سيريا ستار تايمز - وكالة إخبارية عالمية


ضربات لأردوغان.. استغلال آيا صوفيا للتستر على أزمات تركيا‎.. ألمانيا تمول أنشطة حركة غولن ..دعوى قضائية ضده تتهمه بـ العنصرية


اتهم علي باباجان نائب رئيس الوزراء التركي سابقا، الرئيس رجب طيب أردوغان بمحاولة التستر على الأزمات الكبيرة بالبلاد بتحويل متحف "آيا صوفيا" إلى مسجد. وقال باباجان، الذي يترأس حزب الديمقراطية والتقدم التركي المعارض، إن "السياسة في تركيا تقوم على آلية دعاية إعلامية قوية فقط، وتعيش في عالم افتراضي لا يلامس الواقع"، بحسب صحيفة سوزجو المعارضة. ووسط عزوف من حلفائه بالخارج، ومعارضيه بالداخل، افتتح أردوغان مسجد "آيا صوفيا" للعبادة، حيث أدّى المصلون فيه صلاة الجمعة الماضية، لأول مرة منذ 86 عاماً.

باباجان أضاف: "لقد أعددنا في وقت سابق – عندما كان وزيرا للاقتصاد- نظاما رصينا قويا بحيث تتحمل هذه الأيام الصعبة للغاية". وتابع: "إن كان الاقتصاد التركي لم يتعرض لانهيار كامل فبفضل ما أنجزناه سابقًا. فقد تركنا لهم هيكلًا اقتصاديا سليمًا رصينًا. وهم الآن ينعمون في ميراث النظام الاقتصادي".

وأفاد باباجان بأن السلطة السياسية الحاكمة في تركيا "تقدم نظريات المؤامرة للرأي العام على أنها المسؤولة عن الأزمة الاقتصادية وأن القوى العالمية تنفذ دومًا عمليات ضد البلاد". ومضى في حديثه: "أكبر عملية يتعرض لها النظام الاقتصادي في تركيا هي السياسات غير الواقعية وغير العقلانية.. الإدارة السيئة هي أكبر عملية تواجه اقتصادنا". نائب رئيس الوزراء التركي سابقا اعتبر أن "الأزمة في بلاده لا تقتصر على ما يعانيه الاقتصاد فحسب، وإنما أزمة في الشفافية في المناقصات والمزادات، كما تراجعت الثقة بشكل كبير بسبب الضغط الذي تمارسه السلطة التنفيذية على جميع القطاعات والمجالات". واختتم حديثه بالتأكيد على أنه نتيجة لتلك الممارسات فقد البنك المركزي جزءا كبيرا من الاحتياطي الأجنبي، ووصلت معدلات البطالة إلى مستويات غير مسبوقة.

دعوى قضائية ضد أردوغان.. وداود أوغلو يتهمه بـ"العنصرية"‎

أقامت وكيلة حزب "التحرير الشعبي" التركي المعارض، عن إسطنبول، المحامية بينار أكبينا، اليوم ، دعوى قضائية ضد الرئيس رجب طيب أردوغان بتهمة “المساس والتهجم على مؤسس الجمهورية مصطفى كمال أتاتورك”. جاءت الدعوى على خلفية تصريحات لأردوغان بعد القرار القضائي الصادر في 10 يوليو/تموز الجاري، والخاص بتحويل "آيا صوفيا" من متحف لمسجد وافتتاحه للعبادة، حيث قال حينها إن القرار اتخذ خلال فترة الحزب الواحد (في إشارة لحزب الشعب الجمهوري بزعامة أتاتورك)، ولم يكن خيانة للتاريخ فحسب بل أيضا ضد القانون". وذكرت المحامية في نص الدعوى التي تقدمت بها المحامية أن "تصريحات أردوغان التي قال فيها، إن القرار الذي اتخذ خلال فترة الحزب الواحد لم يكن خيانة للتاريخ فحسب، بل أيضا ضد القانون، تستهدف شخص كل من الرئيس أتاتورك ورئيس الوزراء السابق عصمت إينونو".
وأضافت قائلة "وهذا يمثل انتهاكا للقانون رقم 5816 والمادة 257 من القانون التركي، والذي يعطي الحصانة بعدم المساس أو التهجم على أتاتورك لفظيا”. وقالت أكبينا، في تصريح صحفي، من أمام مقر المحكمة العدلية بمنطقة "تشاغلايان" التي قدمت إليها الدعوى بإسطنبول، "لقد تمت إهانة أتاتورك ورفقائه بشكل واضح، وهذا قرار غير قانوني ولا أساس له على الإطلاق، وسنعمل كل جهدنا على حماية إرث أتاتورك، لهذا تقدمنا بهذه الشكوى". يأتي هذا التحرك القضائي بعد تحرك مماثل قام به عضوان بحزب الشعوب الديمقراطي، أكبر أحزاب المعارضة التركية، ضد علي أرباش، رئيس الشؤون الدينية؛ لقيامه بالهجوم على أتاتورك في خطبة الجمعة من "آيا صوفيا"، كما أن اتحاد المحامين الأتراك طالبه بالاستقالة.

