سيريا ستار تايمز - وكالة إخبارية عالمية


مظاهرة قرب منزل نتنياهو وتحذيرات من حرب أهلية في إسرائيل والاعتداء على المتظاهرين دق ناقوس الخطر


احتج أكثر من ألف شخص خارج مقر إقامة بنيامين نتنياهو، في القدس، في حين كانت مظاهرة مضادة تتكون من عشرات من أنصار اليمين المتطرف المؤيدين لرئيس الحكومة الإسرائيلية، على بعد حوالي كيلومتر واحد. وقالت الشرطة الإسرائيلية إنها اعتقلت 16 شخصًا، نصفهم من المسيرة اليمينية الصغيرة، التي نظمتها مجموعة تعرف باسم "لا فاميليا، وهي منظمة مؤيدة للحكومة مُرتبطة بنادي بيتار القدس لكرة القدم. وينظر إليها على نطاق واسع على أنها عنصرية بسبب معاداتها العرب. وفي تدوينة عبر فيسبوك نُشرت في وقت سابق من الأسبوع، أوضحت "لا فاميليا" نواياها من خلال استهداف الاحتجاجات المناهضة لنتنياهو التي اكتسبت زخمًا في إسرائيل خلال الأسابيع الأخيرة. وقالت المنظمة إنها لا تنوي تجاهل انتقادات حفنة من "اليساريين الحمقى"، مُضيفة: "يواصل كارهي إسرائيل إظهار الكراهية تجاه كل رمز يهودي وإلحاق الضرر بأي فكرة يهودية هناك. لم نحلم قط أن يحدث هذا في دولة إسرائيل.. لا ننوي أن نجلس مكتوفي الأيدي.. قواعد اللعبة تتغير من الآن فصاعدًا". وقالت ثلاث وسائل إعلام إسرائيلية منفصلة إن صحافييها الذين كانوا يغطون المظاهرة المضادة اليمينية قد تعرضوا للهجوم. وعرضت القناة 13 الرسمية مقطع فيديو تم فيه دفع أحد مصوريها إلى الأرض. وتأتي الاضطرابات بعد يومين من مشاهدة مهاجمين يمينيين متطرفين مشتبه بهم مرتبطون بنادي كرة قدم آخر (مكابي تل أبيب)، يستخدمون الزجاجات والكراسي لضرب المحتجين خارج منزل وزير الأمن العام في تل أبيب وحليف نتنياهو، أمير أوهانا. وقال منظمو الاحتجاجات إن خمسة أشخاص نقلوا إلى المستشفى، من بينهم اثنان مصابان بطعنات في ظهورهما. ودفعت أعمال العنف، التي وقعت يوم الثلاثاء، الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، إلى إصدار تحذير خطير من احتمال القتل وحتى الاغتيال إذا استمرت الاشتباكات بين أنصار نتنياهو والمتظاهرين المطالبين باستقالته. وقال ريفلين، في بيان: "أريد أن أقول بوضوح، بالنظر إلى التطورات العنيفة التي حدثت في اليوم الأخير: مقتل متظاهر يذهب للاحتجاج في دولة إسرائيل، أو قتل رئيس وزراء إسرائيلي، ليس سيناريوهات وهمية"، في إشارة إلى اغتيال رئيس الوزراء اسحق رابين في 1995، وحادث يعود إلى 1983 شهد مقتل ناشط سلام بقنبلة يدوية ألقيت على مجموعة من المتظاهرين. وقدرت قنوات التلفزيون الإسرائيلية أن 1500 شخص تجمعوا خارج مقر إقامة نتنياهو مُطالبين رئيس الوزراء بالاستقالة بسبب اتهامات الفساد التي يواجهها، وطريقة تعامله مع وباء كورونا، بعد تصاعده مُجددًا.


وزير الأمن الإسرائيلي الأسبق أفيغدور ليبرمان، يشدد على أنّه "يجب أن نفعل كل شيء لمنع حصول حرب أهليّة"، في وقت يشهد فيه شارع "بلفور" قرب منزل بنيامين نتنياهو توتراً عالياً قبيل المظاهرة المخطط لها.

