سيريا ستار تايمز - وكالة إخبارية عالمية


الكشف بالأسماء عن مخطط لنشر الفوضى مع تحذيرات من انقضاض تركي على نفط جنوب ليبيا .. أنقرة غاضبة من السراج بعد بيان وقف إطلاق النار


حذرت مصادر ليبية من تحركات تجريها المخابرات التركية في بعض مناطق الجنوب الليبي مصحوبة بتجهيزات واستعدادات عسكرية. وقالت مصادر أمنية وعسكرية، لـسيريا ستار تايمز، إن قيادات ما يسمى "المجلس العسكري مرزق" تجري اجتماعات سرية مع فصائل إرهابية ومرتزقة تشاديين في منطقتي أم الأرانب وأوباري بجنوب ليبيا بهدف الإسراع بالسيطرة على مواقع متقدمة اتجاه مدينة سبها والحقول النفطية الموجودة في الجنوب. وأشارت المصادر إلى أن عناصر من المخابرات التركية التقت وفودا من قادة المليشيات من بينهم إبراهيم بيت المال، مرجحة أن تكون عناصر المخابرات التركية قد أبلغتهم أوامر أنقرة بضرورة التحرك سريعًا نحو الجنوب الليبي والسيطرة على حقلي الشرارة والفيل. وأكدت المصادر أن هناك استعدادات للمرتزقة التشاديين توحي بشن عدوان جديد يستهدف مناطق وقرى الجنوب الموالية للجيش الوطني الليبي. ولفتت المصادر إلى أن مناطق اوزو و تيبستي شمال تشاد شهدت تحركات لأرتال من المعارضة التشادية متقدمة اتجاه الحدود الليبية لتعزيز قوة المرتزقة هناك.

ومن جانبه، قال المحلل العسكري ليبي عبد الرحمن البوسيفي، إن التفاهمات الجديدة بين المرتزقة التشاديين وحكومة الوفاق غير الشرعية تقضي بضرورة التقدم اتجاه قاعدة "الويغ" والسيطرة عليها تمهيدًا لدخول فرق الصيانة الأتراك لإدخال القاعدة الخدمة العسكرية. وأضاف البوسيفي، لـسيريا ستار تايمز، أن إدخال قاعدة "الويغ" الواقعة بالقرب من مدينة مرزق للخدمة سيعطي دفعة كبيرة لمشروع تركيا الهادف لبسط السيطرة التامة على القواعد العسكرية في ليبيا تمهيدًا لانطلاقها خارج حدود البلاد للتوغل في القارة الأفريقية. وأوضح أن وثيقة فايز السراج لوقف إطلاق النار لا تساوي الحبر الذي كتبت به كونها مسبوقة بالعديد من المعاهدات المنقوضة وأهمها معاهدته بوقف العمليات في الجنوب الليبي في مايو/آيار 2017 والتي نكت بها صبيحة اليوم الذي تليه وارتكب مجزرة بشعة بحق أهالي براك الشاطئ والتي راح ضحيتها أكثر من 147 عسكريا ومدنيا. قال اللواء أحمد المسماري، المتحدث باسم الجيش الليبي في مؤتمر صحفي "إستثنائي" إن وحدات الرصد بالقوات المسلحة رصدت تحركات واسعة لمرتزقة المعارضة التشادية في مناطق أقصى الجنوب الليبي. وفي يناير/ كانون الثاني 2019، أطلق الجيش الوطني الليبي عملية "فرض القانون" في الجنوب والتي نتج عنها انتشار واسع للجيش في كافة المناطق، بالإضافة لتأمين الحقول وتفعيل دور الشرطة وطرد المرتزقة التشاديين وقتل أبرز قيادات تنظيمي القاعدة وداعش.

كشفت مصادر أمنية وعسكرية ليبية لـسيريا ستار تايمز عن تحركات لمجموعات إرهابية ومرتزقة موالين لتركيا وقطر في بعض مدن الجنوب مع تعزيزها وتسليحها سرا، بهدف نشر الفوضى والسيطرة على ثروات البلاد. وقالت المصادر، التي رفضت الكشف عن هويتها، أن ذلك يأتي في إطار التجهيز لإعادة الفوضى لمدن الجنوب تمهيدا لدخول الاحتلال التركي للسطو على الآبار النفطية وحقول الغاز.

وأكدت المصادر جهوزية الجيش الوطني الليبي ويقظة واستعداد قبائل الجنوب للزود عن سيادة البلاد وحماية ثروات الشعب. وقصف الجيش الليبي 7 آليات عسكرية تابعة للتنظيمات الإرهابية والميليشيات الموالية لتركيا بالقرب من مدينة براك الشاطئ (جنوب)، كانت تتمركز في مشروع "الدبوات" الزراعي..

