سيريا ستار تايمز - وكالة إخبارية عالمية


أميركا.. الجيش في محيط العاصمة ويستخدم المروحيات لتفريق المتظاهرين وترامب يرفع الإنجيل ويختبئ في قبو البيت الأبيض بسبب الاحتجاجات..ثلاثة أسئلة لفهم ما يحدث اليوم


كشفت تسجيلات فيديو تداولها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أن مروحيات عسكرية أمريكية حلقت على ارتفاع منخفض لتفريق المتظاهرين الذين نزلوا إلى الشوارع احتجاجا على مقتل جورج فلويد في منطقة الحي الصيني في العاصمة واشنطن الليلة الماضية. وذكرت قناة فوكس نيوز أن مقاطع الفيديو أظهرت طائرات هيلوكبتر من طراز بلاك هوك ولاكوتا التابعة للجيش الأمريكي حلقت على ارتفاعات منخفضة في استعراض للقوة لتفريق الحشود التي خرقت حظر التجول المفروض في المدينة الليلة الماضية. وقال شهود عيان إن الطائرات العامودية كانت تحلق على ارتفاع منخفض جدا حيث تناثرت الأوساخ والأتربة في الشوارع ومزقت أغصان الأشجار وحطمت واجهات بعض المتاجر. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جدد الليلة الماضية في تصريح مقتضب تهديداته باستخدام القوة القصوى ضد المحتجين المشاركين في المظاهرات المناهضة لعنصرية الشرطة الأمريكية والتي عمت مختلف المدن بعد جريمة قتل فلويد على يد الشرطة متوعدا بأنه سينهي الاحتجاجات وسيرسل الآلاف من الجنود المدججين بالسلاح وقوات إنفاذ القانون لإنهاء العنف في العاصمة ومدن أخرى.

وخرجت مظاهرات مناهضة لوحشية الشرطة وتنديدا بجريمة قتل فلويد الذي لفظ أنفاسه الأخيرة بعدما جثم شرطي أبيض بركبته على عنقه لمدة تسع دقائق في مدينة مينيابوليس وخلص تشريح رسمي إلى أن الوفاة جريمة قتل ناجمة عن الاختناق. وفرض حظر التجول في عشرات المدن الأمريكية وبمستويات لم تشهدها البلاد منذ أعمال الشغب التي أعقبت اغتيال مارتن لوثر كينغ عام 1968 وانتشر الحرس الوطني في 23 ولاية والعاصمة واشنطن حيث اعتقلت السلطات أكثر من أربعة الاف شخص منذ الـ 26 من الشهر الماضي أي بعد يوم من قتل فلويد فيما قتل متظاهران وأصيب ثلاثة آخرون برصاص الشرطة في لويزفيل أمس وانديانا بوليس أول أمس.


أفادت السلطات الأمريكية بمقتل 3 أشخاص على الأقل خلال الاحتجاجات وأعمال الشغب التي شهدتها الولايات المتحدة الليلة الماضية، ليصل عدد ضحايا الاضطرابات الأخيرة لنحو 10 أشخاص. وأعلنت سلطات سيسيرو في ضواحي شيكاغو عن مقتل شخصين واعتقال 60 آخرين خلال أعمال الشغب التي طالت المدينة الصغيرة الليلة الماضية، دون ذكر أي معلومات حول أسباب سقوط القتيلين. كما قتل شخص واحد في مدينة لاس فيغاس خلال اشتباكات مع الشرطة المحلية، التي قالت إن القتيل كان يحمل عددا من الأسلحة ونوى استخدامها ضد الضباط، وتم إطلاق النار عليه قبل أن يفارق الحياة في أحد المستشفيات المحلية. وفي وقت سابق أفادت وسائل الإعلام الأمريكية، استنادا إلى مسؤولين ومصادر مطلعة، بمقتل شخص 1 في مدينة مينيابوليس، و1 في شيكاغو، و3 في إنديانابوليس، و1 في لويسفيل، و1 في ديترويت. وبلغت حصيلة القتلة خلال موجة الاضطرابات الأخيرة بالتالي، حسب التقارير الإعلامي، 10 أشخاص على الأقل. وتشهد عشرات المدن الأمريكية احتجاجات واسعة مستمرة ضد عنف قوات الأمن والعنصرية مترافقة بأعمال عنف أشعلها مقتل المواطن من أصول إفريقية، جورج فلويد، جراء عملية القبض عليه بطريقة خشنة من قبل عناصر شرطة في مينيابوليس يوم 25 مايو.