داود أوغلو يتهم أردوغان بالعنصرية

في سياق متصل اتهم أحمد داود أوغلو، رئيس حزب "المستقبل" التركي المعارض، الرئيس أردوغان، بـ"نقل العنصرية التي يمارسه في كافة مناحي الحياة، إلى الأمور الدينية، بعدما قرر من يحق له حضور حفل افتتاح آيا صوفيا للعبادة من عدمه". جاء ذلك في تصريحات أدلى بها، داود أوغلو، الرئيس السابق لحزب العدالة والتنمية، الحاكم قبل انشقاقه عنه قبل أشهر، خلال مشاركته في إحدى فعاليات حزبه بولاية باطمان، ذات الأغلبية الكردية، جنوب شرقي البلاد، بحسب ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة "جمهورييت" المعارضة. وقال داود أوغلو في تصريحاته "لقد نقلوا العنصرية والتمييز إلى افتتاح المسجد، وصل بهم الحد لدرجة أنهم يقررون من يدخل بيت الله، ومن لا يدخل، لا أقول هذا لتعذر مشاركتنا في الحفل، وإنما أقوله حزنًا على المستوى الذي وصل إليه هؤلاء". وأضاف قائلا "لقد نقلوا العنصرية التي يمارسونها في كافة مناحي الحياة إلى ساحات المساجد، وهذا موقف يدعو للحزن والأسف الشديدين". ووسط عزوف من حلفائه بالخارج، ومعارضيه بالداخل، افتتح أردوغان، مسجد "آيا صوفيا" للعبادة، حيث أدّى المصلون فيه صلاة جمعة أمس. وتعتبر هذه أول صلاة بعد 86 عامًا كان فيها متحفًا منذ العام 1934 حينما حولته الحكومة آنذاك من مسجد إلى متحف. وبحسب ما ذكرته العديد من وسائل الإعلام التركية، ألقى الخطبة، علي أرباش، حيث صعد المنبر ممسكًا بسيف، السلطان محمد الفاتح، وأم المصلين في الصلاة. ودعا أردوغان بعض رؤساء الدول للمشاركة في افتتاح "آيا صوفيا"، أبرزهم أمير قطر تميم بن حمد، ورئيس حكومة الوفاق الليبية، المنتهية ولايتها، فايز السراج، ورئيسا البوسنة وأذربيجان، بالإضافة لعدد من رؤساء الدول الأفريقية. بينما أرسل رئيس الشؤون الدينية، علي إرباش، الدعوة إلى 500 شخصية تركية عامة. ورغم ذلك لم يحضر أي من حلفاء أردوغان بالخارج، سواء أمير قطر أو السراج، أو حتى الرؤساء الآخرين الذين وجهت لهم الدعوة، كما أن قادة المعارضة بالداخل عزفوا عن القدوم. ويوم 10 يوليو/تموز الجاري، أصدرت المحكمة الإدارية العليا قرارًا تم بموجبه تحويل وضعية "آيا صوفيا" من متحف إلى مسجد، وفتحه للعبادة. كما ألغت في ذات الوقت قرار مجلس الوزراء الصادر عام 1934، والذي قضى بتحويل المكان من مسجد إلى متحف.

الدعوة لعدم إقصاء الأكراد

وفي شأن آخر طالب داود أوغلو بالابتعاد عن كافة السياسة التي من شأنها إقصاء الأكراد من المجتمع، مشيرًا في هذا الصدد إلى "ضرورة استخدام بلغتهم الأم(الكردية) في المدارس والجامعات". وأشار إلى أن "استخدام اللغة الأم وفي التعليم والحياة الاجتماعية، أمر من شأنه تعزيز التضامن والسلام المجتمعي، وليس العكس، لكن على ما يبدو هناك من ينزعجون من الكردية كلغة خاصة بهذه المجتمعات". وتابع قائلا "وبالتأكيد لن نكون جميعًا في راحة وطمأنينة في دولة لا يشعر فيها أخوتنا الأكراد بنفس الشيء، فعلينا جميعًا أن ننهي الآلام التي وقعت بالماضي(ضد الأكراد)، وننساها". وشدد على "ضرورة ألا تستمر تركيا كدولة تتواصل فيها شكاوى المواطنين من الحصول على حقوقهم وحرياتهم الأساسية"

ضربة لأردوغان.. ألمانيا تمول أنشطة حركة غولن

في ضربة قوية للنظام التركي، تدعم وكالات حكومية ألمانية منظمات وأنشطة تتبع حركة الداعية فتح الله غولن؛ عدو رجب طيب أردوغان اللدود، بهدف استمالة شباب الجالية التركية.

