ما سبب إدمان بعض الأشخاص على الشوكولاته؟
صارت الشوكولاته من الأشياء التي تميز احتفالاتنا ومناسباتنا السعيدة على الدوام، وقد أضحت بمرور الوقت رمزا للسعادة والبهجة، بفضل دورها في تعزيز الحالة النفسية والمزاجية للأشخاص، وهو ربما ما يفسر سر إدمان البعض عليها بشكل كبير. وربما توجد بعض الأسباب التي تجعل الناس مدمنين على تناول الشوكولاته باستمرار، أولها أنها تتمتع بمذاق شهي، ثانيها أنها تحتوي على عديد الخواص الكيميائية المميزة التي تجعل من صنع الشوكولاته عملا فنيا وثالثها تأثيرها المباشر على كيمياء الدماغ والطريقة التي يعمل بها مع المتغيرات والأجواء من حوله. ودون الخوض في التفاصيل الدقيقة لكيمياء الشوكولاته، والتأكيد على أن لكل نوع من قطع الحلوى وصفه تميزه، فإن الشوكولاته بشكل عام تُصَنَّع من مواد الكاكاو الصلبة (وبالأخص المواد البنية الداكنة المرة التي يصنع منها مسحوق الكاكاو)، زبدة الكاكاو (وهي الدهون التي تتواجد بشكل طبيعي في حبوب الكاكاو) والسكر. وهناك أيضا بعض أنواع الشوكولاته التي تحتوي على حليب مع نكهات أو إضافات أخرى. وتحدث خبراء بهذا الصدد عن أن الزاوية التي تميز أنواع الشوكولاته الجيدة – التي تتسم بشكلها اللامع ومذاقها الجذاب – عن الأنواع الأخرى التي تبدو أقل جودة هي تلك العملية التي تعرف ب "التصليب"، أو تسخين الشوكولاته ببطء ثم تبريدها ببطء. وأضاف الخبراء أن تلك الشوكولاته التي خضعت لعملية التصليب تبدو بهذا الشكل الذي تكون عليه بفضل عملية التبلور، فحين يتم تصليبها كما يجب أن يكون، تتبلور الأحماض الدهنية التي تتكون منها زبدة الكاكاو في نمط منظم، وهو ما يمنح الشوكولاته مظهرا موحدا جذابا، يروق في نهاية الأمر للزبائن العاشقين للشوكولاته.
وإذا لم تتبلور الأحماض الدهنية بشكل سليم، فلن تُرَتَّب أبدا في بلورات صغيرة أنيقة، ما يفقدها عنصر الجاذبية، على عكس الأنواع التي تتبلور فيها الأحماض الدهنية. وبينما عُرِفَ الآن السر وراء تميز مذاق قطع الشوكولاته المصنعة جيدا عن غيرها، يبقى السؤال الآخر "لما توفر قطعة شوكولاته بعينها إحساس الراحة والهدوء أكثر من غيرها؟"، وهو ما أجاب عليه الخبراء بقولهم إن مسألة الشعور بالراحة تعود في المقام الأول إلى الطريقة التي تؤثر بها المكونات التي تدخل في تصنيع الشوكولاته على كيمياء الدماغ، فالشوكولاته مصدر غني بحمض أميني يعرف ب "تريبتوفان"، يمهد لبعض هرمونات الدماغ، التي من بينها السيروتونين، ذلك الهرمون الطبيعي الذي يبعث على الراحة ويعزز الحالة المزاجية. كما يعمل السكر الموجود في الشوكولاته على تعزيز افراز السيروتونين، إلى جانب احتواء الشوكولاته على مادة ثيوبرومين، المعروف أنها مادة مضادة للأكسدة.