وافاد مصدر أميركي مطلع أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب كان غاضبا من الأنباء التي كشفت اختباءه في القبو المحصن بالبيت الأبيض خلال الاحتجاجات حول المقر الرئاسي، وأخبر مساعديه أنه يريد الظهور خارج بوابات المقر. ونقلت شبكة "سي إن إن" اليوم عن المصدر أن رغبة ترامب في الظهور في مكان الاحتجاجات كانت من أسباب خروجه لالتقاط صورة أمام كنيسة سانت جون القريبة من البيت الأبيض، والتي سبقها استخدام الشرطة الغاز المدمع لإخلاء المنطقة من المتظاهرين السلميين. وتابع المصدر أن ترامب أعرب عن إحباطه من أنه تم تصويره على أنه قلق من الاحتجاجات خارج البيت الأبيض واختبأ تحت الأرض في القبو المحصن، معتقدا أنه بدا ضعيفا. وتوجه ترامب مساء أمس الاثنين سيرا وسط حراسة أمنية مشددة من البيت الأبيض إلى كنيسة سانت جون، التي طالتها أعمال تخريب ليل الأحد. ووقف ترامب أمام الكنيسة لالتقاط الصور رافعا الكتاب المقدس، قائلا "لدينا دولة عظيمة".

وقالت الأسقف ماريان إدغار بودي، من أبرشية واشنطن الأسقفية، مساء أمس إنها "غاضبة" بعد أن زار ترامب كنيستها دون إشعار مسبق لتبادل "رسالة معادية لتعاليم يسوع". وأضافت أنها غاضبة لأن الرئيس لم يصلِّ عندما وصل إلى الكنيسة، متسائلة "هل اعترف بألم بلدنا الآن؟!". وكانت مصادر كشفت للشبكة أنه تم نقل ترامب وزوجته ميلانيا وابنهما بارون إلى القبو المحصن في ظل الاحتجاجات خارج البيت الأبيض مساء الجمعة. ولم يظهر ترامب الأحد وقضى معظم يوم الاثنين خلف أبواب مغلقة، ما أدى إلى قلق حتى من حلفائه من أنه كان غائبا في لحظة أزمة وطنية. واشتعلت احتجاجات في أنحاء الولايات المتحدة بعد موت المواطن الأميركي الأسود جورج فلويد الذي ظهر في مقطع فيديو وهو يجاهد لالتقاط أنفاسه بينما يجثو شرطي أبيض بركبته على رقبته.


لم تهدأ الاضطرابات في أرجاء الولايات المتحدة على خلفية مقتل المواطن جورج فلويد على يد الشرطة، وذلك على الرغم من حظر التجول في عشرات المدن. وفي تلك الأثناء، هدد الرئيس دونالد ترامب بنشر الجيش، وندد بما سماه "إرهابا محليا". واستمرت الاحتجاجات على مقتل فلويد لليلة السابعة على التوالي، وبينما تظاهر المحتجون سلميا في بعض المدن اندلع العنف والاضطرابات في نيويورك ولوس أنجلوس وشيكاغو، كما وردت أنباء عن إطلاق نار على رجال الشرطة في لاس فيغاس وسانت لويس. وبينما كان الرئيس دونالد ترامب يوجه أول كلمة للأميركيين منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية ويؤكد دعمه المتظاهرين السلميين كانت شرطة العاصمة واشنطن تفرق بالقوة احتجاجا سلميا قرب البيت الأبيض. وقال ترامب -في الخطاب الذي ألقاه من البيت الأبيض مساء أمس الاثنين بالتوقيت المحلي- إنه سيتخذ خطوات فورية لوقف العنف، وإنه بصدد حشد الموارد العسكرية والمدنية المتاحة لذلك.

