حرب التجارة الإلكترونية.. خطوة مباغتة من جوجل لمحاصرة أمازون
في محاولة جديدة لتحدي سيطرة شركة أمازون على سوق التجارة الإلكترونية، قررت جوجل إلغاء العمولة التي تحصل عليها من تجار التجزئة مقابل تسجيل بضائعهم على منصة التجارة الإلكترونية الخاصة بالشركة. كانت شركة خدمات الإنترنت الأمريكية العملاقة جوجل تفرض عمولة على الشركات مقابل تسجيل بضائعهم على تطبيق "باي ويز جوجل" للتسوق الإلكتروني، حيث يتيح للمشترين شراء البضائع عبر موقع جوجل بدلا من إرسالهم إلى متجر إلكتروني خارجي.
وكانت نسبة العمولة التي تحصل عليها جوجل تتراوح بين 10 و15% من قيمة المبيعات مقارنة بأسعار أمازون. وبدأ المشروع التجريبي للتسوق الإلكتروني لجوجل في الولايات المتحدة قبل توسيعه دوليا . وأشار موقع سي نت دوت كوم المتخصص في موضوعات التكنولوجيا إلى الهدف الظاهر لخطوة جوجل هو تعزيز خدمة التسوق الإلكتروني الخاصة بها من خلال جذب البائعين إلى تسجيل بضائعهم على منصة باي ويز جوجل وغيرها من المنصات الأخرى بدلا من هروبهم من جوجل بسبب الرسوم الإضافية التي يتم فرضها عليهم. وقال بيل ريدي رئيس قطاع التجارة في جوجل إن إلغاء العمولة يعني إزالة عقبة رئيسية أمام انضمام التجار إلى منصة التسوق لأنه يلغي تكرار العمولة "الآن يمكنهم الانضمام إلى المنصة بسهولة". في الوقت نفسه سوف يستفيد المستهلكون من هذه الخطوة من خلال زيادة عدد السلع والمنتجات المعروضة والتي يمكنهم رؤيتها أثناء البحث على جوجل. وفي هذه الحالة يمكن لشركة جوجل محاولة إقناع البائعين بنشر إعلانات مدفوعة الثمن على منصة جوجل. وتأتي الخطوة ضمن منافسة شرسة بين عمالقة التكنولوجيا للاستحواذ على النصيب الأكبر من كعكة التجارة الإلكترونية، والذي كان ضمن قائمة القطاعات القليلة التي نمت وازدهرت خلال تفشي الجائحة. بحسب إحصاءات بيزنس إنسايدر، تستعد سوق التجارة الإلكترونية لتحقيق قفزة قوية في حجم التعاملات على الصعيد العالمي حتى تصل إلى 5.8 تريليون دولار بحلول عام 2024 مقابل 3.1 تريليون دولار في 2018. وفي سياق متصل، أعلنت جوجل مؤخرا عن محادثات لاستثمار أربعة مليارات دولار مقابل حصة في الوحدة الرقمية التابعة لشركة ريلاينس إندستريز الهندية العملاقة، المشروع التكنولوجي للملياردير الهندي موكيش أمباني، وفقا لما نقلته بلومبرج عن مصادر مطلعة. وأعلنت جوجل التابعة لألفابت في وقت سابق من الشهر الجاري، أنها ستنفق نحو 10 مليارات دولار في الهند في غضون الخمسة أو السبعة أعوام المقبلة عن طريق استثمارات في رأس المال وعمليات شراكة في أكبر التزام لها في سوق مهمة للنمو. وتأتي صفقة جوجل المرتقبة ضمن سعيها للانضمام إلى شركة فيسبوك المنافسة، في ملاحقة النمو في سوق الإنترنت والتجارة الإلكترونية الواعد. ومنذ أبريل/نيسان الماضي، توجه العديد من شركات التكنولوجيا الأمريكية تركيزها على السوق الهندي، حيث أعلنت شركة فيسبوك عن استثمار بقيمة 5.7 مليار دولار في منصات ريلاينس جيو لرقمنة أكثر من 60 مليون شركة صغيرة. وفي يناير/كانون الثاني الماضي، أعلن جيف بيزوس رئيس شركة أمازون عن استثمار مليار دولار إضافية في الهند، ليبلغ إجمالي استثمارات أمازون في البلاد 6.5 مليار دولار. ومطلع العام الجاري، تمكنت "ألفابت" من الانضمام لنادي "التريليون دولار"، لتصبح رابع عضو في التصنيف الذي يجمع الشركات العالمية التي تتجاوز قيمتها السوقية 1000 مليار دولار.