اكتشاف سر دوران صفيحة فيكتوريا بعكس الصفائح التكتونية في إفريقيا
تدور الصفيحة التكتونية الصغيرة التي تتشكل في قارة إفريقيا في الاتجاه المعاكس لجميع الصفائح الأخرى، فيما يزعم العلماء أنهم يعرفون السبب الكامن وراء ذلك الآن.
وهذه الصفيحة الصغيرة أو فرع الصدع، والمعروفة باسم صفيحة فيكتوريا، هي واحدة من عدة أقسام من نظام صدع شرق إفريقيا(EARS)، وهو حدود تكتونية لصفيحة تتشكل حديثا، حيث يتم تقسيم الصفيحة الإفريقية إلى قسمين. ووفقا لبيانات نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، تتحرك صفيحة فيكتوريا الصغيرة في دوران عكس اتجاه عقارب الساعة، أي عكس الصفائح الصغيرة الأخرى بالنسبة لإفريقيا، مثل روفوما، إلى الجنوب. واقترحت الفرضيات السابقة أن هذا الدوران مدفوع بتفاعل عمود الوشاح، التدفق الصاعد للصخور الساخنة داخل الوشاح الأرضي، مع فرع الصفيحة التكتونية الصغير ونظام الصدع. ولكن الآن، وجد باحثون من مركز الأبحاث الألماني لعلوم الأرض (GFZ) في بوتسدام، بقبادة آن غليروم، المصممة الجيوديناميكية في المركز، أدلة نشير إلى أن الحركة كانت مرتبطة بالغلاف الصخري، وهو الجزء الخارجي الصلب من الأرض، وليس عمود الوشاح. ووجدوا أن تكوينا معينا للأحزمة المتنقلة الأضعف ميكانيكيا للغلاف الجوي والمناطق الأقوى منه في نظام صدع شرق إفريقيا، شكّل اختلافات هي المحرك الأساسي وراء اتجاه الدوران. وأدت الاختلافات في قوة الغلاف الصخري إلى ظهور فروع متصدعة منحنية ومتداخلة تحت الحركة الممتدة للصفائح التكتونية الرئيسية، ما ينتج هذا الدوران المعاكس.
ونشرت النتائج التي توصلوا إليها في مجلة Nature Communications. واستخدم الفريق نماذج رقمية ثلاثية الأبعاد لنظام صدع شرق إفريقيا بأكمله، لحساب ديناميكيات الغلاف الصخري والغطاء العلوي في العشرة ملايين سنة الماضية. وهناك العديد من الصفائح الدقيقة والشظايا القارية على الأرض التي يُعتقد أنها تدور أو دارت سابقا. وتساعد آلية دوران الصفائح الدقيقة التي يحركها الغلاف الصخري المقترحة في الورقة الجديدة على تفسير هذه الدورات المرصودة وإعادة بناء حركات الصفائح التكتونية طوال تاريخ الأرض.