سيريا ستار تايمز - وكالة إخبارية عالمية


هل لدى بعض الأشخاص حماية ضد فيروس كورونا المستجد؟


مع مرور سبعة أشهر في ظل فيروس كورونا المستجد الذي غير حياة العديد من الأشخاص بالعالم، تعلم المجتمع العلمي الكثير عن فيروس "SARS-CoV-2" ومرض "كوفيد 19" الذي يُسببه. ولكن، لا تزال هناك الكثير من الأشياء التي لا نعرفها. ومن إحدى الألغاز عن هذا الفيروس هو: لماذا يُصاب بعض الأشخاص بالمرض الشديد ويموتون بسبب مرضهم، بينما لا يُظهر آخرون أي أعراض، وقد لا يدرك البعض حتى أن لديهم إصابة على الإطلاق؟ ولذلك، هل يتمتع بعض الأشخاص بنوع من الحماية من الفيروس؟ وأوضح مقال ملخص نُشر مؤخراً في مجلة "Nature Reviews Immunology" احتمالية محيرة، وهي: يبدو أن نسبة كبيرة من السكان يتمتعون بخلايا مناعية قادرة على التعرف على أجزاء من فيروس "SARS-CoV-2"، وقد يعطيهم هذا الأمر أسبقية في محاربة العدوى. وبعبارة أخرى، قد يتمتع بعض الأشخاص بدرجة غير معروفة من الحماية. وقال المؤلف المشارك للورقة من مركز الأمراض المعدية وبحوث اللقاحات في معهد "لا جولا" لعلم المناعة، أليساندرو ست: "ما وجدناه هو أن الأشخاص الذين لم يتعرضوا لـSARS-CoV-2 قط.. تمتع حوالي نصفهم ببعض التفاعل من الخلايا التائية". درس في علم المناعة ووجدت بعض الدراسات الحديثة أن الأجسام المضادة لهذا الفيروس بالتحديد يمكن أن تتلاشى بسرعة، خاصةً لدى الأشخاص الذين عانوا من حالة خفيفة من "كوفيد-19". ولحسن الحظ، لا تُعد الأجسام المضادة السلاح الوحيد الذي يستخدمه نظام المناعة التكيفي لدينا لمحاربة العدوى، إذ أنه يتضمن الخلايا التائية أيضاً. ويُنتج الجسم هذه الخلايا بعد حدوث عدوى من أجل المساعدة في حال مواجهة مسبب المرض ذاته في المستقبل. اكتُشف بالصدفة واكتشف ست والشريك المؤلف له، شين كروتي، تلك الخلايا التائية بالصدفة من خلال عينات دم تم جمعها من أشخاص قبل عدة أعوام من بدء هذه الجائحة. وكانوا يجرون تجارب على عينات دم تتعافى من "كوفيد-19". وبما أنهم احتاجوا إلى "تحكم سلبي" للمقارنة، اختار الاثنان عينات دم من أشخاص أصحاء تم جمعها في سان دييغو بين عامي 2015 و2018. وقال ست: "اتضح أن التحكم السلبي لم يكن سلبياً للغاية: كان لدى نصف الأشخاص تقريباً رد فعل". ويُظهر الأمر وجود تفاعل من الخلايا التائية الخاصة بأشخاص لم يعانوا من هذا الفيروس قط. ونُشرت الورقة في نهاية يونيو/حزيران في مجلة "Cell". صديق أم عدو؟ وتبقى هناك العديد من الأسئلة، ومنها: هل تعرّف الخلايا التائية على أجزاء من فيروس "SARS-CoV-2" أمر جيد أم مؤذي؟ وقال الدكتور أرتورو كاساديفال، الذي يترأس قسم علم الأحياء الدقيقة الجزيئية والمناعة في كلية "جونز هوبكنز" للصحة العامة: "لأن كل هذه الفيروسات التاجية مرتبطة ببعضها البعض، بما أننا نصادف واحدة منها كل عام، فليس من المستغرب أننا نتمتع بخلايا تائية تتفاعل معها". ولكنه يتسائل عما إذا كان الأمر إيجابياً أم سلبياً أيضاً. وقبل عدة أشهر، استكشف كاساديفال السبب وراء مرض بعض الأشخاص، وعدم معاناة آخرين من المرض في مقال رأي شارك في كتابته لموقع "Bloomberg.com"، ويُعد التاريخ المناعي من المتغيرات التي تحدد ذلك، بحسب ما ذكره. وشرح كاساديفال: "من إحدى الأشياء التي نعلمها عن هذا المرض هو أن ما يقتلك هو استجابة مناعية مفرطة في الرئة". ولذلك، عند تفاعل الخلايا التائية لدى بعض الأفراد، "قد يساعد ذلك بعض الأشخاص، ويمكنه أن يكون مؤذياً لدى الآخرين". ويفترض كاساديفال أن بعض الأشخاص الذين لا يعانون من أعراض قد تكون لديهم القدرة على التخلص من الفيروس بسرعة بفضل تفاعل الخلايا التائية. وأما بالنسبة للأفراد الذين لديهم تاريخ مناعي مضطرب، يؤدي الأمر إلى استجابة مفرطة، بحسب ما قاله. كيف يؤثر ذلك على اللقاحات؟
وبالنسبة لطبيب الأمراض المعدية الذي يقضي معظم وقته في إجراء أبحاث عن المناعة البشرية، الدكتور بروس ووكر، يفتح ذلك الباب لنوع مختلف من اللقاحات الشبيهة بالأنواع التي يتم استخدامها ضد بعض أنواع السرطان، مثل سرطان الجلد. ويتم تطوير معظم اللقاحات بشكل يعتمد على توليد الأجسام المضادة. ونظرياً، يمكن لها منع أي خلية من الإصابة بالعدوى، وفقاً لما ذكره ووكر، وهو المدير المؤسس لمعهد "راجون" في مستشفى ماساتشوستس العام، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وهارفارد. ومن ناحية أخرى، إذا تمكنت بعض الفيروسات التاجية من التسلل وإصابة خلية بالعدوى، سيعتمد الجسم على الخلايا التائية للقضاء على الفيروس. وهنا تكمن الفرصة في إعادة التفكير عما نقوم به فيما يتعلق بالتطعيم، بحسب ما ذكره، فمن ناحية نظرية، يمكن لتلك الخلايا التائية أن تكون قوية للغاية. وبعبارة أخرى، فهي لن تحمي من العدوى، ولكنها قد تحول العدوى إلى حالات بدون أعراض إلى درجة أن المرء لن يلاحظها. وأضاف ووكر: "في الواقع، لن يكون لديك ما يكفي من الفيروس في جسمك أبداً لنقله إلى شخص آخر. وهذه هي الفرضية".

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,