عامل غير اعتيادي يطيل العمر
اكتشف العلماء الأمريكيون، أن التأثير الصحي للحميات الغذائية المنخفضة السعرات الحرارية، يرتبط بتأثير عملية التمثيل الغذائي، ويؤدي إلى انخفاض درجة حرارة الجسم. وتفيد مجلة Science Signaling، بأن الباحثين درسوا كيف تؤثر حرارة الجسم الداخلية في الصحة وطول العمر. ومن المعروف أن أنواعا عديدة من الكائنات الحية، بمن فيهم البشر يساعدهم تناول أطعمة ذات سعرات حرارية منخفضة إلى حد ما، على تحسين حالتهم الصحية ويطيل العمر.
وقد لاحظ عالم الأعصاب برونو كونتي، من معهد سكريبس في كاليفورنيا، قبل سنوات، أن الثدييات التي تتناول كمية قليلة من الطعام تنخفض درجة حرارة جسمها. ويعتقد كونتي، أن هذه آلية تطورية مكتسبة، تساعد الثدييات على الاحتفاظ بالطاقة إلى أن يصبح تناول الطعام متاحا. لأنه كما هو معلوم، يتحول حوالي نصف الطعام الذي نتناوله إلى طاقة للحفاظ على درجة حرارة الجسم. ويقول كونتي، "هناك أدلة علمية تؤكد أن انخفاض درجة حرارة الجسم يؤثر في طول العمر. ولكن من الصعب فصل تأثير انخفاض درجة الحرارة عن تحديد السعرات الحرارية". وقد تمكن كونتي وفريقه العلمي من إجراء تجارب على الفئران المخبرية، سمحت لهم بتقييم تأثير كل من العاملين بصورة منفصلة. وقد قارن الباحثون استجابة عملية التمثيل الغذائي لتحديد السعرات الحرارية لمجموعتين من الفئران: وضعت الأولى في غرفة درجة حرارتها 22 درجة مئوية والثانية في غرفة درجة حرارتها 30 درجة مئوية، مع بقاء أجسامها في حالة توازن حراري مع الوسط المحيط، حيث تكون آليات تنظيم حرارة الجسم غير نشطة. وقسم الباحثون كل مجموعة إلى مجموعتين فرعيتين، كانوا يخفضون طعام فئران إحدى المجموعتين يوميا إلى أن بلغت نصف الكمية الأولية. أما فئران المجموعة الفرعية الثانية فثابرت على تناول كمية الطعام المعتادة. وخلال التجربة كان الباحثون يقيمون باستخدام تكنولوجيا من ابتكارهم، التغيرات الحاصلة في تكوين مستقلبات بلازما دم ودماغ الفئران، استنادا إلى محتوى المواد المغذية في الطعام أو درجة حرارة الجسم. ويقول كونتي، "أظهرت البيانات التي جمعناها أنه عند تقييد السعرات الحرارية ، فإن درجة الحرارة لها نفس التأثير ، وربما أكثر، في عملية التمثيل الغذائي، كما كمية المواد المغذية". وبعد معالجة نتائج هذه التجارب، حدد الباحثون المستقلبات المسؤولة عن تغير درجة حرارة الجسم. فمثلا اكتشفوا وجود كمية كبيرة من جزيئات أكسيد النيتريك وببتيد نيوروببتيد ليسين-إنكيفالين في منطقة تحت المهاد في الدماغ، المسؤولة عن الشعور بالجوع، لدى الفئران التي كانت بتأثير درجة حرارة 22 درجة مئوية. وبعد ذلك أجرى الباحثون تجربة منفصلة، بينوا فيها أنه عند إعطاء هذه المستقلبات للفئران، زاد من الفوائد الصحية للنظام الغذائي منخفض السعرات الحرارية. وهذا وفقا للباحثين، سيسمح للناس في المستقبل بتخفيض الوزن وتجديد شبابهم دون اللجوء إلى حميات غذائية قاسية.