صاعقات كوفيد-19.. ربما تنتشر قريبا مثل الهواتف الذكية
من المعروف منذ سنوات أن الأشعة فوق البنفسجية يمكنها تدمير المواد الوراثية داخل الفيروسات، ما يعوق قدرتها على البقاء على الأسطح. وأظهرت عدة دراسات أنه يمكن استخدامها ضد فيروسات كورونا أخرى مثل السارس. وبينما يصارع العلماء حول العالم لإنهاء وباء فيروس كورونا المستجد، والسعي وراء دليل على إمكانية الأشعة فوق البنفسجية على قتله، اقتربوا خطوة في عملية تصنيع أجهزة محمولة قادرة على قتل فيروس كورونا المستجد الذي أصاب حتى الآن ما لا يقل عن 6 ملايين شخصا حول العالم.
وربما تنتشر قريبا في الأسواق أجهزة محمولة تضئ بالأشعة فوق البنفسجية التي تقتل كوفيد-19، مثل الهواتف الذكية إذ نجح فريق بحثي من جامعة ولاية بنسلفانيا في التوصل إلى مواد يمكن أن تنبعث منها الأشعة فوق البنفسجية في جهاز مضغوط. وبحث فريق البحث من ولاية بنسلفانيا بالتعاون مع خبراء من جامعة مينيسوتا في مادة مكتشفة حديثا يطلق عليها نيوبات السترونتيوم. وبعد الحصول على بعض العينات من هذه المادة من اليابان، اختبرها فريق البحث كموصل شفاف للأشعة فوق البنفسجية ووجدوا أن أدائها كان مذهلا. وتستخدم الأشعة فوق البنفسجية بالفعل حاليا في تطهير المواصلات العامة والطائرات والمستشفيات للسيطرة على انتشار الجراثيم، لكن الأجهزة المستخدمة في ذلك ضخمة جدا ومكلفة. ولتقوم الأشعة فوق البنفسجية بمهمتها كاملة ينبغي أن تتعرض الأسطح الملوثة إلى جرعات مرتفعة جدا منها للتأكد من تدمير الفيروسات. ويقول الأستاذ المساعد في علوم المواد والفيزياء والكيمياء في جامعة ولاية بنسلفانيا، رومان إنجل هربرت: "ينبغي التأكد من انبعاث كمية كافية من الأشعة فوق البنفسجية لقتل جميع الفيروسات". وتجدر الإشارة إلى أن التعرض إلى كميات كبيرة من الأشعة فوق البنفسجية يشكل خطورة كبيرة على جلد الإنسان وعينه، وبالتالي فإن جدوى بيع هذه الأجهزة تجاريا ليست واضحة حاليا.
ولا تصل الأشعة فوق البنفسجية القصيرة إلى الأرض إذ يتم حجبها بواسطة الأوزون بينما تصل إلينا الأشعة فوق البنفسجية ذات الأطوال الموجية الطويلة نسبيا والأشعة فوق البنفسجية ذات الأطوال الموجية المتوسطة، وهي تلك الأشعة التي تعطينا سمرة الصيف. نظرا لذلك، يستخدم العلماء أشكال صناعية من الأشعة فوق البنفسجية القصيرة لتعقيم الطعام والماء والهواء. ويصف الباحثون النتيجة بالاكتشاف الخارق الذي يمكن أن يقدم حلا لتفكيك جزئيات كوفيد-19. ويأملون أن تكون الخطوة المقبلة هي دمج مادة نيوبات السترونتيوم في لمبات ليد بتكلفة منخفضة حتى يتم طرحها للبيع بعد ذلك. وتدعم إحدى الدراسات الحديثة في جامعة كولومبيا هذه النظرية إذ توصلت إلى أن الأشعة فوق البنفسجية يمكن أن تقتل أكثر من 95% من مسببات الأمراض ومنها الفيروس التاجي.