أكدت القناة "12" الإسرائيليّة، وجود توتر عالٍ قبيل المظاهرة التي يُخطط لها قرب منزل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في شارع "بلفور" في "تل أبيب". القائم بأعمال قائد الشرطة الإسرائيلي موتي كوهين، أشار اليوم إلى أنّه "سيُسمح لكل مواطن بحق التعبير ضمن حدود القانون"، مبرزاً أنّ "غالبية المتظاهرين يحتجون وفق القانون، وكشرطة علينا ضمان صيانة هذا الحق". في سياق متصل، اعتبر وزير الأمن الإسرائيلي السابق ورئيس حزب "إسرائيل بيتنا"، أفيغدور ليبرمان، أنّه "يجب أن نفعل كل شيء لمنع حصول حرب أهليّة". ليبرمان وفي تغريدة له على "تويتر" اليوم ، قال إنّ "الاحتجاج هو حق مكتسب لكل إنسان في كل مجتمع ديمقراطي". وأضاف ليبرمان: "تحديداً الآن في ذكرى 9 آب/أغسطس من هذا العام، أتوجه للجميع وإلى كل المتظاهرين مع وضد، وإلى كل الذين يتفقون أو لا يتفقون بالرأي، تعالوا نحترم بعضنا البعض. ممنوع أن نشد الحبل أكثر من اللازم". ليبرمان تحدث أيضاً عن أنّه "لقد رأينا للأسف احتكاكات وعنف واتهامات متبادلة. يجب أن نفعل كل شيء من أجل منع حرب أهليّة. تعالوا نحترم أحدنا الآخر، تعالوا نسمح بالتعبير بشكل حر لكل واحد، من دون خوف ومن دون عنف ومن دون اتهامات". في الوقت نفسه، أشارت وسائل إعلام إسرائيلية، إلى أنّ التظاهرات ضد نتنياهو "انتقلت إلى الخارج، حيث انضمّ إسرائيليّون يسكنون في الولايات المتحدة وأوروبا إلى المتظاهرين في إسرائيل". "القناة 12" الإسرائيليّة، تحدثت عن أنّه يوجد اليوم "تشابه كبير بين ما يحصل من صراعات ونزاعات داخلية، وبين ما حصل في التاريخ اليهودي من انقسامات ونزاعات واحتلالهم من قبل بابل وتيتوس". من الجدير بالذكر أنّ اليهود يحتفون يوم 9 آب/أغسطس من كل عام، بما يسمّى "ذكرى سقوط أورشليم وهدم هيكلي سليمان الأول والثاني على يد البابليين والرومان". وكان وزير الأمن ورئيس حزب "أزرق أبيض" بني غانتس، تطرق اليوم إلى موضوع العنف بحق المتظاهرين، وقال إنّ "العنف الذي نشهده، هو أمر يقلقني، وهو يرمز بنظري إلى منحدر زلق يمكن أن يوصلنا إلى حرب أهليّة". في سياق متصل، قال زعيم المعارضة يائير لابيد، إن "تحريض نتنياهو أدّى إلى قيام أشخاص يُشتبه بأنهم أعضاء في جماعات يمين متطرف بالاعتداء على متظاهرين خلال تظاهرة في تل أبيب". يذكر أنّ الأراضي المحتلة تشهد منذ فترة مظاهرات ضد رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على خلفية الأزمة الإقتصادية وفشل الاستجابة لتفشي فيروس كورونا (كوفيد-19). المظاهرات التي نُظّم العديد منها أمام منزل نتنياهو، تخللها عنف ضد المتظاهرين، حيث رأى الرئيس الإسرائيلي رؤوفين رفلين أمس الأربعاء، أن "قتل متظاهر خرج للاحتجاج في إسرائيل، وقتل رئيس حكومة فيها، ليست سيناريوهات وهميّة". وتعليقاً على أحداث العنف الأخيرة، قال رفلين: "الويل لنا إذا تدهورنا إلى مثل هذا الواقع مجدداً، الويل لديمقراطيتنا إذا مسّ أخ بأخيه".

على وقع فشل الحكومة الإسرائيلية في معالجة جائحة كورونا وما نتج عنها من أزمات اقتصادية واجتماعية حادة، تتواصل التظاهرات المنددة بسياسات الحكومة أمام منزل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن الداخلي أمير أوحانا. وتحولت التظاهرات إلى ساحة عنف هوجم فيها المتظاهرون بوحشية من قبل جهات يمينة متطرفة وسط ذهول من الحياد الذي اتبعته الشرطة الإسرائيلية وعدم الدفاع عنهم إلا بعد مرور ساعات من الاعتداء عليها.


سيريا ستار تايمز - syriastartimes,