص بالاعتراف بوجدها.
2. تشخيص نوع المشكلة، وأسباب وقوعها إذا كانت أسريّة أو اقتصادية وغيرها.
3. استشارة الأشخاص المحيطين في حياة الطفل، بما في ذلك بحث الصعوبات التي يمكن أن يواجهها الطفل في المدرسة فيما يخص التحصيل الدراسي والتي يمكن أن تكون وراء سلوكه العدواني.
4. يجب عدم وصف الطفل بالمعتدي أو المتنمر، أو أي نعت آخر أمام الآخرين، فلهذا عواقب سلبيّة وخيمة.
5. التحكم بما يشاهده الطّفل ويلعبه.
6. العمل على ملأ ساعات الفراغ عند الطّفل بعيدًاعن التكنولوجيا كالالتحاق بنشاطات اجتماعية أو رياضية.