هل بدأ عصر السيارات الهيدروجينية؟.. دول كبرى تجيب
هذه المرة لن تكون السيارة الكهربائية هي المنافس الأبرز للسيارات التقليدية (تعتمد على الوقود التلقيدي)، ولكن باتت السيارات التي تعتمد على وقود الهيدروجين على بعد خطوات قليلة من الانطلاق. وكشف مركز الطيران والفضاء الألماني DLR النقاب عن سيارة صغيرة ثنائية المقاعد تعتمد على الدفع بوقود الهيدروجين. يأتي ذلك في ظل تعهد العديد من دول الاتحاد الأوروبي بأن تصبح خالية من الكربون بحلول عام 2050، والهيدروجين النظيف وقود تحويلي يمكن استخدامه لتشغيل المركبات وتوليد الحرارة والكهرباء وكمواد أولية كيميائية في التطبيقات الصناعية الرئيسية. ويمثل الهيدروجين مكونا مهما لإمدادات الطاقة صديقة البيئة، لأن استخدامه لا يصدر عنه غازات الاحتباس الحراري، لكن استخدامه يتطلب كمية كبيرة من الطاقة من أجل تقسيم المياه إلى هيدروجين وأكسجين. السيارة الألمانية تتميز السيارة SLRV الجديدة التى كشف عنها مركز الطيران والفضاء الألماني، ببنية غاية في الخفة بفضل الاعتماد على قشرة مصنوعة من الألومنيوم وقلب من رغوة البولي يوريثان مع مراعاة أعلى معايير السلامة والأمان. وتظهر السيارة ثنائية المقاعد بطول 3.8 متر، بينما تزن حوالي 450 كجم فقط، وتعتمد السيارة على خلية وقود هيدروجينية يتم تغذيتها من خزان سعة 39 لترا لتصل لمدى سير 400 كلم تقريبا، بينما تقف سرعتها القصوى على أعتاب 120 كلم/س. السيارة الفرنسية فيما كشفت شركة "إتش إم سي" الفرنسية النقاب عن سيارتها Hopium Machina المعتمدة على الدفع بوقود الهيدروجين، ومن المزمع أن تتمتع السيارة الرياضية بمدى سير يصل إلى 1000 كلم، وأن تنطلق بقوة 500 حصان.
ومن المخطط إطلاق السيارة Hopium Machina في الأسواق بحلول عام 2026. التعاون في تقنيات الهيدروجين وفي مطلع شهر سبتمبر/أيلول الماضي، أعلن وزير الاقتصاد والمالية الفرنسي، برونو لو مير، عن إجراء محادثات مع الحكومة الألمانية بشأن التعاون بين الدولتين في مجال تقنيات الهيدروجين. تجدر الإشارة إلى أن المفوضية الأوروبية تعتزم توسيع نطاق استخدام الهيدروجين الصديق للمناخ من أجل دفع التحول في مجال الطاقة قدما، وكانت المفوضية طرحت في يوليو/تموز الماضي استراتيجية ترمي إلى تحقيق نمو قوي في استخدام هذه التقنية على مستوى أوروبا بدعم حكومي. وأوضح لومير أن فرنسا تعتزم استثمار 7 مليارات يورو على المدى البعيد في مجال تقنية الهيدروجين، ونوه إلى أن ألمانيا تعتزم استثمار 9 مليارات يورو في هذا المجال "وأتمنى أن ننجح في إيجاد مشروع ألماني فرنسي مشترك ثم مشروع أوروبي في مجال الهيدروجين". وتتعاون برلين وباريس بالفعل بشكل وثيق في مجال إنتاج البطاريات بغرض زيادة الاستقلالية عن مصنعيها في آسيا، وذلك نظرا لازدهار السيارات الكهربائية، وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد وصف هذا المشروع بأنه "إيرباص البطاريات". كانت مجموعة بيجو ستروين الفرنسية وشركة توتال الفرنسية للطاقة أعلنتا منذ فترة غير طويلة أن الحكومتين الفرنسية والألمانية دعمتا مشروعهما المشترك لإنتاج البطاريات بـ1.3مليار يورو.