سيريا ستار تايمز - وكالة إخبارية عالمية


من يُحرّك جامعة الدول العربية؟


جامعة الدول العربية لم تستجب لطلب فلسطين عقد اجتماع طارئ حول مسألة التطبيع. هذا الموقف قد لا يكون مفاجئاً وخصوصاً أن الجامعة لم تحقق أي شيء ولم تسجل أي موقف خدمة للقضايا العربية وخصوصا القضية الأم. ما دورها؟ ومن يحرّكها؟
تعتبر جامعة الدول العربية من أقدم المؤسسات الدولية لكنها الأكثر إخفاقا عبر التاريخ. لم تعد رسمياً على قوائم جامعة الدول العربية أن "إسرائيل" هي العدو الأساسي للعرب. قد تصبح "إسرائيل" جزءاً من منظومة لجامعة إقليمية جامعة شرق أوسطية كما كان يحلم به الإسرائيليون طويلا. الممول الحقيقي الآن لجامعة الدول العربية هي الإمارات والسعودية وبالتالي نحن أمام جناحين كلاهما رافض لأي قرار يخرج عن هذه المنظومة، وفي نهاية المطاف هناك صفقة القرن التي بوركت من قبل مصر والإمارات والسعودية، والجامعة العربية ليست إلا صدى لهذا القرار. القرارت القليلة التي سُجّلت لجامعة الدول العربية في إطار القضايا العربية المحقة، تم التراجع عنها. من بين القرارات، القرار الذي اتُخذ بحق مصر عام 1979 بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد، بحيث تم تجميد عضوية مصر حتى كان هناك حملة لمقاطعة بضائعها، إضافة إلى تغيير مقر الجامعة العربية وتغيير الأمين العام للجامعة حينها. لكن تم التراجع عن كل هذه القرارات عام 1990. هذه الجامعة هي هيئة تترنح وتسير حسب أهواء المناخات السياسية في العالم. والمناخ السياسي الذي تعيشه في هذه اللحظة هي موجة تطبيعية خليجية عالية. تركيا في عهد حزب "العدالة والتنمية" ساءت القلاقات بينها وبين إسرائيل ولم تتحسن على الاطلاق. لكن بالنهاية تركيا دولة لديها اتفاقيات دولية وبالتالي تحترم هذه الاتفاقيات. القضية الفلسطينية تعتبر جزءاً أساسياً في وجدان الشعب التركي وأقله ورقة للإسلاميين الآن الذي يتصدرون السلطة في تركيا إذا كانوا يريدون أن يحافظوا على مكاسبهم شعبيا.
وفي وقت سابق اليوم الأحد، أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن الجامعة ستعقد اجتماعاً عادياً في التاسع من الشهر المقبل على المستوى الوزاري تترأسه فلسطين. وكانت السلطة الفلسطينية قد طلبت اجتماعاً طارئاً وليس عادياً لبحث الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي وسيكون على رأس جدول أعمال الاجتماع العادي، خروج الإمارات عن الإجماع العربي ومبادرة السلام العربية. من جهتها، طالبت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، في بيان لها، الدول العربية برفض ضغوط الإدارة الأميركية لدفعها إلى خطوة مماثلة للخطوة الإماراتية في اتفاق شراكة مع الاحتلال الإسرائيلي. وقالت الجبهة إن وزير خارجية إدارة ترامب، والمبعوث الأميركي عراب "صفقة القرن" جاريد كوشنير، يتحضران لجولة في المنطقة تهدف إلى الترويج للاتفاق الإماراتي – الإسرائيلي، وتحريض الدول العربية للخروج عن الخطوط السياسية كما رسمتها القمم العربية والمسلمة، بما في ذلك مبادرة السلام العربية (بيروت 2002) وقمة القدس في العربية السعودية، التي أقرت قطع العلاقة مع الدول التي تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، والتأكيد على رهن العلاقة مع دولة الاحتلال بالانسحاب الإسرائيلي التام من كامل الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة بالحرب العدوانية في 5 حزيران 1967. هذا والتقى وفدٌ قيادي برئاسة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنيّة أمس السبت. وحسب ما ذكر موقع "حماس" فقد أطلع الوفد الفلسطيني، الرئيس التركي، على آخر تطورات القضية الفلسطينية، وخاصة خطط الاحتلال الرامية لضم أراض من الضفة الغربية وغور الأردن، وخطوات التطبيع مع الاحتلال. وكان آخرها "الاتفاق" بين الإمارات و"إسرائيل" الذي تمّ التوقيه عليه في 13 آب/أغسطس الجاري. واستعرض هنية ووفد الحركة مع إردوغان وفق بيان صادر "الجهود الوطنية لتوحيد الموقف الفلسطيني في مواجهة مخططات الضم ورفض التطبيع، ومساعي حماس لتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية مع حركة فتح، وكل الفصائل والقوى الوطنية، ومخططات تهويد القدس والمسجد الأقصى، وجهود إنهاء الحصار والعدوان المستمر ضد فلسطين أرضاً وشعباً". وأشاد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالموقف التركي "الرافض لمخططات الضم الإسرائيلية باعتبارها مخالفة لقرارات الشرعية الدولية". وفي اتصال مع نظيره التركي، ناقشا خلاله مستجدات القضية الفلسطينية، أكد عباس "ضرورة مواصلة تركيا جهودها مع الأطراف الدولية المعنية لوقف عملية الضم والانتهاكات الإسرائيلية بحق شعبنا ومقدساته"، متقدماً بالشكر لإردوغان على مواقف أنقرة "الداعمة للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة".


سيريا ستار تايمز - syriastartimes,