سيريا ستار تايمز - وكالة إخبارية عالمية


استمرار الاحتجاجات في المدن الأميركية بعد مقتل أميركي أفريقي برصاص الشرطة ..لماذا لا تزال الشرطة تستخدم القوة غير المبررة مع الرجال والنساء السود؟


واجهت الشرطة الأميركية المتظاهرين في ولاية ويسكونسن بقنابل الغاز المسيلة للدموع. كما استدعى الحاكم الحرس الوطني. وتشهد مدينة كينوشا تظاهرات واحتجاجات منذ يوم أمس بعد مقتل شاب أميركي أفريقي على يد رجال الشرطة أمام أطفالهK في حادث هو الثاني في غضون يومين حيث قتلت الشرطة رجلاً أميركياً أفريقياً الجمعة الماضية في لويزيانا. وقال حاكم الولاية، توني إيفرز، في تغريدة على "تويتر" إن الرجل يدعى جاكوب بليك، مضيفاً "نحن نقف ضد الاستخدام المفرط للقوة، والتصعيد في التعامل مع السود في الولاية".

وتابع "في الوقت الذي لا نملك فيه كل التفاصيل، لسنا متأكدين من شيء سوى أنه ليس المواطن الأسود الأول الذي يتعرض لإطلاق النار والإصابة أو القتل دون رحمة من قبل رجال حماية الأمن وإنفاذ القانون، سواء في ولايتنا أو الولايات المتحدة ككل". وتجمع مئات من المحتجين أمام مقار الشرطة. ورشقوا الشرطة بالطوب وقنابل المولوتوف، وأضرمت النار في بعض السيارات، واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع.

كما خرج مئات المتظاهرين للشوارع في مسيرات مرددين هتافات "لن نتراجع". وفرض حظر التجول خلال الليل. وقتلت الشرطة الأميركية قبل يومين أيضاً مواطناً من أصول أفريقية يدعى ترايفورد بيليرين، ويبلغ من العمر 31 عاماً، في مدينة لافاييت بولاية لويزيانا، خلال محاولة اعتقاله. وسارع المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية جو بايدن بإصدار بيان يطالب فيه بالتحقيق السريع والشفاف في الحادث. وقال بايدن "هذا الصباح تستيقظ الأمة مرة أخرى في حزن شديد وغضب بسبب استخدام القوة المفرطة ضد ضحية أخرى، مواطن أميركي أسود" وأضاف "يجب محاكمة الضباط المسؤولين". وأعلنت سلطات ولاية ويسكونس حالة الطوارئ بعد اندلاع الاحتجاجات لكنها لم تذكر الأسباب التي أدت إلى إطلاق النار على الضحية.

هذا وتستمر الاحتجاجات في عدد من المدن الأميركية، تنديداً بعنصرية الشرطة الأميركية. وأعلنت الشرطة في مدينة بورتلاند حدوث أعمال شغب واعتقلت أكثر من 20 شخصاً، وأمرت المحتجين بالتفرق بعد إضرام النار في مقر رابطة الشرطة. وقالت الشرطة على تويتر "عدم الانصراف الآن سيعرضكم للاعتقال و/أو استخدام ذخائر السيطرة على الحشود التي تتضمن، على سبيل المثال وليس الحصر، الغاز المسيل للدموع ..." مضيفة أن أفرادها يتصدون للحرائق التي أُضرمت قرب شارع نورث لومبارد ومنطقة نورث كامبل. واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع ضد محتجين واعتقلت 23 منهم في وقت متأخر يوم الأحد أيضاً قائلة إن مجموعة تضم أكثر من 200 متظاهر أشعلت حرائق وهاجمت ضباطها بالليزر والحجارة والزجاجات في منطقة نورث بريسنكت بالمدينة. وقالت شرطة بورتلاند الأسبوع الماضي إنها أعلنت وجود حالة أعمال الشغب 17 مرة على الأقل بين 29 أيار/مايو و 19 آب/أغسطس.

لماذا لا تزال الشرطة تستخدم القوة غير المبررة مع الرجال والنساء السود؟

جاءت افتتاحية واشنطن بوست (Washington Post) اليوم بعنوان: لماذا لا تزال الشرطة تستخدم القوة غير المبررة ضد الرجال والنساء السود؟ وذكرت الصحيفة أنه -بعد ثلاثة أشهر على وفاة جورج فلويد وهو يلهث تحت ركبة ضابط شرطة في مينيابوليس- سلط مقطع فيديو لحظاته الأخيرة المروعة الضوء على قضايا وحشية الشرطة والاستخدام المفرط ضد السود وأنه كان بمثابة تنبيه للتحرك. ولكن يبدو أن الرسالة لم يأبه بها الجميع، استنادا إلى أحدث فيديو مرعب يظهر الشرطة تطلق الرصاص على رجل أسود بينما كان أطفاله الثلاثة يشاهدونه. وتساءلت الصحيفة: ألا ينبغي أن يكون ضباط الشرطة الآن قد أُخطروا بوقف استخدام القوة غير المبررة، والمميتة في الغالب، ضد الرجال والنساء السود؟ ورأت أن هناك نمطا مشابها "مقززا" عند مشاهدة مقطع الفيديو القصير لحادث الأحد الماضي الذي أطلق فيه النار على جاكوب بليك، وهو رجل أسود عمره 29 عاما، عدة مرات من الخلف، من قبل الشرطة في مدينة كنوشا بولاية ويسكونسن.

ولحسن الحظ لم يقتل بليك، ولكن ورد أنه في حالة خطيرة بعد خضوعه لعملية جراحية. ووضع ضابطا الشرطة في إجازة إدارية، مع قيام وزارة العدل في الولاية بالتحقيق في الحادث. ولفتت الصحيفة إلى أن الشعور بالإحباط والغضب من طريقة معاملة الشرطة للسود. وأشارت إلى أن الشرطة على ما يبدو كانت تستجيب لشغب داخلي وكان بليك، وفقا للشهود، أعزل ويحاول فض شجار عندما تحول الحادث إلى حالة قتل، حيث أطلق أحد الضابطين نحو 6 طلقات على ظهره. وتساءلت: لماذا أشهر الضابطان سلاحيهما على رجل أعزل كما يبدو؟ وما هو التهديد الذي ظهر من بليك مما برر لهما استخدام القوة المميتة؟ وألا يجب أن يؤكد وجود 3 أطفال صغار في السيارة ضرورة الحذر؟ وفي المقابل، أوردت الصحيفة ما تناقلته بعض وسائل التواصل الاجتماعي -دفاعا عن الشرطة- بأن بليك ربما لم يمتثل للأوامر، وزعمت تغريدة لمعلق يميني شاركها دونالد ترامب الابن بأن بليك لديه سجل إجرامي.


وختمت واشنطن بوست افتتاحيتها منتقدة بأنه لا عدم الامتثال لأوامر الشرطة ولا جرائم الماضي المنفصلة تبرر حكما بالموت، ولا يمكن تبرير محاولة استخدام تلك الأعذار… "لقد طفح الكيل".

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,