وهدد ترامب بنشر الجيش إذا رفض حكام الولايات استدعاء الحرس الوطني، قائلا "يتعين على رؤساء البلديات وحكام الولايات فرض وجود كبير لقوات إنفاذ القانون إلى أن يتم إخماد العنف". وأضاف "إذا رفضت مدينة أو ولاية اتخاذ التحركات الضرورية للدفاع عن أرواح سكانها وممتلكاتهم فسأنشر الجيش الأميركي وأحل مشكلتهم سريعا".
وتعهد ترامب بمواصلة نشر آلاف من الجنود المدججين بالسلاح وعناصر الشرطة في واشنطن لوقف أعمال العنف والنهب وتدمير الممتلكات، والتي قال إنها ليست احتجاجات سلمية وإنما "إرهاب محلي". وعقب خطابه، خرج ترامب من البيت الأبيض وسار في منطقة أخليت من أجله إلى كنيسة تاريخية مجاورة، حيث رفع إنجيلا أمام عدسات الإعلام، وإلى جانبه ابنته إيفانكا وعدد من معاونيه. وكان حريق محدود قد اندلع في الكنيسة خلال الاحتجاجات مساء الاثنين.
وانتقد قادة الحزب الديمقراطي وشخصيات عامة خطوة ترامب، إذ قال زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر عبر موقع تويتر إن ترامب أمر بإطلاق قنابل الغاز على المحتجين السلميين ليتسنى له التقاط صورة والظهور كرجل قوي. وأصدر شومر بيانا مشتركا مع رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي قالا فيه إن الأمة الأميركية في حاجة إلى زعامة حقيقية في هذه الظروف الدقيقة، واتهما ترامب بمواصلة "تعميق الفرقة والانقسام والكراهية والعنف، في خطوة تتسم بالجبن والضعف والخطورة". من جهته، قال المرشح الديمقراطي للرئاسة الأميركية جو بايدن إن الرئيس ترامب يستخدم الجيش الأميركي ضد الشعب الأميركي. واتهمه باستخدام الغاز المدمع والرصاص المطاطي ضد محتجين سلميين من أجل التقاط صورة. وكان كبير أساقفة الكنيسة مايكل كاري ممن انتقدوا استخدام ترامب تلك الكنيسة التاريخية لالتقاط الصور، وكتب على موقع تويتر "لقد استخدم مبنى كنسيا والإنجيل المقدس لأغراض سياسية حزبية".
ومع حلول الليل فرضت السلطات حظر التجول في واشنطن ونيويورك، إلى جانب حوالي 40 مدينة أميركية اتخذت فيها تلك الإجراءات لاحتواء الاضطرابات التي اندلعت بعد مقتل فلويد. وكان من بين قوات الأمن التي تحركت ضد المحتجين عند البيت الأبيض الشرطة العسكرية التابعة للحرس الوطني وأفراد من جهاز الخدمة السرية المكلف بحماية الرئيس وقوات من وزارة الأمن الداخلي، بالإضافة إلى شرطة العاصمة. وقال البيت الأبيض إنه كان يخلي المنطقة قبيل دخول حظر التجول حيز التنفيذ.
من جهة أخرى، قال مسؤول رفيع في وزارة الدفاع (البنتاغون) إنه جرى استدعاء مئات عناصر الحرس الوطني من خمس ولايات إلى العاصمة التي تتأهب في محيطها قوات مسلحة نظامية على سبيل الاحتياط. وفي تصريحات لافتة خلال تفقده عناصر الحرس الوطني في واشنطن بعيد كلمة ترامب، أكد رئيس هيئة الأركان المشتركة في القوات الأميركية الجنرال مارك ميلي على حماية حرية التعبير. وقال "رسالتنا هي السماح بحرية التظاهر والتعبير، وهذا أمر مقبول بالكامل، ونحن ندعم ذلك، وأقسمنا على الولاء لدستور الولايات المتحدة وحماية حقوق الجميع، وهذا ما نقوم به، ولدينا الحرس الوطني هنا، وأنا أقوم بتفقده".