تعزيزات إرهابية

لمصادر أوضحت أن من بين ما رصدته الفترة الماضية وجود تمركزات لتنظيمات إرهابية ومليشيات حكومة فايز السراج وتنظيم الإخوان الإرهابي الموالين لتركيا وقطر بالقرب من مدن (أوباري- مرزق- أم الأرانب- تجرهي- غدوة- القطرون- براك الشاطئ- سبها). تلك التحركات- بحسب المصادر- أتت بعد سلسلة من الاجتماعات السرية التي رصدت لعناصر وقيادات تابعة لحكومة السراج في الجنوب. كما أفاد شهود عيان بوصول تعزيزات عسكرية من حكومة السراج لـ"علي كنة" قائد ميليشيات الوفاق بالجنوب يقدرها أكثر من مصدر بـ 49 سيارة محملة بالسلاح والأموال.

اجتماعات سرية

ورصدت المصادر الأمنية الليبية الأيام الماضية اجتماعات ضمت قائد ميليشيات الوفاق المتمركزة بالقرب من مدينة سبها (كنة) والتى يطلق عليها قوات حماية الجنوب مع عدد من فلول ومرتزقة إبراهيم الجضران المصنف دوليا على قوائم الإرهاب لاتجاره في النفط الليبي المسروق والمتمركزين بإحدى المزارع قرب مدينة مرزق. وفي مرزق أيضا تم رصد اجتماع آخر ضم شخص يدعي "النعاس" و لقبه "الجليلة" تؤكد المصادر أنه كان موفدا للاجتماع مع "كنة" إضافة إلى اجتماع آخر تم رصده في مدينة أوباري مع عدد من العناصر الإرهابية.

هجوم متزامن

وأفادت المصادر بأن ذلك كله يأتي في إطار ترتيبات لمهاجمة قوات الجيش في قواعد الجفرة وبراك الشاطئ وتمهنت، مرجحة أن يكون الهجوم متزامنا على القواعد الثلاث وذلك بعد رصد مجموعات إرهابية بالقرب من منطقة الفقهاء المجاورة. وفي نفس التوقيت – حسب المصادر- هناك ترجيحات بهجوم ميليشيات تابعة للإرهابي بتنظيم القاعدة أحمد عبد الجليل الحسناوي تتمركز في وادي الشاطئ في منطقة جبل الحساونة 70 كيلو متر غرب قاعدة براك الشاطئ. ومنذ أيام توجهت قوة من الميليشيات إلى منطقة جبل الحساونة واختفت في منطقة وادي (لميلق) ٨٩ كيلو مترا شمال غرب قاعدة براك الشاطئ وترجيحات بأن هناك استعدادات للهجوم عليها. وفي الوقت نفسه، أعربت المصادر عن توقعاتها بحدوث هجوم قوة ميليشياوية في نفس التوقيت من سبها القرضة بقيادة الإرهابي حمدي صقارة الموالي لعلي كنة على قاعدة "تمهنت". ورجحت المصادر أن تنتظر المليشيات قدوم آليات تحمل هوائيات لتوجيه الطائرات التركية المسيرة حتى تتحرك تحت غطاء جوي مكثف.

وقالت المصادر لسيريا ستار تايمز إن هذه الاجتماعات وغيرها مما لا يمكن كشفه حاليا لدواع أمنية تأتي في إطار عزم مليشيات الوفاق إحداث قلاقل لفتح ثغرات للاحتلال التركي لدخول مدن جنوب ليبيا للسطو على حقول الغاز وآبار النفط والخامات النادرة من الذهب والحديد والألماس. وفي تصريحات سابقة لـسيريا ستار تايمز، قال محمد صالح سويلم الخبير الاقتصادي الليبي والمحاضر بجامعة سرت إن الثروة الليبية أساس النزاعات القائمة في المنطقة الجنوبية، وكانت قبل دخول الجيش منهوبة وغير مكترث بمصيرها. وكان الجيش الوطني الليبي قد أعلن تحرير جنوب ليبيا في فبراير 2019 من الإرهاب والفوضى في إطار عملية فرض القانون التي ساهمت قبائل جنوب البلاد بالتعاون مع القوات المسلحة في إنجاحها لوقف شلال الدم الذي شهده الجنوب منذ عام 2011. ومناجم الذهب كانت تحت سيطرة العصابات التشادية بقيادة الإرهابي الذي يحمل نفس الجنسية تيمان أرديمي المقيم في قطر، أما حقول النفط فكانت تحت سيطرة عصابات موالية لتنظيم الإخوان الإرهابي المدعوم من تركيا

