يتبادر إلى ذهن معظم الأزواج بعض التساؤلات المتعلقة بالعلاقة الحميمية أثناء فترة الحمل، ففي حين تشتكي بعض الزوجات من صعوبة البوح بمشاعرهنّ ورغباتهنّ لأزواجهنّ، واعتقادهنّ أنهنّ أصبحنَ قبيحات في نظرهم، إذ لم يعودوا يعانقوهنّ ويداعبوهنّ كما كانوا يفعلون قبل الحمل. بالمقابل، يشتكي بعض الرجال من إعراض زوجاتهم عنهم وعدم إبداء أية رغبة في العلاقة الحميمية في وقت الحمل، الأمر الذي يشعرهم بالاستياء والغضب. لأنها فترة

تقلبات المزاج

تعتبر فترة الحمل مرحلة تقلبات المزاج بالنسبة للزوج والزوجة على حد سواء، إذ تشعر المرأة تباعاً بمزيج من المشاعر المختلطة؛ فمرة تكون متعبة ومكتئبة، وأخرى تكون عاطفية وبمزاج جيد. وهذا ما يدعو إلى تساؤل بعض الأزواج ما إذا كان الجماع مسموحاً أثناء فترة الحمل أم لا، فيجيب استشاري أمراض النساء والتوليد الدكتور ياسين رضا بإمكانية ممارسة الجماع أثناء الحمل دون خوف على الجنين، إذا توافرت الرغبة، وكان الحمل يسير بشكل طبيعي؛ فعنق الرحم يكون مغلقاً في هذه الفترة، ولا يسمح بمرور أي شيء إلى الرحم؛ فهو حصن منيع للجنين، ويزيده حصانة ذلك التجويف السابيائي المليء بسائل يمتص الصدمات. وما تؤكده معظم الأبحاث العلمية أن للجماع خلال الحمل فوائد عديدة أهمها توطيد العلاقة بين الزوجين، وتسهيل عملية الولادة، وتنشيط الدورة الدموية، وتقوية عضلات الحوض، وتعزيز جهاز المناعة، وتعزيز الثقة بالنفس، والقدرة على السيطرة على المثانة، وتسريع عملية استعادة النشاط بعد الولادة.

أوضاع جماع مناسبة للحامل

فيما يتعلق بأفضل أوضاع الجماع أثناء الحمل وأكثرها أماناً على الحمل والجنين، فيوصي الأطباء والدكتور رضا أيضاً بعدة وضعيات منها: "وضع الزوجة لأعلى" ويتميز هذا الوضع في أنه يعطي الزوجة قدرة أكبر على التحكم أثناء العلاقة الحميمية، وكذلك "وضع حافة السرير" ويعتبر هذا الوضع أيضاً من أوضاع الجماع المناسبة خلال الفترة الأولى من الحمل، بحيث تستلقي الزوجة على ظهرها عند حافة السرير، ويكون بطنها على السرير، ويكون الرجل متكئاً على ركبتيه على الأرض ويمكنه وضع وسادة تحتهما، أو في وضع الوقوف وتتم العلاقة الحميمة، و"وضع الملعقة" يعتبر هذا الوضع من أوضاع الجماع المناسبة في المراحل المتقدمة من الحمل، لكونه يعتمد على مبدأ استلقاء الزوجة على جانبها، مما يحميها من مشاكل وأعراض ضغط الرحم على أعضاء البطن الأخرى.

استشارة الطبيب أمر ضروري

لكن في المقابل، يجب على المرأة استشارة طبيبها بخصوص موضوع الجماع في فترة الحمل نظراً لوجود حالات قد تحظر أو لا توصي بممارسة الجنس في هذه الفترة، مثل وجود المشيمة المنزاحة، أو قصور عنق الرحم، أو التهاب قناة المهبل، أو انفتاح عنق الرحم قبل الأوان، أو حالات النزيف، أو مثلاً في حال تكرر سقوط الأجنة في الماضي، أو عند الحمل بعدة أجنة في الوقت ذاته، وكذلك في حالة الالتهابات التناسلية والأمراض المزمنة مثل مرض السكري، والهربس التناسلي أو الثالول التناسلي عند الرجال، بحسب الدكتور رضا.