من ناحية أخرى، أفادت وسائل إعلام محلية بأن شرطيا فارق الحياة بعد إصابته بطلق ناري في رأسه قرب مقر المحكمة الفدرالية في مدينة لاس فيغاس بولاية نيفادا، دون أن تتضح ملابسات الحادث. وفي ولاية ميزوري، قالت شرطة مدينة سانت لويس إن أربعة من رجال الشرطة أصيبوا بطلقات نارية خلال احتجاجات شهدتها المدينة. وأضافت الشرطة أنه تم نقلهم إلى المستشفى لكن إصاباتهم ليست خطيرة. وتأتي إجراءات حظر التجول والانتشار الأمني بمستويات لم تشهدها الولايات المتحدة منذ أعمال الشغب التي أعقبت اغتيال مارتن لوثر كينغ عام 1968، وانتشر الحرس الوطني في 23 ولاية وبالعاصمة واشنطن. واندلعت الاحتجاجات عقب انتشار مقاطع فيديو لمقتل جورج فلويد (46 عاما) عندما جثم شرطي بركبته على عنقه أثناء اعتقاله في 25 مايو/أيار الماضي بمدينة مينيابوليس في ولاية مينيسوتا.

وخلص تشريح ثان لجثة فلويد أجري بناء على طلب أسرته ونشر أمس الاثنين إلى أن وفاته ناجمة عن جريمة قتل، وهو ما يؤكد فحوى تقرير التشريح الأول الذي أجرته سلطات مقاطعة هينيبين بولاية مينيسوتا. وقال التقرير الجديد إن ثلاثة من رجال الشرطة مسؤولون عن مقتل فلويد.

وطالبت عائلة فلويد ومحاميه بتطبيق عقوبة القتل من الدرجة الأولى على ضابط الشرطة ديريك شوفين الذي جثم بركبته على رقبة فلويد، وإلقاء القبض على الضابطين الآخرين – اللذين ظهرا في التسجيلات وهما يجثوان على ظهر فلويد- بتهمة المشاركة في القتل. وألقت السلطات القبض على ديريك شوفين قبل أيام بتهمة ارتكاب جريمة قتل من الدرجة الثالثة والقتل غير العمد من الدرجة الثانية، ولم توجه اتهامات للضباط الآخرين الذين شاركوا في اعتقال فلويد.

ثلاثة أسئلة لفهم ما يحدث اليوم في أميركا

قدمت صحيفة لوفيغارو الفرنسية تقريرا يتضمن قراءة عامة في الوضع المتفجر الذي تشهده الولايات المتحدة الأميركية قبل خمسة أشهر من بدء الانتخابات الرئاسية، وفي خضم انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19). وبينت الصحيفة أنه منذ الثلاثاء الماضي تهز البلاد مظاهرات عنيفة تدين وحشية الشرطة والعنصرية في الولايات المتحدة، مما يذكر بالمظاهرات الكبرى والحاشدة التي شهدتها البلاد خلال حرب فيتنام ومن أجل الحقوق المدنية في ستينيات القرن الماضي. وعبر أسئلة ثلاثة هي: كيف بدأ كل شيء؟ وكيف ردت السلطات؟ وكيف يمكن أن ينتهي الأمر؟ شرحت الصحيفة الوضع.

كيف بدأ كل شيء؟

وقالت لوفيغارو إن الشرارة الأولى اشتعلت من مدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا في 25 مايو/أيار الماضي، بعد أن انتشر على شبكات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر وفاة جورج فلويد الأميركي الأسود البالغ 46 عاما والذي قضى اختناقا خلال توقيفه على يد شرطي أبيض. ولنحو تسع دقائق ضغط الشرطي ديريك شوفين بركبته على عنق فلويد الذي كان يردد "لا أستطيع التنفس"، في حين أصابت حالة من القلق المارة الذين شهدوا الحادث. وبينت لوفيغارو أن فلويد -الذي فقد حياته بعد وقت وجيز- أصبح على الفور الرمز الجديد الذي أشعل المظاهرات ضد عنف الشرطة المتكرر تجاه السود. وأشارت إلى أن الولايات المتحدة شهدت أحداثا مشابهة، منها قضية رودني كينغ في أوائل التسعينيات، وصولا إلى قضية أحمد آربري، وهو رجل أسود أعزل قتل برصاص ضابط شرطة سابق وابنه أثناء ركضه في الحي الذي يقطنه بولاية جورجيا. وذكرت أن هذه الاحتجاجات ساهمت في تعزيز حركة "#BlackLivesMatter" التي أنشئت في 2013. وبحسب الصحيفة، فإن شوفين الذي ضغط بركبته على عنق فلويد قد اتهم بالقتل غير العمد يوم الجمعة الماضي، لكن زملاءه الثلاثة الذين سمحوا له بذلك لا يزالون طلقاء. ولم يسهم طرد الشرطي أو التهمة التي يواجهها في تهدئة النفوس أو تخفيف حدة الاحتجاجات، بل اتسعت رقعة الاحتجاجات إلى 140 مدينة أميركية على الأقل. وعادة ما تبدأ المظاهرات بهدوء، لكن مع حلول المساء يتدهور الوضع الأمني وتحتد المواجهات مع الشرطة، وسط حالة من الفوضى وحرق للسيارات ونهب للمتاجر.