وفي منطقة المشاة بمدينة إيسن غربي ألمانيا، كان الناس يملأون الشوارع بعد تراجع فيروس "كورونا" المستجد، في وقت وقفت فيه أربع سيدات في منصة معلومات لمؤسسة تعليم وتدريب بلا حدود (EBG)، التابعة لحركة غولن. ونشطت السيدات الأربع في منح المعلومات للمارة حول أنشطة ومشاريع المؤسسة التي يعملون بها، وخاصة مشروع "الشباب الاجتماعي النشط" (Jusa)، الذي يهدف لتدريب الشباب. ونقلت صحيفة ذود دويتشه تسايتونغ الألمانية (خاصة)، عن إحدى السيدات، التي فضلت عدم ذكر اسمها، قولها في وقت سابق هذا الشهر: "نحن جزء من مدينة إيسن.. نحن ننقل التعليم والقيم الديمقراطية لشبابنا"، وأقرت بتبعية المؤسسة لحركة غولن. وبين عامي 2017 و2019، تلقى مشروع "الشباب الاجتماعي النشط" (Jusa)، دعما ماليا يقدر بـ180 ألف يورو، من البرنامج الفيدرالي "الديمقراطية الحية"، وفق ما أعلنته وزارة شؤون الأسرة الألمانية لـ"زود دويتشه" تسايتونغ. وقالت وزارة الأسرة، في إفادة للصحيفة ذاتها، إن برنامج "الشباب الاجتماعي النشط" يهدف إلى "توعية الشباب بالاتجاهات الإسلامية المختلفة". أما برنامج "الديمقراطية الحية" التابع لوزارة الأسرة الألمانية، فهو برنامج فريد من نوعه في أوروبا ويهدف بالأساس إلى زرع قيم الحرية وسيادة القانون في نفوس الشباب، وحمايتهم من التنظيمات المناهضة الديمقراطية. ومنذ 2015، أنفقت وزارة الأسرة 431 مليون يورو على برنامج "الديمقراطية الحية" الذي دعم مشاريع تهدف أيضا لمنع التطرف الديني بين الشباب المسلم في ألمانيا. وعلى نقيض تقديم الحكومة الألمانية دعم لمشروع "الشباب الاجتماعي النشط" التابع لمؤسسة تابعة لجولن، تصنف برلين منظمات خاضعة للنظام التركي مثل ديتيب وميللي جورش والذئاب الرمادية، على أنها "مناهضة للديمقراطية". ووقفت برامج التمويل لـ"دتيب"، أكبر ذراع لأردوغان في الأراضي الألمانية، منذ سنوات، بسبب توجهاتها المتطرفة وتجسسها على المعارضين الأتراك. ووفق "ذود دويتشه" تسايتونغ، فإن حركة الداعية جولن معروفة في ألمانيا، وتملك شبكة من المؤسسات التي لاقت انتشار واسعا منذ محاولة الانقلاب المزعومة في تركيا في صيف 2016، والتي ألقى فيها أردوغان باللوم على جولن. ومنذ هذا التاريخ، ترك الآلاف من أتباع جولن، تركيا باتجاه ألمانيا، حيث قدم 5 آلاف تركي طلب لجوء في برلين في 2019 وحدها. الصحيفة ذاتها قالت إن وزارة الأسرة الألمانية على علم تبعية مؤسسة تعليم وتدريب بلا حدود (EBG) لحركة جولن، كما أن هيئة حماية الدستور "الاستخبارات الداخلية" لا تصنف هذه المنظمة ضمن التنظيمات المناهضة للديمقراطية، ولا تخضعها للرقابة. وإجمالا، تلقت مؤسسة تعليم وتدريب بلا حدود تمويلات تبلغ 849 ألف يورو من الوكالات الحكومية والولايات الألمانية في 2019 و2020. وبالإضافة إلى تمويل وزارة الأسرة لمشروع "جوسا"، حصلت مؤسسة "تعليم وتدريب بلا حدود" على تمويلات لمشاريع أخرى في 2019 و2020؛ إذ تلقت 560 ألف يورو من ولاية هيسن (وسط) لدعم مشروع مراكز الرعاية النهارية للأطفال، التابعة للمؤسسة. كما حصلت المؤسسة ذاتها على تمويل يبلغ 145 ألف يورو من ولاية راينلاند بفالتس (جنوب غرب) لدعم المشاريع الفنية وتدريب الشباب. وفي إفادة لـ"ذود دويتشه تسايتونغ"، قالت حكومة ولاية هيسن إنها "على علم بتبعية مؤسسة تعليم وتدريب بلا حدود التي تمنحها تمويلا ماليا كبيرا، لحركة جولن". وتعتبر مؤسسة تعليم وتدريب بلا حدود ومنظمة المجتمع المدني الملتزم، أهم منظمتين في شبكة غولن في ألمانيا. كما تضم الشبكة مراكز رعاية نهارية ومدارس ومساجد ومراكز ثقافية. ووفق مراقبين، فإن تمويل الأجهزة الحكومية الألمانية لمشاريع وأنشطة تتبع حركة جولن يعتبر ضربة قوية لأردوغان الذي ينفق الكثير من الأموال من أجل ضمان سيطرة منظماته، وخاصة ديتيب وميللي جورش، على الجالية التركية في ألمانيا. ويهدف دعم الحكومة الألمانية لحركة غولن إلى موازنة نفوذ التنظيمات التابعة للنظام التركي بين الجالية، وإبعاد الشباب عن التوجهات المناهضة للديمقراطية التي تتبناها أذرع أردوغان.

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,