تلسكوب هابل يلتقط صورة تحبس الأنفاس للمستطيل الأحمر فما هو؟
التقط تلسكوب هابل الفضائي التابع لوكالة ناسا صورة جميلة وواضحة لما يسمى بسديم المستطيل الأحمر الواقع في كوكبة وحيد القرن. ويقع سديم المستطيل الأحمر، الذي أطلق عليه هذا الاسم نسبة لشكله الصندوقي الفريد، على بعد نحو 2300 سنة ضوئية من الأرض، في كوكبة وحيد القرن (Monoceros)، وقد رصده علماء الفلك لأول مرة خلال رحلة صاروخية في السبعينيات.
وكشفت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا الآن عن تفاصيل لا تصدق في بنية المستطيل الأحمر بمساعدة تلسكوب هابل الفضائي، حيث يظهر بميزات تشبه الدرجات. وتشير ناسا إلى أن السديم ناتج عن نجم يحتضر كما هو موضح في الصورة، وأدى انفجار النجم المحتضر إلى خلق هذا الشكل المميز للسديم الكبير بفضل سحابة الغاز التي يقذفها النجم. وقالت ناسا: "صورة هابل الواضحة تظهر أن المستطيل الأحمر ليس مستطيلا حقا، ولكن له بنية عامة على شكل X، والتي يفسرها علماء الفلك على أنها ناشئة عن تدفقات الغاز والغبار الخارجة من النجم في المركز".
وتابعت: "يتم إخراج التدفقات الخارجة من النجم في اتجاهين متعاكسين، ما ينتج عنه شكل مثل مخروطين من المثلجات يتلامسان عند أطرافهما". وأضافت: "من اللافت للنظر أيضا ميزات مستقيمة تظهر كدرجات على سلم، ما يجعل المستطيل الأحمر يبدو مشابها لشبكة العنكبوت، وهو شكل لا يشبه أي سديم معروف آخر في السماء".
ويُعرف السديم رسميا باسم HD 44179 وقد صاغ اسمه المستعار، في عام 1973، عالما الفلك مارتن كوهين ومايك ميريل. ويعتقد أن النجم الموجود في مركز السديم كان يشبه شمسنا في يوم من الأيام. لكنه يقترب من نهاية حياته ويطرح طبقات من المواد النجمية في الفضاء. ووفقا لوكالة ناسا، من المرجح أن ينتهي الأمر بالشمس مثل نجم المستطيل الأحمر بمجرد وصولها إلى نهاية حياتها، والتي من المتوقع أن تحدث في غضون بضع مليارات من السنين من الآن. وبدأ نجم السديم على الأرجح في التخلص من مادته منذ نحو 14 ألف عام. وفي غضون بضعة آلاف من السنين، سيتقلص النجم وسيصبح أكثر سخونة، ما يؤدي إلى إطلاق كميات هائلة من الأشعة فوق البنفسجية. وسيغمر الإشعاع السديم المحيط ويعطيه خاصية الفلورسنت. ونتيجة هذه العملية هي شيء يشير إليه علماء الفلك بالسديم الكوكبي.
وقالت ناسا: "في الوقت الحاضر، لا يزال النجم باردا جدا لدرجة أن الذرات الموجودة في الغاز المحيط لا تتوهج، ولا يمكن رؤية جزيئات الغبار المحيطة إلا لأنها تعكس ضوء النجم من المركز. بالإضافة إلى ذلك، هناك جزيئات مختلطة مع الغبار، والتي ينبعث منها ضوء في الجزء الأحمر من الطيف". وواصلت وكالة ناسا شرحها قائلة: "علماء الفلك ليسوا متأكدين بعد من أنواع الجزيئات التي تنتج اللون الأحمر اللافت للنظر في المستطيل الأحمر، لكنهم يشكون في أنها هيدروكربونات تتشكل في التدفق البارد من النجم المركزي". وبفضل قوة تلسكوب هابل، تمكن علماء الفلك من اكتشاف نطاق مظلم يعبر النجم المركزي. وهذا الشريط هو الظل الذي يلقيه قرص كثيف من الغبار يحيط بالنجم المحتضر. ولا يمكن رؤية النجم نفسه مباشرة بسبب هذا الحاجز الترابي. وبدلا من ذلك، يمكن لعلماء الفلك رؤية تدفق الضوء بشكل عمودي من النجم. ويمكن بعد ذلك رؤية الضوء عندما ينثره الغبار نحونا. وقالت ناسا: "وجد علماء الفلك أن النجم في المركز هو في الواقع زوج قريب من النجوم يدوران حول بعضهما البعض لمدة نحو 10 أشهر ونصف الشهر. ومن المحتمل أن تكون التفاعلات بين هذه النجوم قد تسببت في طرد قرص الغبار السميك الذي يحجب رؤيتنا للثنائي".