كيف ردت السلطات؟

وفي ردها على السؤال الثاني الذي يتعلق برد السلطات، قالت لوفيغارو إنه منذ أمس الاثنين فرضت أربعون مدينة على الأقل في الولايات المتحدة حظرا للتجول، بما في ذلك لوس أنجلوس وشيكاغو وأتلانتا، في حين طلبت 26 ولاية من بين 50 ولاية مساعدة من الحرس الوطني. من جانبهم، أعرب العديد من العمد والحكام في جميع أنحاء البلاد عن "تفهمهم" الغضب الذي عبر عنه المحتجون ضد ما يتعرض له السود من ظلم على مدى عقود، حتى أن بعض ضباط الشرطة ساروا إلى جانب المتظاهرين -خاصة في نيويورك- وركعوا على الأرض تضامنا مع الحركة. في المقابل، ندد العديد من هؤلاء المسؤولين -منهم رئيس بلدية نيويورك بيل دي بلاسيو- بما سماه وقوف "حفنة" من المتطرفين وراء أعمال العنف. من جانبها، قالت عمدة أتلانتا كيشا لانس بوتومز -وهي سوداء البشرة- إن أعمال العنف تجري لصرف الانتباه عن المشاكل التي يتعين حلها. أما رد فعل الرئيس الأميركي دونالد ترامب -الذي أعرب عن صدمته إزاء وفاة جورج فلويد واتصل بأسرته- فقد اعتبر ضعيفا من وجهة نظر الديمقراطيين، في حين يتهمه نشطاء بالتحريض على العنف.


كيف يمكن أن ينتهي الأمر؟

أما بخصوص سؤال: كيف يمكن أن ينتهي الأمر؟ -وهو السؤال الذي يطرحه الجميع- فتقول كانديس ماكوي أستاذة العدالة الجنائية والمتخصصة في تاريخ الاحتجاجات بجامعة نيويورك سيتي إن هذه الاحتجاجات "تهدأ عادة بعد ثلاثة إلى أربعة أيام". لكن الأمر لا يبدو كذلك، فالمناخ السياسي متوتر للغاية، وذلك قبل خمسة أشهر من انتخابات الرئاسة الأميركية، فضلا عن أن وحشية الشرطة ليست إلا جزءا ظاهرا من جبل جليدي يخفي تحته سياسة عدم المساواة الممنهجة. كما أن عدم المساواة تجسد بشكل أوضح خلال انتشار وباء كورونا المستجد وارتفاع عدد العاطلين عن العمل، وتأثيره بشكل مباشر على السود والأقليات الهيسبانية بشدة. وفي هذا الوضع المشتعل على أكثر من جانب يطالب العديد من المتظاهرين منذ الأسبوع الماضي باتهام الشرطي ديريك شوفين بالقتل العمد أو الاغتيال واتهام زملائه الثلاثة أيضا. لكن حتى لو فعلت السلطات ذلك فإن ماكوي ترى أن الأمر لن يكون كافيا لإخماد الحريق، فقد غذّت مقاطع الفيديو التي أظهرت وحشية الشرطة خلال المظاهرات هذه الاحتجاجات، مما جعل الدعوة إلى الهدوء التي أطلقها شقيق جورج فلويد غير مسموعة تقريبا. ومع ذلك، يأمل البعض -مثل الرئيس السابق باراك أوباما- أن يلهم هذا النشاط إصلاحات بعيدة المدى. وترى ماكوي أن حضور العديد من الشباب البيض في الاحتجاجات يعد "علامة على الأمل في العلاقات العرقية بالولايات المتحدة".

