فيروسات تخترق العلاقات الزوجية.. ما هي وأيها الأخطر؟
بحسب التوصيفات السيكولوجية، فإن متانة العلاقة الزوجية وقوتها يُفترض أن تتشبه بمتانة الجدار المنيع الحامي من الفيروسات التي قد تخترقه، فتهدده وينهار. وحتى تتحصن تلك العلاقة بشكل منيع، ينبغي للأزواج التسلح الجيد بالثقافة لإعادة تربية أنفسهم، وترتيب أولوياتهم إذا أرادوا الإقدام على بناء هذه المؤسسة لجعلها حصينة ومنيعة ضد أي فيروسات قد تهاجمها بمرور الأيام. فما تلك الفيروسات؟
سألنا المستشارة الأسرية ومدربة التنمية البشرية والتطوير الإداري سمية عبدالدايم، عن نوعية هذه الفيروسات ومدى تأثيرها على حياة الزوجين، فكانت وجهة نظرها، بوجود العديد من الفيروسات الاجتماعية الهدامة، أولها وأخطرها، فيروس التكبر والغرور، بل وعدّته الأشد فتكا وتدميرا لأي علاقة، أما علاجه فصعب، ولكنه ليس مستحيلا. الكذب من الفيروسات الخطيرة والأشد فتكا بالعلاقة الكذب، وليس المقصود بهذه الصفة السيئة الكذب المباح والذي يكون الغرض منه استقرار العلاقة والحفاظ عليها بإحاطتها بجدار الأمان الممكنة قدر المستطاع، بل ما تقصده عبدالدايم الكذب الذي يزيد من شك طرف بالآخر، وعدم الثقة بأقواله وتصرفاته نظرا للتجارب التي مرّ بها وأثبتت عدم صدقه. الأنانية
ولم تغفل الأخصائية في التطرق إلى فيروس خطير من نوع آخر، ألا وهو الأنانية والأنا الضخمة سواء كانت عند طرف من الأطراف أو كليهما معا، محذّرة من حضوره بشكل طاغٍ وقوي بين أطراف العلاقة عند حدوث تصادم في الآراء والأفكار أو نشوب مشكلة، فيصعّب عليهما تغليب المصلحة العامة على المصلحة الشخصية بعقلانية. الاستهزاء بالمشاعر أما عن جزئية الاستهزاء بالمشاعر، والتقليل من أهميتها وتعمّد تجاهلها وجرحها المستمر، فإن النتيجة الحتمية لذلك هو الذبول، ومن ثم إماتتها مع مرور الوقت خصوصا إن رافقها عدم التقدير والعرفان بصغير المعروف قبل كبيره. بالمقابل، يجدر بالزوجيْن استخدام كلمات الشكر والعبارات الرقيقة التي لها مفعول السحر والبلسم الشافي بين الزوجين، بل تكاد تكون هي السحر نفسه، وفق عبدالدايم. العناد والعنف والغيرة العناد والعنف والغيرة المرضية وكذلك الرتابة والملل نتيجة الروتين القاتل الذي يتسلل مع الوقت، مع تعاقب الأيام، وعدم الحرص على التجديد في أعمال الزوجين وواجباتهما اليومية، ومحاولة التجديد وإدخال عنصر المغامرة أو القيام بالأشياء ذاتها بأساليب وطرق مختلفة نتيجتها إطفاء شعلتها المتوهجة بدلاً من الإبقاء على شعلتها والعمل على ترسيخها أكثر مع طول العشرة وحُسن المعاشرة. إنكار الفضل بينهما يأتي فيروس عدم الاعتراف بالفضل بين الطرفين وتثمين المواقف الإيجابية التي بذلها طرف من أجل الآخر ليكون الرابح الأكبر في زعزعة استقرار العلاقات وتدميرها، وهو ما يتعين الحذر منه وفق الأخصائية عبدالدايم. الحفاظ على أسرارهما لا بدَّ من الحفاظ على سرية الأحداث والخصوصيات داخل قلعة الزواج لجعلها محصّنة ومنيعة ضد أي فيروسات قد تهاجم نظام الأمان والاستقرار بداخلها مهما كانت قوة هذه الفيروس، وإلا سيقتل مع الوقت راحة البال وسعادة وهناء كلا الطرفين، وهذه مسألة تستدعي الالتفات إليها كثيرا.
القضاء على هذه الفيروسات لكل فيروس من هذه الفيروسات طريقة علاج ومكافحة مختلفة، باعتقاد الأخصائية عبدالدايم، ولكن ذلك يستدعي البحث والتنقيب من حولهما لمعرفة عدد ونوعية الفيروسات التي تمكنت من اقتحام جدران الحماية، وهل بدأت في ترك آثارها على سعادتهما واستقرارهما العائلي، وما إذا كان هناك وقت للتدارك والتصويب. وبعد ذلك، يستطيعان البدء في حملة التنظيف لتلك المدمرات لضمان التخلص السريع منها، ومن ثم ضمان العودة السريعة لعلاقة زوجية مستقرة تتمتع بالحيوية والأمان.