زوجة مكتشف كورونا وضحيته تضع مولودًا وتكتب رسالة مؤثرة
نشرت فو شيوية جية وهي زوجة الطبيب الصيني لي وينغ ليانغ أول من تحدث عن وجود مرض غامض في مدينة ووهان قبل أن يختبر العالم جائحة كورونا التي طالت الملايين، صورة لرضيعها المولود يوم الجمعة وذلك عبر دائرة الأصدقاء المقربين على تطبيق المحادثة الصيني الشهير "ويتشات". "فو" كتبت رسالة لزوجها الراحل تقول فيها: "أعرف أنك الآن في النعيم، هديتك الأخيرة التي تركتها لي قبل أن ترحل أبصرت النور اليوم.. سأحميها كما يجب"، حيث وضعت فو مولودا ذكرا يزن "3450 غراما في مستشفى مدينة ووهان التي شهدت تسجيل أول حالات إصابة بفيروس كورونا المستجد المسبب لمرض كوفيد-19 في الصين. وكان زوجها طبيب العيون لي ون ليانغ أول من أبلغ عن هذا المرض الجديد، وأول ضحاياه أيضا بين الطواقم الطبية، وعند وفاته في فبراير الماضي كانت فو حاملاً في شهرها الخامس وعزلت مع والد ووالدة لي ونغ ليانغ بعد تشخيصه بالمرض ووضعت تحت الملاحظة الطبية.
وسائل التواصل الاجتماعي تناقلت الخبر وانهالت تعليقات المباركة للمولود الجديد مع عبارات الدعم، مؤكدة الوقوف إلى جانب الزوجة في رحلة تربية صغيرها، لكن البعض طالب في الوقت عينه بأهمية احترام الحياة الخاصة لـفو وصغيرها وعدم إزعاجهما أو التطفّل عليهما، على خلفية الأزمة المحتدمة بين الصين والولايات المتحدة حول وباء كورونا ورمزية الطبيب لي في هذه المعركة. يذكر أنه قبل ولادتها بأسبوع ظهرت فو بشكل مفاجئ ودخلت على خط المعركة المحتدمة حول زوجها بين الصين والولايات المتحدة، حيث تعتزم أميركا تسمية قسم من الشوارع المؤدية إلى السفارة الصينية في الولايات المتحدة بـ “ميدان لي ون ليانغ”. وقالت فو شيو يانغ أرملة طبيب العيون عبر حسابها على منصة "ويبو" إنها علمت مؤخرا من الإنترنت عن مشروع قرار أميركي يقترح تسمية قسم من الشوارع المؤدية إلى السفارة الصينية في الولايات المتحدة باسم لي، مضيفة "من المحزن سماع هذا الخبر. لي كان مخلصا لوطنه ومات من أجله". كما أكدت أنه لو كان على قيد الحياة لما سمح لأي شخص باستخدامه لإيذاء وطنه بأي شكل. كما يذكر أن الطبيب الراحل كان أول من تحدث عن وجود مرض غامض في مدينة ووهان، حيث كان يعمل في مركز تفشي الفيروس في ديسمبر عندما لاحظ إصابة سبعة أشخاص بأعراض ظنها للوهلة الأولى فيروس "سارس"، وبعث برسالة في ديسمبر إلى زملائه العاملين في المجال الطبي، محذراً من فيروس غامض شبيه بـ"السارس".
لكن السلطات المحلية في المدينة الصينية أرغمته إثر ذلك، على توقيع مذكرة حكومية أدانته بنشر معلومات كاذبة، وبتصرفات غير قانونية، واعتقل لأيام نهاية ديسمبر الماضي. كما وجهت إليه تعليمات صارمة بـ"التوقف عن نشر تعليقات كاذبة"، وخضع للتحقيق في تهمة "بث شائعات". لكنه نشر لاحقاً على موقع "ويبو" قصته مع الفيروس الغامض ومعاناته من السعال في العاشر من يناير، قبل أن يصاب بالحمى وينقل إلى المستشفى، حيث شخص بالإصابة بكورونا في الـ30 من يناير/كانون الثاني. وانتشرت صور الطبيب وهو جاحظ العينين، ويضع كمامة على أنفه وفمه، وسرعان ما أودى به المرض الغامض في 7 فبراير الماضي، لينتشر الوباء الذي حذر منه ويدخل العالم في أكبر حالة طوارئ في التاريخ الحديث، ويجبر أكثر من نصف سكان العالم على المكوث تحت ظل الحجر الصحي لأشهر. وأحدثت وفاة لي صدمة كبيرة آنذاك وتفاعلت مواقع التواصل الاجتماعي في الصين مع وفاته، وتسابق رواد الإنترنت في تقديم التعازي لأسرته التي وقعت فريسة هي الأخرى لهذا المرض. كما نشر مغردون ورودا وشموعا وأغاني حزينة، وتحول ليانغ إلى رمز وطني وبطل حاول إنقاذ الأمة لكن صرخته النبيلة قوبلت بتكميم فمه.. ولاحقا استدركت السلطات الصينية فداحة تعاملها مع شخص أوعز إليه ضميره المهني بالتحذير من "خطر محدق"، وقالت هيئة مكافحة الفساد في الصين إنها ستفتح تحقيقاً في عدد من القضايا من بينها "قضية الطبيب وين ليانغ". وفي خطوة تشبه الاعتذار الخجول أقرت المحكمة العليا في الصين بأن "المبلغين" عن المرض عوملوا بطريقة غير لائقة. وقررت هيئة الموارد البشرية والضمان الاجتماعي بمدينة ووهان منح عائلة لي تعويضا ماليا قدره 820 ألف يوان صيني (ما يعادل 117 ألف دولار أميركي) .