قضية فلويد.. نيويورك تايمز تفكك ما جرى قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة

نشرت صحيفة نيويورك تايمز تسجيلا مصورا أعادت فيه بناء وقائع مقتل المواطن الأميركي من أصل أفريقي جورج فلويد خلال توقيفه من قبل الشرطة في مدينة مينيابوليس لحظة بلحظة، وهي الحادثة التي فجرت احتجاجات في الولايات المتحدة وخارجها. واعتمدت الصحيفة على تسجيلات كاميرات المراقبة، وتسجيلات التقطها بعض المارة بهواتفهم المحمولة، فضلا عن وثائق رسمية. ويُظهر التسجيل قدوم عناصر الشرطة واعتقالهم فلويد إثر إشعار من محل تجاري يتهمه بشراء علبة سجائر بورقة مزورة من فئة 20 دولارا. قام عناصر الشرطة بتوقيف الرجل دون أن يقاومهم، ثم شدوا وثاقه وأخذوه إلى إحدى سياراتهم، ويبدو أنه رفض الصعود إلى السيارة. بعد ذلك، يظهر فلويد مُثبتا أرضا من قبل ثلاثة من عناصر الشرطة وهو يصرخ "لا أستطيع التنفس يا رجل"، وكان بعض المارة يحتجون على الأمر ويُحذرون من موته. وتُظهر لقطات لاحقة فلويد وقد غاب عن الوعي، ويبدو جسدا هامدا، ثم تنقله الشرطة إلى سيارة إسعاف.

وقد طالبت عائلة جورج فلويد ومحاموه بتطبيق عقوبة القتل من الدرجة الأولى على ضابط الشرطة ديريك شوفين الذي ظهر في التسجيلات وهو يضغط على رقبة فلويد، وإلقاء القبض على الضابطين الآخرين اللذين ظهرا وهما يجثوان على ظهره بتهمة المشاركة في القتل. وأكد محامي العائلة توني رمانوتشي في مؤتمر صحفي أن تشريح جثة فلويد أظهر أن سبب الوفاة كان الاختناق نتيجة الضغط على الرقبة والظهر. وقال "ليس ضغط الركبة على رقبة فلويد هو وحده الذي تسبب في وفاته، بل أيضا هناك وزن ضابطي الشرطة الآخريْن على ظهره.. هذا منع وصول الهواء إلى رئتيه. هذا يجعل من كل الضباط الذين وجدوا في المكان مسؤولين جنائيا ومدنيا".


كشف النواب الديمقراطيون في مجلس الشيوخ النقاب عن مشروع قرار يدين الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن تعاطيه مع الاحتجاجات المستمرة منذ أسبوع على مقتل مواطن أميركي من أصل أفريقي على يد الشرطة، فيما دخل حظر التجوال حيز التنفيذ في العاصمة واشنطن. وعزا الديمقراطيون مشروع القرار إلى إصدار ترامب أوامر إلى الضباط الفدراليين باستخدام الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي لتفريق المحتجين قبالة البيت الأبيض. ويؤكد المشروع -الذي يتوقع أن يعارضه الجمهوريون، ونشرت نصه شبكة سي إن إن الأميركية- أن المتظاهرين كانوا يحتجون سلميا في إطار الحقوق التي يكفلها الدستور للأميركيين. في المقابل اعتبر المشروع العنف والنهب أمران غير قانونيين وغير مقبولين ويتعارضان مع الغرض من الاحتجاجات السلمية. وقال مكتب زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر إنه سيقدم مشروع القرار إلى المجلس اليوم. وكان شومر قال عبر موقع تويتر إن ترامب أمر بإطلاق قنابل الغاز على المحتجين السلميين، ليتسنى له التقاط صورة ويظهر كرجل قوي. وأصدر شومر بيانا مشتركا مع رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي، قالا فيه إن الأمة الأميركية بحاجة إلى زعامة حقيقية في هذه الظروف الدقيقة، واتهما ترامب بمواصلة "تعميق الفرقة والانقسام والكراهية والعنف، في خطوة تتسم بالجبن والضعف والخطورة".

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,