سيريا ستار تايمز - وكالة إخبارية عالمية


الاتفاق بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية لاقى ترحيباً فماذا أرادت إيران أن تؤكد عبر هذه الخطوة؟


حققّت إيران خلال شهر آب/ أغسطس الحالي، العديد من المكاسب السياسية في ما يتعلّق بملفها النووي. آخر هذه النقاط كان ما أعلنت عنه يوم الأربعاء، الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن طهران "ستسمح للوكالة الذرية بزيارة منشأتين حددتهما الوكالة"، وتصريح مدير الوكالة رافاييل غروسي بأن إيران "شريكة بناءة". ويقع أحد الموقعين النوويين في مدينة "شهرضا" الواقعة في محافظة إصفهان، فيما يقع الثاني في جنوب العاصمة طهران، وهو الموقع الذي ذكره رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في الأمم المتحدة عام 2018، متهّماً إيران بممارسة أنشطة نووية فيه. وبعد التوافق على تواريخ دخول مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية وأنشطة التحقق، بين الوكالتين الإيرانية والدولية الذريتين، رحبّت فرنسا بالاتفاق بوصفه جزءاً من تنفيذ اتفاقاتها مع الوكالة الدولية. موافقة إيران على دخول مفتشي الوكالة إلى موقعين ذريّين، يشير إلى تمسكّها بالاتفاق النووي الذي قد يكون قابلاً للإحياء في حال انتخب الديمقراطي جو بايدن رئيساً للولايات المتحدة، في كانون الثاني/نوفمبر المقبل. الرئيس الإيراني حسن روحاني أعلن قبل أيام أن بلاده "مستعدة للتعاون مع وكالة الطاقة الذرية في إطار الضمانات، والوكالة الدولية لديها مسؤولية مهمة في ما يتعلق بالاتفاق النووي، وهي حماية هذا الاتفاق وتوضيح جوانبه الفنية للعالم" في رسالة واضحة لربط التعاون بقضية الحفاظ على الاتفاق النووي.
اعتراض إيران على دخول مفتشي الوكالة، إلى موقعين أثير حولهما بعض الأسئلة والشبهات، كان سيفهم كما لو أنه انسحاب إيراني من الاتفاق النووي الذي يلزم إيران بفتح مواقعها النووية أمام المفتشين الدوليين. كما وتشكّل هذه الخطوة سحباً للذريعة الأميركية عبر وكالة الطاقة الذرية، التي "تواجه الضغوط" وفق تعبير مديرها، ومحاولتها لترويج روايتها حول الاتفاق النووي وتأكيد المزاعم التي تبنتها خلال فترة انسحابها من الاتفاق النووي عام 2018. يضاف إلى ذلك، محاولة إيران لتطمين الأوروبيين بأنها لا تسعى لتبديل موقفها من الاتفاق النووي، وإزالة هواجسهم من الموقعين المذكورين اللذين رفضت إيران في السابق زيارة مفتشي الوكالة لهما. من الجدير ذكره، أن هذا الإعلان جاء، بعد ساعات فقط من تعرّض الولايات المتحدة "لهزيمة تاريخية" في مجلس الأمن الدولي، عندما منع المجلس محاولة واشنطن المثيرة للجدل لإعادة فرض العقوبات الدولية على إيران، وفق آلية "سناب باك". فشل واشنطن في كسب تأييد حلفائها في مجلس الأمن، و"صوتها الخجول" إلى جانب جمهورية الدومينيكان لإعادة العقوبات، يصلح لأن يكون مثالاً على كيفية عزل الولايات المتحدة نفسها، إلى حد كبير عن النظام العالمي، بدلاً من عزل طهران، كما أرادت إدارة البيت الأبيض.

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,