تحذيرات الخبراء

وفي السياق نفسه، حذر خبراء ليبيون من محاولات تركيا وقطر لإعادة الإرهاب والفوضى المسلحة لبعض مناطق الجنوب عبر دعم وتحريك بعض الخلايا النائمة من الميليشيات والتنظيمات الإرهابية والمرتزقة الموالين لهما. علي القايدي، الناشط و المحلل السياسي الليبي قال إن "النظامين التركي و القطري هما المسؤولان الرئيسان عن حالة الفرقة والتشظي التي عانى منها الجنوب طيلة الفترة الماضية عن طريق نشر المال الفاسد و شراء ذمم ضعاف النفوس". و أضاف لـسيريا ستار تايمز أن "أصوات الرفض وصلت إلى أروقة الأمم المتحدة عبر عدد من الدبلوماسيين وسفراء الدول الصديقة إلا أن المنظمة الدولية سدت آذانها عن إدانة التجاوزات الخارجية". واختتم القايدي بالقول إن "انتقال ليبيا نحو الازدهار و النماء لن يتم إلا بلجم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الطامع في سرقة البترول الليبي والمروج الأول للحروب و الأفكار المتطرفة". من جانبه، قال الناشط و المحلل السياسي خالد علي حمودة، إن "أبناء الجنوب شأنهم شأن كل الليبيين لا يقبلون التدخل القطري والتركي ويؤكدون علي مواجهة هذا الخطر الداهم والطامع في خيرات البلاد". وأشار حمودة إلى أن "أبناء الجنوب الليبي بدأوا فعلًا بالتصعيد ضد حكومة الوفاق غير الشرعية بداية بلإغلاق حقل الشرارة النفطي المغذي للمليشيات و المرتزقة بالعاصمة طرابلس". بدوره، قال عيسى عبدالرحيم أحد أعيان مدينة سبها إن أهالي الجنوب أبلغوا المبعوث الأممي السابق غسان سلامة أكثر من مرة قبل استقالته برفضهم للتدخل التركي وضرورة السعي لإيقافه عن إرسال المرتزقة. والثلاثاء، طالب أهالي مدينة سبها بسحب كامل المرتزقة من الأراضي الليبية ووقف التدخل العسكري التركي الداعم لحكومة الوفاق غير الشرعية. في بيان اطلعت عليه سيريا ستار تايمز قال الأهالي إن تكاتف أبناء الشعب الليبي ضد المؤامرة المحاكة ضد بلادهم يقطع الطريق أمام كل الطامعين في السيطرة على ثروات بلادهم النفطية.

ونقلت قناة "218" الليبية، عن مصادر مطلعة، قولها إنّ أنقرة غاضبة من رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فايز السرّاج، على خلفية البيان الذي أصدره بشأن وقف إطلاق النار بالتزامن مع بيان رئيس مجلس النواب عقيلة صالح من أجل حلحلة الأزمة الليبية. وأكّدت المصادرُ نفسُها أنّ بيان السرّاج جاء بعد ضغط ألماني. وكشفت عن اتصالات منفردة جرت بين مسؤولين أتراك وحكومة الوفاق بعد صدور البيان. وأضافت أنّ أنقرة ستقيّم الأوضاع على الأرض في ضوء إعلان السرّاج، خلال جلسة الأمن القومي منتصف هذا الأسبوع.
أفادت مصادر لسيريا ستار تايمز بتواصل التظاهرات وإحراق الإطارات وإغلاق الطرق في العاصمة طرابلس، ليل امس فيما تنفذ الميليشيات حملة اعتقالات واسعة في أحياء العاصمة ضد المتظاهرين الذين يطالبون برحيل السراج وحكومة الوفاق. وأفاد شهود عيان أن مرتزقه تدعمهم تركيا أطلقوا النار على المتظاهرين في العاصمة طرابلس. هذا، ونشرت ما يطلق عليها قوةُ حماية طرابلس بياناً بشأن استهداف متظاهري المدينة، أمهلت فيه حكومة الوفاق 24 ساعة لتوضيح من كان وراء استهداف المتظاهرين. وحمّلت قوة حماية طرابلس حكومةَ الوفاق المسؤولية.

وكانت رقعة الاحتجاجات في طرابلس الليبية اتسعت، ليل امس، لتشمل مظاهرات ليلية في أحياء غرب طرابلس على غرار غوط الشعال، السياحية، حي الإسلامي، الدريبي، كشلاف، قدح، الرياضية، وحي الأندلس، بالإضافة إلى شرق العاصمة في سوق الجمعة وتاجوراء، بينما نفذت ميليشيات طرابلس حملة اعتقالات واسعة ضد المتظاهرين.

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,