بعد مقتل 4 مسلحين موالين لها.. قوات أميركية تقتحم بلدة ذيبان شرقي سورية
الاحتجاجات والاغتيالات تتواصل في مناطق سيطرة "قسد" والجيش الأميركي يقتحم بلدة ذيبان بريف دير الزور التي تعتبر معقلاً لقبيلة العكيدات العربية ، والأخيرة تهدد وتدعو إلى تنفيذ مطالبها.
اقتحمت القوات الأميركية مدعومة بمسلحين موالين لها من تنظيم "قسد"، مساء أمس الخميس، بلدة ذيبان بريف دير الزور الشرقي، بعد تصفية 4 عناصر من "قسد"، وفق ما ذكرت وكالة "سبوتنيك" الروسية. ونقلت الوكالة عن مصادر أهلية بريف دير الزور تأكيدهم مقتل 4 عناصر من قوات "قسد" الموالية للجيش الأميركي وإصابة آخرين، في هجوم نفذه مجهولون استهدف حاجزاً لـ"قسد" في مدخل بلدة ذيبان، التي تعد معقلاً لقبيلة العكيدات العربية، في ريف دير الزور الشرقي. وقالت المصادر الأهلية إن رتلاً عسكرياً تابعاً للجيش الأميركي يرافقه مسلحون موالون له من "قسد"، دخل إلى بلدة ذيبان ومدينة الشحيل قادماً من القاعدة الأميركية في حقل العمر النفطي المحاذي للمنطقة. وأضافت المصادر نفسها أن القوات نفذت حملة اعتقالات في صفوف المدنيين على خلفية الهجوم، بالتزامن مع استنفار كبير للمسلحين الموالين لها على حواجزهم والنقاط التي يتمركزون فيها بمحيط المنطقة، حيث لاتزال الحملة الأميركية مستمرة منذ ليل أمس الخميس. كذلك، قتل عنصرين من "قسد" جراء إطلاق النار عليهما من قبل مجهول كان يستقل دراجة نارية في بلدة الطيانة شرقي دير الزور. في حين قتل المدعو "أملح المحيسن العبد العزيز"، أحد وجهاء مدينة الشحيل، وعضو ما يسمى "المجلس المدني" المقرب من الجيش الأميركي، متأثراً بجروح أصيب بها بعد إطلاق مجهولون يستقلون دراجة نارية النار عليه بالقرب من مطحنة الساروت في مدينة الشحيل. هذا وتستمر الاحتجاجات الشعبية وموجة الاغتيالات في مناطق سيطرة "قسد" ضد أسلوب وطريقة إدارتها، والإدارة الذاتية لمنطقة شرق الفرات، بالتوازي مع استمرار الهجمات المجهولة ضد العناصر التابعة لـ"قسد" في المنطقة. وفي السياق، خرج اجتماع عشائر ريف دير الزور الشرقي الذي عُقد في بلدة أبو حمام مساء أمس، بمجموعة من المطالب دعوا فيها "التحالف الدولي" بقيادة الجيش الأميركي و "قسد" إلى تحقيقها، وعلى رأسها إخراج جميع المعتقلين من أبناء المنطقة من السجون. وهددت العشائر خلال اجتماعها باللجوء إلى المظاهرات والاعتصامات السلمية في حال عدم تنفيذ المطالب خلال فترة محدودة، دون تحديد المهلة الزمنية. وأكد البيان الصادر عن وجهاء العشائر على "السعي لاستقرار المنطقة وتحكيم العقل والوقوف يد بيد في وجه كل التدخلات الخارجية والإرهاب"، مشيراً إلى "ما يعانيه السكان اليوم من الفساد والتهميش وغياب الخدمات وإهمال التعليم والجانب الصحي المتعمد". وطالب البيان، بـ"العمل بصورة حقيقية على تحسين الخدمات من ماء وكهرباء وإصلاح الشوارع"، إضافة إلى دعم الصحة والتعليم في ريف المحافظة، وكذلك دعم جميع العائلات التي فقدت أبنائها في "قتال الإرهاب" وفق تعبير البيان، وذلك منذ عام 2014 وحتى اليوم. وكانت مشيخة العكيدات رفضت أي لقاء مع قيادات "قسد" في المنطقة، "مع تلويحها بتحريك أبناء القبيلة، للخروح باحتجاجات ضد الواقع الحالي للمنطقة"، لافتاً إلى أن "النقاشات لاتزال مستمرة، وسط محاولات أميركية متكررة لاقناع شيوخ ووجهاء القبيلة، بعقد اتفاق مصالحة مع قسد في المنطقة". وأصدرت قبيلة العكيدات، في 10 آب/أغسطس الماضي بياناً طالبت فيه "التحالف الأميركي بتحمل مسؤولياته، وتسليم المنطقة لأهلها"، وأمهلت القبيلة ببيانها، "التحالف وقسد مهلة شهر، لتنفيذ مطالبها". ورغم مرور مدة الشهر المقررة، إلا أن مشيخة القبيلة، لا تزال تلتزم الصمت، وسط توقعات باستمرار المفاوضات مع التحالف الأميركي، بخصوص مصير المنطقة ومستقبلها.