لماذا لا تجيد معظم النساء استخدام اللغة الحميمة؟
أظهرت دراسة سيكولوجية أخيرة أُجريت في جامعة كورنيل الأمريكية، أن النساء يمِلْن إلى إخفاء عدد تجاربهن العاطفية بينما يميل الرجال إلى تضخيم هذا العدد. وأرجعت الدراسة هذه المفارقة الجندرية إلى الاعتقاد الثقافي الشائع بأن دور المرأة هو أن تكون مقموعة وأن تشعر بالخجل من حاجتها للجنس بل وحتى من شوقها له. وأضافت الدراسة التي نشرتها مجلة "سايكولوجي توداي " أنه بسبب المعايير الثقافية المزدوجة، فإن المرأة تلجأ إلى إخفاء الحقيقة وقد يؤدي الكذب إلى المزيد منه ومن ثم توسيع الشكوك بين الشريكين.
ونقل البحث الأكاديمي عن نساء شاركن في الاستقصاء، أنهن كلما كشفن عن عدد أكبر من علاقاتهن العاطفية السابقة، نظر الناس إليهن باعتبارهن "أقل كفاءة واستقرارًا عاطفيًا، وأقل دفئًا، وأكثر تسلطا وافتراسية". بينما يرى الناس في الذكر الأوسع نشاطًا جنسيًا أنه "أكثر كفاءة واستقرارًا عاطفيًا" من الذكر الذي يكتفي بشريكة واحدة. وتصف الباحثة في علم النفس الديناميكي الدكتورة "جودي شيل "، هذه المستخلصات البحثية بأنها سؤال محيّر تفرزه ثقافة معاصرة لا تتورع عن استغلال المرأة والجنس، في نفس الوقت الذي تشجع فيه على حرية التعبير. هي "مشكلة اصطدام حرية التعبير مع الإحساس بالعار" كما تقول. الجنس لغة وتضيف الدكتورة شيل قناعتها بأن الجنس بين الشريكين هو لغة خاصة مفترضة، لكن الشيزوفرينيا الثقافية تحوله الى "مناورة دفاعية غالبا ما تخالطها الغيرة وانعدام الأمن والمنافسة، فتلعب دورا متفاوتا في تأجيج أو إخماد هذه النوازع". وتُفصّل الباحثة في استقصاء "لغة الجنس" بالقول إن الموضوع محفوفٌ بالتناقض وتغلفه إجابات غامضة. فالبعض يعتقد أن الجنس تعبير عن الحب ضمن حدود الزواج أو العلاقة الملتزمة. بينما ينظر له البعض كوسيلة لتلبية احتياجات المودة والمتعة وإطلاق الإثارة والتوتر.. وكلاهما يعطيان متعة غامضة. وفي الوقت نفسه فإن البعض وبالذات المرأة يخشون أو يخجلون من احتمالات النقد أو الاستغلال أو التشكك. الشراكة النادرة في "الاستسلام المطلق" وترى الدكتورة شيل أن للناس احتياجات ووجهات نظر وممارسات وردود أفعال جنسية متفاوتة، وتساءلت عن مدى إمكانية تواصل الأزواج علنا بشأن العلاقة الحميمة، وهو ما يرتقي بالعلاقة الى مرتبة الشراكة الرحبة في مفردات "المحبة والاحترام والثقة" باعتبارها ذروة الشحنة الشبقية التي تصل بالمتعة الى مرتبة "الاستسلام المطلق". تقول الباحثة إن الشراكة الحقيقية في المحبة والاحترام والثقة، هي المساواة العاطفية التي تسمح بالاختلاف في مفردات اللغة الجنسية لكنها تضمن قبول الاختلاف والاستمتاع به، بدون أن يبدو بأنه جرعة زائدة عن الحاجة أو "أووفر". وأشارت إلى أن بعض النساء القويات فعلا، يجدن منتهى المتعة في الاستسلام المطلق للحظة الحميمة وتحويلها إلى شراكة، دون أن يعني ذلك تخلي هذه المرأة المستقلة عن قوتها وندّيتها للرجل. الفرق بين حالتين وتنتهي الباحثة وهي تعرض ميزات المرأة القادرة على التعبير عن نفسها بدون حرج، إلى القول "كم من نساء ورجال الكرة الأرضية يعرف بالضبط ما هو الفرق بين الممارسة الحميمة وبين العلاقة الجسدية التي تستغرق الشريكين في متعة الحواس الخمس بالاستسلام المطلق؟
الدكتورة شيل طرحت السؤال بمضمون أن هذه النسبة قليلة جدًا في الشراكات العاطفية الكاملة، وأن من يُحصّلونها محظوظون بالتأكيد.